No Script

شعر / ارْتِقاءُ النَّفْس

No Image
تصغير
تكبير
تَرْتَـقي النَّفْسُ بِارْتِقاءِ صِفاتِكْ

وَلِهذا فَاحْـرِصْ عَلى صَوْنِ ذاتِكْ

وَالْتَـفِتْ دائِـمًا إلى الْعَقْلِ حَتّى

تَجِدَ النَّفْسَ حُرَّةً بَالْتِـفاتِكْ

هِـيَ إشْـراقُكَ الَّذي أَنْتَ مِنْهُ

لَمْ تَزَلْ مالِـئًا بِهِ جَـنَباتِكْ

وَبِآفاقِـها الْعَقيدَةُ تَبْدو

مِثْلَ شَمْسٍ تَرى بِها مُلْـهِماتِكْ

وَلَدَيْها اسْتَقامَ فِكْرُكَ حَتّى

أَصْبَحَ الْفِكْرُ مَوْضِعًا لِثَـباتِكْ

ها هُوَ الْحُبُّ مُشْـرِقًا مِنْكَ يَزْهو

وَلِهذا يُعَدُّ مِنْ مُشـْرِقاتِكْ

وَالْوَفاءُ اعْتَلاكَ صُبْحًا بَهيـجًا

لِتَرى مِنْ ضِيائِهِ مُبْهِجـاتِكْ

فَإلى ما تَراهُ سِـرْ وَتَأَمَّلْ

كَيْفَ تَحْلو الدُّروبُ مِنْ خُطُـواتِكْ

يا لَهُ مِنْ تَأَمُّلٍ سَوْفَ يَبْقى

بِسَناهُ مُبَدِّدًا ظُلُـماتِكْ

وَبِآرائِكَ الْحِسانِ تَغَنّى

وَتَغَنّيهِ مُفْعَمٌ بِعِـظاتِكْ

وَحَّدَ السَّيْرُ ما تَراهُ شَتاتًا

يا لَهُ مِنْ مُوَحِّدٍ لِشَتاتِكْ

لَمْ تَزَلْ شُعْلَةً تَضـيءُ ابْتِكارًا

ما أُحَيْلى ضِياءَ مُبْتَكَـراتِكْ

وَبِكَ الْخَيْرُ يَزْدَهي وَلِهذا

سِمَةُ الْخَيْرِ مِنْ أَجَلِّ سِماتِكْ

كُلُّ أَقْوالِكَ الْـمُضاءَةِ تَحْلو

رُبَّ قَوْلٍ أَضَأْتَهُ بِأَناتِكْ

وَإذا ما ارْتَـضى الْعَجولُ سِواها

فَسِواها يَكونُ لِلسِّتْرِ هاتِكْ

وَجَمالُ الْحَياةِ أَنْ تَتَجَلّى

شَمْسُ أَحْلامِكَ الْحِسانِ الْعَـواتِكْ

هكَذا تَرْتَدي الضِّياءَ وَتَزْهو

في نَـواحيكَ كُلِّها وَجِـهاتِكْ

سَوْفَ تَحْـيا بِلا انْتِقاصٍ إذا ما

كُنْتَ مُسْتَثْمِرًا ظُروفَ حَـياتِكْ

وَالتَّأَنّي سَفينَةٌ سَوْفَ تَرْسو

في الْـمَـراسي الَّتي اعْـتَنَتْ بِنَجاتِكْ

إنَّما أَنْتَ في الْحَـياةِ سَحابٌ

لَمْ يَزَلْ ساقِيًا رُبى مُزْهِـراتِكْ

وَإذا ما ازْدَهَتْ ثِمارُكَ نُضْجًا

فَبِأَبْنائِكَ ازْدَهَتْ وَبَناتِكْ

فَلْتَكُنْ غارِسـًا أَبَرَّ الْـمَعاني

لِتَرى يَوْمَ جَنْيِها مُبْهِـراتِكْ

وَإذا ما الشَّبابُ أَغْواكَ يَوْمًا

فَمَماتُ الشَّبابِ قَبْلَ مَماتِكْ

وَسُيوفُ الْقَضاءِ إنْ قَطَعَتْنا

فَهْيَ أَمْضى مِنَ السُّيوفِ الْبَواتِكْ

هكَذا دَوْرَةُ الْحَياةِ .. وَمِنْها

حُكْمُـها نافِذٌ إلى مُحْـكَماتِكْ

فَاسْتَعِنْ يا أَخي بِصَبْرِكَ حَتّى

تُرْضِيَ اللّـهَ وَاسْتَعِنْ بِصَلاتِكْ

فَهُما ناصِـراكَ في كُلِّ أَمْرٍ

وَهُما حـافِظاكَ مِنْ عَـثَراتِكْ

وَاكْتَسِبْ ما تَراهُ يُعْـليكَ قَدْرًا

لَيْسَ يُعْـليكَ غَيْرُ مُكْتَسَباتِكْ

وَصِلِ الْبائِسينَ بِالْـمالِ حَتّى

تَجِدَ الْأَجْرَ في ظِلالِ صِلاتِكْ

كُلُّ ما في الْحَياةِ يَأْتي وَيَمْـضي

وَلِهذا اقْتَـضى الْهُدى مُلْزِماتِكْ

قَدَرُ اللّـهِ وَهْوَ أَمْرٌ يَقينٌ

وَبِهِ أَنْتَ مَنْ تَرى صالِحاتِكْ

فَالْتَدَعْ ماضِياتِهِ حينَ تَمْـضي

وَالْتَفَتْ دائِمـًا إلى باقِـياتِكْ

فَهْيَ خَيْرُ الْكِساءِ ما دُمْتَ حَـيًّا

وَهْيَ خَيْرُ الْجَزاءِ بَعْدَ وَفاتِكْ

www.waleed-alqalaf.blogspot.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي