يُحكى أنه في أحد الحروب الطاحنة التي دمرت أوروبا في القرون الماضية، دخل الجنود قرية من القرى واغتصبوا كل نسائها إلا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه!
وبعد أن أنهى الجنود جريمتهم البشعة ورجعوا إلى ثكناتهم العسكرية، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقة، إلا هذه المرأة خرجت من بيتها وهي حاملة رأس الجندي بيديها، وكل نظراتها عزة نفس، وقالت للنساء: «هل كنتن تظنن أتركه يغتصبني من دون أن أقتله أو يقتلني»؟ حينها نظر نساء القرية لبعضهن البعض وقررن أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن وحتى لا يسألهن أحد لماذا لم تقاومن كما قاومت؟ فهجمن عليها وقتلنها... قتلن الشرف ليحيا العار!
هذا هو بالضبط حال قوى الفساد في الأمة العربية، تقوم هذه القوى بمتنفذيها ومؤسساتها الإعلامية ومسؤوليها ومراكز الاقتصاد بها... بتشويه سمعة كل شيء، وكل شخص من أجل أن تتساوى «الرؤوس»، فلا يُعرف فاسد من صالح، لأن الكل من الممكن أن تُطلق عليه الإشاعات والأقاويل، بل وحاليا تُطلق الأدلة والبراهين المفبركة أيضا مع هذا التطور التكنولوجي، وبالتالي فإن الشرف والعار أصبحا في مركز واحد!