No Script

واشنطن أوقفت غاراتها خلال هجوم «داعش» و«النصرة» على حلب - خناصر

تصغير
تكبير
كشفت مصادر في غرفة العمليات المشتركة في دمشق التي تضم روسيا وسورية وايران و«حزب الله» لـ«الراي» عن ان «الهجوم الذي قامت به قوات جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على محور حلب - خناصر كان عالي التخطيط ودقيق التوقيت، فهو تزامن مع وقف الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها القصف ضد التنظيمين لمدة ثلاثة ايام، مما اتاح لهذه القوى التكفيرية دفع آلاف من المقاتلين من الشمال السوري الى جنوب حلب بهدف قطع طريق الامداد عن المدينة في محور خناصر - السفيرة بغية ارباك الهجوم الذي تقوده روسيا من الجو وسورية وحلفاؤها على الارض، عبر محاور عدة مثل ريف حلب واللاذقية وحماة وسهل الغاب ودمشق ودرعا».

وقالت المصادر ان «داعش والنصرة هاجما مراكز الجيش السوري من اضعف نقطة لاحداث ارباك ومهاجمة القوى من الخلف، وتالياً فإنه من الواضح تماماً انهم ليسوا هم من وضع الخطط، بل هم نفذوا ما طلب منهم دون ان تتحد صفوفهم مع بعضهم البعض، فالهجوم حصل بعدما اوقفت الولايات المتحدة قصفها وهاجم كل طرف من جهته الطريق والتقدم في اتجاه جنوب حلب مع ابقاء كل قوة على الخط المرسوم لها دون أي تنسيق في ما بينهم مباشرة، بل عن طريق طرف آخر يدير المعركة، وهو ما جعل الحرب في مقام مختلف اذ لم تعد بين الجيش السوري وحلفائه ضد التكفيريين، بل اصبحت بين روسيا وحلفائها واميركا وحلفائها الـ 62 العاملين منذ نحو عام في سورية، والذين ساهموا من خلال دعمهم للقوى المعتدلة بالسلاح، في مد النصرة ايضاً بالسلاح المتطور مما يدل على ان جميع الخطوط الحمر، قد ازيلت وبات كل شيء مسموحا».

وتحدثت المصادر عن ان «روسيا تعتقد ان تقدم داعش والنصرة أمر ايجابي لان آلاف المقاتلين اصبحوا في منطقة واحدة مما يسهل اصابتهم، وان حفر الخنادق على جانب الطريق الى حلب لن يحمي التكفيريين من أن يكونوا اهدافاً للطائرات المروحية الروسية، وتالياً لا داعي للهلع، علماً ان هؤلاء بدأوا يتعودون على وجود سلاح الجو في سماء سورية، وغيروا طريقة تنقلاتهم، واستغنوا عن وسائل عدة كانت تتيح رصدهم الإلكتروني، الا ان روسيا ستزيد من وتيرة القصف التدميري طيلة الاسبوعين الحالي والمقبل على هذه الاهداف، لإعادة الأمور الى ما كانت عليه، وقد اتخذ الجيش السوري تدابير اضافية تمنع مرور الشاحنات الكبرى على طريق حلب واستحدث نقاط امامية للحد من نتائج العمليات الانتحارية التي يقوم بها داعش قبل كل هجوم».

وأكدت المصادر ان «فكرة الهجوم على خناصر والتنسيق بين داعش والنصرة بشكل منفصل ليست فكرة ابو بكر البغدادي ولا ابو محمد الجولاني، ولا من بنات افكار ضابط عسكري من التنظيمين، بل ان كبرى غرف العمليات تحدد الخاصرة الرخوة، وتدفع الاعداء ليبقوا اعداء، ولكن لينسقوا هجوماً ضخماً كهذا، مما يدل على ان ارض المعركة هي التي ستحدد طاولة المفاوضات التي لم تنضج نتائجها بعد رغم اعلان الولايات المتحدة نيتها توسيع الاطراف المشاركة في المحادثات مع املها باشراك ايران ايضاً التي لم تتأخر في المشاركة الا انها ستزيد من قواها على ارض سورية لمحاربة داعش والنصرة».

وبحسب المصادر، فإن «الولايات المتحدة تدعم المعارضة المسلحة بمن فيهم التكفيريون بالسلاح والعتاد من مخازن دول المنطقة، هي التي اعلنت منذ مدة غير بعيدة انه لا توجد معارضة معتدلة في سورية. تبعاً لذلك فان حلفاء سورية وعلى رأسهم ايران، زادوا من قواتهم على الارض، وفي غرف العمليات ويشاركون بارسال المعدات العسكرية المطلوبة لدعم ارض المعركة»، مشيرة الى ان «كبار ضباط الحرس الثوري وقوات الباسيج صاروا في المقدمة على جبهات القتال وليس في الخطوط الخلفية، ولهذا فان طهران تدرك الثمن الذي لا بد من دفعه لمحاربة التكفيريين الذين تفضل محاربتهم في بلاد الشام قبل انتشارهم في بلاد اخرى، وتالياً فإنها سترسل العدد المطلوب حتى ولو بلغ عشرات الالاف الى ارض المعركة، لأن الحرب لم تعد تقتصر على التكفيريين بل اصبحت حرباً اوسع من ذلك بكثير».

وانهت المصادر ان «الولايات المتحدة اعتبرت ان روسيا ستفشل في سورية، لكن ها هي تنفذ في شهر واحد ووحدها اكثر من ألف غارة، أي ما يوازي غارات 3 اشهر من قصف 62 دولة لـ (داعش)، وان اميركا لن تنجر الى حرب عالمية على ارض سورية التي لا تهمها بهذا القدر، علماً ان داعش لا يمثل اي تهديد ضد الولايات المتحدة، الا ان الحرب هي حرب المنطقة وحرب الحلفاء في بلاد الشام وحرب النفوذ وبهذا اصبح اللاعب السوري ثانوياً واصبحت الكلمة للكبار فقط، أما الكلمة واللغة السائدة المشتركة فهي لغة السلاح».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي