No Script

قيم ومبادئ

فورة الشباب والثورات

تصغير
تكبير

أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات والتفاعل العاطفي عند الشباب، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب، وإثارة وحدة طبع واكتئاب وهذا ما أثارته وسائل التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي، فخرجت أمواج الشباب الثائرة أملاً في التغيير فدمرت أو قتلت وسرقت وانتهكت، وفي استطلاع للرأي لرصد آراء الشباب العربي في 16 بلداً في الشرق الأوسط 2015 بعد ثورات الربيع العربي فماذا كانت النتائج ؟
أثبتت تزعزع ثقة الشباب بالتجربة الديموقراطية، وأن اللغة العربية فقدت قيمتها بسبب الانفتاح، كما أثبتت الدراسة تزايد القلق لدى الشباب من البطالة والمستقبل؟
العاطفة قد تتحول عاصفة


أولاً: قد يؤدي التعصب سواء كان تعصباً للجنس، أو اللون، أو البلد، أو الحزب والجماعة، أو غير ذلك من ألوان التعصب المنافية لآداب الإسلام وعدله إلى الفوضى والدمار.
يقول الدكتور عبدالرحمن العيسوي:
«لما كان التعصب محصلة التفاعل بين كثير من العوامل المتداخلة التربوية والنفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأسرية، فإن علاجه يصبح مسألة صعبة ولا يمكن وضع أسلوب سهل للعلاج».
ثانياً: وقد تؤدي العاطفة إلى حالة النرجسية، وفي مدرسة التحليل النفسي تعنى: حب الذات أو عشقها لا شعورياً، «والحقيقة أن التطور الحديث لاستخدام هذه اللفظة يتسع ليشمل ليس فقط حب الذات وإنما نزعة الفرد لكي يُقدر تقديراً عالياً جداً في صفاته وخصائصه الجسمية بل وصفاته الشخصية وأفعاله العملية، أكثر مما هي عليه في الواقع».
 ويحذّر علماء الاجتماع من فقدان التوجيه في هذه المرحلة حيث يعتبرون هذا أكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدم الشباب خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك مشكلة الفراغ وكثرة المغريات والملهيات في عصر الانفتاح، وتقول الدكتورة أنيسة فخرو في «نمو المراهق الاجتماعي»: يميل المراهق الشاب إلى النقد ورغبته في الإصلاح... فينظر إلى المجتمع نظرة ناقد، وهذا ما تثيره وكالات الأنباء العالمية الناطقة بالعربية.
الحل لمشكلة العاطفة وتغلبها على الشاب:
يرى المختصون بأن أهم العوامل التي تساعد الشاب على التغلب على العاطفة، وما يتبعها من آثار قد تكون سلبية مؤثرة على شخصيته، وتكوينه الاجتماعي وعليه قرروا هذه الوسائل التي هي محل اتفاق علماء الاجتماع وعلماء النفس والتربية وهي كما يلي:
1 - إشراك الشاب في المناقشات العلمية المنظمة، التي تتناول أهم الموضوعات التي تشغل حيزاً في تفكيره ويتم طرح هذه المشاكل مع الكبار في جو من الثقة والصراحة، وكذلك إحاطة الشاب بأهم الأمور، حتى لا يقع فريسة الانفتاح غير المنضبط، وبالتالي يعتمد على مصادر غير موثوقة في تلقي معلوماته على غير يد العلماء الكبار.
2 - أهمية تشجيع الشاب في المشاركة بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والرحلات الترويحية، واستغلال أوقات الفراغ في مثل إقامة المعسكرات والدورات التخصصية والمسابقات الثقافية وغيرها.
3 - أجمعت الاتجاهات الحديثة في طب النفس لمرحلة الشباب على أهمية وجود الأذن المصغية من كبار السن، ومحاولة إيجاد التوازن في نفس الشاب بين الاعتماد على النفس والخروج من زِيّ فرض الأوامر العليا إلى زِيّ الصداقة، وتبادل الخواطر والمشاركة في صناعة الحلول واقتراح البدائل المتاحة.

الخلاصة:
الشباب حصون الدفاع عن الأمة وضمان استمرارها للتطور والتجديد الخلاق، وإبعاد الشباب عن المشاركة الحقيقية الفعّالة سيؤدي إلى انحراف حاد في المجتمع ليتحول إلى بؤرة إرهاب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي