No Script

سدانيات

بين أردوغان والخميني

تصغير
تكبير

صراع بين معسكرين وشدٌ وجذب وكأنَّ الأمر متعلق بحياة أحدهما، هذا ما حدث في الفترة الأخيرة مع انهيار الليرة التركية والحرب الاقتصادية التي يشنها ترامب وأميركا على تركيا، قد يتساءل الكثيرون عن سبب اهتمام الكثير من أبناء الوطن العربي خصوصا«السنة» أو أصحاب التوجه الديني لتركيا وإعجابهم بأردوغان، حتى وصل هذا الإعجاب بأن يكون أردوغان خليفة للمسلمين- بوجهة نظرهم-، وما يجعل الفريق الآخر يحارب أردوغان وكأنه «زوج أمه» أو عدوه!، ليس صعبا أن أجيب عن تساؤل كهذا.
إن النموذج التركي الذي جاء مغايرا لما نشأت عليه الأنظمة العربية، جعل منه قدوة ونموذجاً يستحق المحاكاة، خصوصا نجاحه في العديد من المجالات الاقتصادية والسياحية والعسكرية والمواقف الدولية، فكان هذا النموذج هو بصيص أمل لشعوب كثيرة تتمنى عودة لعزة سابقة وعظمة تليدة، ولعل السبب الأهم في ذلك الأمر، هو غياب المشروع المقابل للمشروع القومي الإيراني الذي سبح وجاء على جناح طائفي ومساعدة غربية، فغياب مشروع سني بعد سقوط الخلافة الإسلامية بعد سنوات من محاربة أي بذرة لهذا المشروع جعلهم يَرَوْن نجاح أردوغان هو نجاح للأمة الإسلامية، وأنَّ هذا المشروع هو الدرع الوحيدة لصد الزحف الفارسي الذي وصل لعواصم عربية كثيرة.
وأرى أنَّ اللبس الحاصل عمد المعسكر المضاد لأردوغان في التفريق بين الإعجاب بالنموذج التركي كدولة تتطور وتسابق الريح في نشأتها وتقدمها وتحاول الاستقلال برأيها عن السطوة الأميركية العالمية، وبين التبعية لتركيا والولاء لأردوغان، وأعتقد من السذاجة أن يعتقد بهذا الأمر شخص عاقل يعيش خارج حدود الجمهورية التركية؛ لذلك لا بدَّ علينا أن نحدد موقفا واضحا من مشاريع الدول التي حولنا، ولا بد علينا أن نعي جيدا أن الحال في كثير من الدول لن يستمر على ما هو عليه، فثروات الشعوب التي تنهب وأرواحهم التي تهدر والحرياتهم التي تصادر لم ولن يكون مصيرها الاستمرار في ظل وجود نموذج مثل دولة «أردوغان» وأن الشعوب المسحوقة ستحاول بكل ما تملك أن يكون لديها ألف أردوغان وألف نموذج من هذه النماذج الناجحة «نسبيا».




خارج النص:
يحق للجميع أن يبدي إعجابه بمن يشاء من حكام وسياسات، ولكن لا تحتكر الفضيلة لنفسك وتمنعها عن غيرك، فما موقف الذين احتفلوا بفوز أردوغان إذا احتفل غيرهم بفوز روحاني!
ميزانية مليونية لتشجير المنطقة الجنوبية رُصدت، وأكاد أقسم انه لن تكون إلا زراعة تجميلية لا قيمة لها وسنجد كثبان الرمال تغطي الكويت من جديد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي