No Script

وجع الحروف

أولاً... طهروا أخلاقكم من الحسد!

تصغير
تكبير

قد تصوم وتصلي وتزكي وتحج، وتأتي في جزئية واحدة تتجاهل لحظتها نفسك وتدمر بها أخلاقك حينما ترى أخا لك قد أنعم الله عليه بخير أو وهبه الله علما وخبرة يفوق مستواها ما تمتلكه وتحسده أو تحقد عليه.
الحسد والعين موجودان، وجاء في السيرة النبوية والقرآن الكريم صورا كثيرة عنها ولهذا ينصح بقراءة المعوذات... وعرف الحسد بكراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه «المحسود»... والحسود هو الذي يضيق صدره عندما يتفوق عليه أحد في أمر من الأمور وهي موجودة منذ أن سجد الملائكة لآدم إلا إبليس... فأي حاسد إنما هو شريك لإبليس!
لم تكن آفة الحسد والكبر والحقد وليدة اللحظة أو نتاج التنافس السياسي أو التحزب لمجموعة دون آخرى، بل هي موجودة لكننا في الآونة الأخيرة لمسنا أثرها البغيظ وبما أننا في رمضان نذكر وهو أقصى حد نستطيع بلوغه!


في دولة كالكويت حيث جميع النعم والخيرات متوافرة، وقد حبانا الله بما لذ وطاب وتمتعنا بسقف من الحرية قياسا مع دول اخرى يعد مرتفعا وإن إنخفض أثرها في الآونة الأخيرة لوجود الحاسدين بيننا ممن لا يرغبون الصلاح للعباد والبلاد.
مشاريع كثر نحتاج أن ترى النور في مجال التعليم والصحة وأضف إليها حقنا في الاكتتاب بنسبة 50 في المئة من محطة الزور منذ منتصف عام 2016... فلا «شفنا» أسهما ولم تصلنا الأرباح!
التعليم يقال بأنه مبرمج لخدمة «تجار التعليم»... والصحة يقال بأنه مبرمج هبوطها بسبب «تجار الصحة» ،والسياسة يقدم من هو دون المستوى لأسباب معينة بعضها يعود للعصور الجاهلية.
حتى الثقافة يراد منها أن تبتلى بداء الحسد حيث باتت القيم والتقاليد الطيبة التي تدعو إلى تقديم «الأخيار» في المناصب القيادية والتمثيل النيابي يتجنب الكثير الأخذ بها... وأصبحت الساحة بين شد وجذب قد يكون الحسد أحد محركاتها.
الزبدة:
إن كنتم تريدون الإصلاح فطهروا أولا أخلاقكم من داء الحسد، ليس على مستوى صناع القرار بل على مستوى الأفراد والكتل المؤثرة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصل إلى صيغة توافقية بين الجموع من دون الرجوع إلى حل ناجع لآفة الحسد.
أخ لك وقد أنعم الله عليه بصفات ومؤهلات لا تملكها... لا تحسده بل أطلب من الله الكريم الوهاب أن يعطيك مما أعطاه.
أنفسنا بحاجة إلى علاج فوري ممكن... نعم نستطيع أن نكون مجتمعا فاضلا متى ما استعذنا من الشيطان الرجيم وتخلصنا من أدوات الشر، الحسد والحقد والكبر !
اللهم هب ولاة الأمر البطانة الصالحة. وهب أحبتنا الكرام أخلاقا طيبة تنبذ كل ما قد يضر الآخرين ممن أنعم الله عليهم بنعمه التي لا تعد ولا تحصى وتقبل الله طاعتكم... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي