No Script

رواق

مزايين الإبل والبشر

تصغير
تكبير

«أي تقدير للجمال يحمله شعب يقيم مسابقات لاختيار ملكة جمال الجِمال»؟... هذا ما يمكن أن يقوله أي مواطن نيوزلندي يتابع أخبار دولة لا يعرف اسمها ولا موقعها على الخريطة.
لكن النيوزلندي إياه لن يتمالك نفسه عن القول وهو يتابع أخبار البلد نفسه «أي ذنب اقترفته مذيعة تلفزيونية لإيقافها عن العمل بسبب إشادتها بوسامة زميلها»؟... وكأن في هذا البلد يجوز للحيوان ما لا يجوز للإنسان.
خلصنا من المهضوم الذي أفردنا له مقالاً سابقاً للحديث عن كيفية هضم حقوقه، بل وهضمه بشحمه ولحمه لو تسنى للهاضمين... وبدينا في المزيون.


المزيون تقال للوسيم وصفاً ولمحدود الجمال مجاملة ورفعا للمعنويات، لكن المهووس يراها غزلاً صريحاً لا عفيفاً، حتى لأننا لا نقبل بالغزل في العلن أصلاً حفاظاً على ثوابتنا التي لا تمانع من أن نفعل في السر كل ما يخدشها في العلانية، فكيف إن صدر الغزل من امرأة لرجل لا العكس، فهو يريدها إما على الصامت أو على الهزاز وإن حكت «لازم تقول اللي يقول لها عليه والشكوى لله».
انشغلنا بالفعل الفاضح حتى انفضحنا، فالتبس علينا الصواب من الخطأ المتمثل في خروج مذيعة عن النص الرسمي في قناة رسمية تنقل تغطية إخبارية يفترض أن تكون رسمية أيضاً، فأدرجناه في كل الخانات إلا خانته الصحيحة والتي إطارها المهنية والمهنية وحدها والتي تستوجب أن تكون المخاطبة في صيغتها الرسمية، ولكن متى تخاطبنا وفقاً للنصوص ولم نجير خطاباتنا كلها وفق ما تحمله النفوس، ففسرنا الكلمة نفسها مدحاً أو ذماً استهزاء أم إشادة وفق ميولنا تجاه قائلها و«إن حبتك عيني ما ظامك الدهر».
فكل ما يقوله المليح مليح، والمليح هو المزيون، وهي كلمة صارت تنافي أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وتخدش حياء الرجال قبل النساء في مجتمع يقيم المسابقات لاختيار مزايين الإبل ويغفل مزايين البشر، حفاظاً على ثوابته التي يبدو أنها غير ثابتة، فكلمة مزيون وحدها كفيلة بهزها وجعلها على ما قال الزميل فهد البسام «بلد على كف مزيون».
عود على بدء، لا يشغل بالي قبل هذا المقال ولا أثناءه ولا بعده، إلا النيوزلندي إياه كيف يمكن أن نشرح له الوضع من دون أن يتهمنا بالجنون أو يصاب هو بالجنون!

 reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي