No Script

إضاءات

مستقبل الكويت... في الجيل الواعد

No Image
تصغير
تكبير

ليس من السهل أن ننتظر المستقبل في إشراقته التي نحلم بها، ونحن لا نهتم بالأجيال التي ستصنعه!
هذه حقيقة... لا أحد له القدرة على إنكارها، فمتى تمنينا مستقبلاً تكون فيه التطلعات عالية، والتطور متاحاً، علينا أن نكون أكثر إدراكاً وتفهماً لمتطلبات الجيل الصاعد، الذي يمثله الأطفال والناشئة والشباب، نعم علينا أن نكون مهتمين بكل كبيرة وصغيرة تتعلق بهم، ومن ثم وضع التصورات والأفكار الكفيل بمساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم، وبحث المعوقات التي قد تعترضهم وهم يسيرون بنا تجاه المستقبل.
أقول ما قلته... وأنا أشاهد حالنا ونحن لا نضع في حساباتنا الأطفال والناشئة والشباب، من خلال الجهات المعنية سواء في وزارة الإعلام أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك وزارة التربية وفي وزارة الشؤون من خلال الإدارة المعنية بالأمومة والطفولة، ووزارة الشباب، وكل مؤسسات ووزارات الدولة.


نعم الهم مشترك... لأننا نقصر كل يوم في الاهتمام بهذه الفئة الواعدة من المجتمع، ولا ننظر إليها نظرة مستقبلية مشرقة، وبالتالي نترك الظروف هي التي تصنع مستقبلها، من دون تدخلنا الذي يجب أن يكون إيجابياً ومبنياً على دراسات وبحوث.
لنرى التخبط واضحاً في تناول التربية والتعليم لهذه المسألة، من خلال ما يقدم للتلاميذ من مناهج لا ترقى إلى مستوى الطموح، خصوصاً ما يطلقون عليه منهج «كفاية»، وما ترتب عليه من منهجية غير مدروسة، والآن تقرر - حسب علمنا- إلغاءه بداية من الفصل الدراسي المقبل، وبإطلالة سريعة على المناهج في كل المواد الدراسية سنجد أن هناك عدم إدراك للمستقبل، وعدم قدرة على وضع مناهج تليق بالعصر الحديث الذي نحن بصدده، وأستشف كل ذلك من تصريحات المسؤولين في التربية والتعليم.
كما أن الإعلام لم تفكر في أن تضع الأطفال في حسبانها إلا منذ أيام قليلة من خلال إطلاق قناة للأطفال - في انتظار التصريح عن أهدافها، ومنفعتها للطفل - وأتمنى أن تكون قناة غير تقليدية، وتهتم بالمستقبل، وبالعلم الحديث، ولكن في قوالب وأفكار محببة تحوز إقبال المتابعين لها من صغارنا.
في ما ظلت الإصدارات التي تعتني بالطفل غائبة عن وجدان الإعلام، والأمر مقتصر فقط على «العربي الصغير»، كما نجد أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قصّر في أداء مهمته تجاه صغارنا، رغم وجود مراقبة ثقافة الطفل التي تقوم بتنظيم مهرجانات للطفل، ولكنها تحتاج الدعم الكافي، والتوسيع في كيانها لتصبح - مثلاّ - إدارة تستوعب أطفالنا، ويكون لها مقر أو مكان في مختلف محافظات الكويت.
كما أن الإصدارات التي تعتني بالواعدين من شبابنا غائبة، ولم يفكر المجلس الوطني في تبنيها والعمل عليها، من أجل دعم وتشجيع الأقلام الواعدة.
إنها أسئلة كثيرة نريد طرحها على كل مؤسسات الدول وأهمها سؤال: أين مكانة الأطفال والناشئة والشباب من اهتماماتكم؟ فلدينا وزارة الدولة لشؤون الشباب تحتاج إلى دعم كبير من أجل إبراز دور الشباب الحيوي في المجتمع، ولدينا الإمكانيات المادية، كما أن لدينا الأفكار... فقط نريد أن ننتبه للمستقبل ونعمل بكل جد من أجله.

*كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي