No Script

واضح

قتلوا الشرف ليحيا العار!

تصغير
تكبير

يُحكى أنه في أحد الحروب الطاحنة التي دمرت أوروبا في القرون الماضية، دخل الجنود قرية من القرى واغتصبوا كل نسائها إلا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه!
وبعد أن أنهى الجنود جريمتهم البشعة ورجعوا إلى ثكناتهم العسكرية، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقة، إلا هذه المرأة خرجت من بيتها وهي حاملة رأس الجندي بيديها، وكل نظراتها عزة نفس، وقالت للنساء: «هل كنتن تظنن أتركه يغتصبني من دون أن أقتله أو يقتلني»؟ حينها نظر نساء القرية لبعضهن البعض وقررن أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن وحتى لا يسألهن أحد لماذا لم تقاومن كما قاومت؟ فهجمن عليها وقتلنها... قتلن الشرف ليحيا العار!
هذا هو بالضبط حال قوى الفساد في الأمة العربية، تقوم هذه القوى بمتنفذيها ومؤسساتها الإعلامية ومسؤوليها ومراكز الاقتصاد بها... بتشويه سمعة كل شيء، وكل شخص من أجل أن تتساوى «الرؤوس»، فلا يُعرف فاسد من صالح، لأن الكل من الممكن أن تُطلق عليه الإشاعات والأقاويل، بل وحاليا تُطلق الأدلة والبراهين المفبركة أيضا مع هذا التطور التكنولوجي، وبالتالي فإن الشرف والعار أصبحا في مركز واحد!


وقد يلبس كل منهما لباس الآخر، هي خطة أزلية باختلاف أدواتها مؤداها خلط الأوراق فلا أحد يعرف حقا من باطل!
المشكلة ليست في قوى الشر والفساد التي تتعمد خلط الأوراق دفاعاً عن فسادها فقط، بل المشكلة الأكبر في مجتمعاتنا العربية التي باتت تتلقى وتتلقف أي شيء من دون أي تمحيص أو «فلترة»!
في الغرب هناك منصات إعلامية أو سياسية يفترض فيها الجميع الصدق إلى حد كبير - على الأقل إن لم نقل الصدق المطلق - وهذا الافتراض في محله بلا أي شك، فالغرب استطاع أن يصنع «حالة الصدق» المجتمعي، ويخلقها ويربي عليها المجتمعات، حتى أصبحت حالة عامة وضميرا مجتمعيا يخشاه الفرد، ويخضع له في كل تعاملاته، وحتى صرنا نتحسر على حالنا عندما نقارنه بحالهم في حالة الصدق على الأقل!
هذه الحالة من الصدق العام في المجتمع وهذا الضمير الذي عادة ما يكون أساس التعامل بين الأفراد، أقفلت على قوى الفساد أبوابا كبيرة في إمكانية تشويه الحقائق، وإن وقعت بعض الحوادث فلا شك أن عواقبها وخيمة على هذه القوى الفاسدة، بسبب هذا الضمير الجمعي الحي... حالة الصدق المجتمعي هو ما ينقصنا!
قتل الشرف السبيل الأسهل لحياة العار !

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي