No Script

مثقفون بلا حدود / أسماء الإشارة بين اللغة واللهجة (2 من 2)

u062f. u0641u0647u062f u0633u0627u0644u0645 u0627u0644u0631u0627u0634u062f
د. فهد سالم الراشد
تصغير
تكبير
استكمالا لما بدأنا به في المقال الفائت من تناول أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة في دولة الكويت بالنظر والتطبيق:

(وبالحزم والعقل - وهذان أقوى دعائم التحرير أعيش. فيا هؤلاء الشباب، ويا هؤلاء الفتيات الكويت هي الوطن العزيز).

- و: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. ونذكر الطالب الكريم بأن الحروف كلها مبنية ولا محل لها من الإعراب، وهذه قاعدة ثابتة في اللغة العربية، لعلها تخفف عنك بعضا من القواعد.

- بالحزم: بـ: حرف جر مبني على الكسرة الظاهرة لا محل له من الإعراب،

- الحزم: اسم مجرور بحرف الجر (الباء) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الميم).

- و: حرف عطف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب.

- العقل: اسم معطوف على (الحزم) مجرور مثله وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (اللام).

- و: حرف استئناف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب. ومعنى استئناف؛ أي: استأنفنا الكلام من جديد، بمعنى أننا بدأنا بحديث جديد، وطالما بدأنا إذن لابد من الرفع لأن ما بعد واو الاستئناف مبتدأ.

- هذان: هـ: للتنبيه: حرف مبني على الفتحة الظاهرة لا محل له من الإعراب،- ذان: اسم إشارة للمثنى المذكر مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.

- أقوى: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل لأنه اسم مقصور. ومعنى الثقل باللسان؛ فلا نستطيع أن ننطق (أقويُ).

- دعائم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الميم).

- التحرير: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الراء).

- أعيش: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الشين)، لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا)، أي: أنا الذي أعيش. ومعنى «مستتر وجوبا» أي لا يجوز إظهاره «فإذا كان اسمك فهدا - على سبيل المثال -، لا يجوز أن تقول: «أعيش فهدٌ».

- فيا: فـ: حرف استئناف مبني على الفتحة الظاهرة لا محل له من الإعراب. وقد بدأنا بجملة جديدة تسمى جملة النداء، - يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

- هؤلاء: هـ: للتنبيه: حرف مبني على الفتحة الظاهرة لا محل له من الإعراب، ـؤلاء: اسم إشارة لجمع الذكور والإناث مبني على الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الهمزة) وهو منادي.

- الشباب: بدل من (هؤلاء) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الباء).

- يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب. وبنيناه على السكون لأنه مدّ، مثل: الليل الساكن الطويل الهادئ...

- الفتيات: بدل من اسم الإشارة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء).

- الكويت: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء) وهو مبتدأ أول.

- هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتحة الظاهرة في محل رفع مبتدأ ثانٍ. والضمائر كلها مبنية ولكنها تأخذ محلا من الإعراب، وهذه قاعدة ثابتة باللغة العربية، لعلها تخفف عنك بعضا من القواعد.

- الوطن: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (النون)، وهو خبر للمبتدأ الثاني (هي) والجملة من المبتدأ الثاني وخبره (هي الوطن) في محل رفع خبر للمبتدأ الأول (الكويت). والخبر هنا جاء جملة اسمية مكونة من (هي الوطن).

- العزيز: صفة لـ (الوطن)، مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الزاي)، والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (الوطن) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل)، والصفة (العزيز) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل).

ملحوظة: هؤلاء: هذا الاسم دائما يأتي مبنيا على الكسر، ثم يأخذ موقعا من الإعراب، وهنا موقعه منادى مبني على الضمة، فكيف نوفق في الإعراب بين البناء على الكسر والبناء على الضم، من الجائز أن نقول عن (هؤلاء) إنه منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره حركة البناء الأصلية وهي الكسر في محل نصب، وإن كنت غير مقتنع بهذا الإعراب، وأرى أن يكون الإعراب الصحيح لـ (هؤلاء) هو: اسم إشارة زائد للتنبيه مبني على الكسر، فالجملة أحق لها أن تكون كالآتي (فيا شباب) مباشرة؛ لأننا لو تجاوزنا مشكل إعراب (فيا هؤلاء)، وأصلها: أنادي هؤلاء. فكيف سنتجاوز إعراب (الشباب) لأن الأصل في المنادى المبني على الضم أنه في محل نصب مفعول به، بمعنى لو قلت: يا فهدُ، أصلها أنادي فهدا، فـ (أنادي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، و (فهدا) مفعول به منصوب بالفتحة لوقوع فعل النداء عليه. فكيف نعرب (الشباب) هل نعربها مثل بعض النحاة المعاصرين؟ أو نقول: هؤلاء: هـ: للتنبيه، ـؤلاء: اسم إشارة لجمع الذكور والإناث مبني على الضم مقدر منع من ظهورها حركة البناء الأصلية وهي الكسرة في محل نصب؟ علما بأن العرب لا تقول «يا هؤلاء الرجال» إنما تقول «يا أيها الرجال» أو «أيها الرجال». وهناك فرق كبير بين الإشارة والنداء، فأنت قد تشير للشخص ولا تتحدث إليه أو تريد منه شيئا، أما النداء فأنت تنادي شخصا للتحدث إليه، أو تطلب منه شيئا. فهل نحن في هذه الأمثلة نشير أم ننادي؟!

* كاتب وباحث لغوي كويتي

fahd61rashed@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي