No Script

سدانيات

«في حضرة الخميني»

تصغير
تكبير
ملاحظة: تجرد من أسقام فكرك، وجمود تفكيرك وعقلك وأنت تقرأ نصاً يخالف رأيك، وحاول أن ترى بُعدا آخر لم تره بسبب الكثير من العوازل والموانع التي تحول بينك وبين الفهم الصحيح لمحيطك والأحداث التي تدور حولك.

بعنوان كهذا العنوان الذي وسمت به مقالي، فمن الطبيعي أنك ستنحرف بعينك إلى اسمي لكي تصنِّف المقال ومحتواه من دون أن تقرأ ما فيه، وتعرف ماذا أنوي كتابته. وهذا ديدن الكثير من القراء الذين سيفعلون هذا من دون وعي أو تبصّر بجوانب المقال، ولكني آثرت أن أطرق هذا الموضوع الذي يرتبط مع الأحداث التي تثور في المنطقة.


يعتقد الكثيرون أنَّ باندلاع الثورة الإيرانية بقيادة الخميني، أو كما يطلقون عليه «آية الله الخميني»، دخلت المنطقة آتون صراع جديد انطفأت ناره منذ زمن بعيد، وانحرف الصراع والمواجهة بين العرب وإسرائيل إلى مواجهة عربية - إيرانية أو صراع مذهبي، ظهرت ملامحة في إعلان الأهداف التي بنيت عليها الثورة الإيرانية الإسلامية على شرطي المنطقة «شاه إيران»، وقد لاقت هذه الثورة ردة فعل عنيفة من دول كثيرة خصوصا السنية منها؛ لاختلاف الأفكار والتوجهات، والتطلعات التي تنشدها الثورة الإيرانية، ولكن السؤال المهم الذي لا بد علينا أن نطرحه: لماذا نحارب الثورة الإيرانية بعد ثلاثة عقود من انطلاقها؟ طبعا سيجاب عليّ بالكثير من الانتقادات التي تحمّل إيران الكثير من المشاكل والتدخلات في الشأن العربي والإقليمي ، ولعل هذا الأمر يطرح لنا معيارا للكره ونقد الأيديولوجيات التي تتشابه مع إيران في نفس السلوك والتوجه نفسهما!

فأنا مثلك عزيزي القارئ الذي يحمّل إيران الكثير الكثير من المشاكل والصراعات التي حدثت في المنطقة، وسعيها لأن تكون دولة عظمى ذات بُعدٍ أصولي، يخالف النظام العالمي المتطور الذي يسعى لنبذ هذه الأنظمة الرجعية - على حد تعبيرهم - ولكن لنكن منصفين أكثر، فهناك دولٌ كثيرة أذكت صراعات أكبر مما فعلت إيران أو - متساوية - معها ولم ولن نعتبرها دولة راعية للإرهاب. وهناك دول ساهمت في قتل مئات الآلاف من الأبرياء من دون أن توصف بأنها ذات توجه هدام للمنطقة. وهناك دول أسست فكراً متطرفاً ساهم وما زال يساهم في تشويه الإسلام - وهذا بنظري أعظم ضررا - وأشد تأثيرا على المنطقة من غيره، ولم نصف هذه الدول بالإرهاب.

حقيقة نحن في صراعنا مع إيران، لا نصارع فكرها الأصولي، أو مخالفتها لنا في الكثير من التوجهات الدينية أو العقائدية، ولكننا نحارب نفوذها الذي تمدد بناءً على تقهقرنا وتراجعنا، وفشلنا في إدارة ملفات عديدة ساهمت في سيطرة إيران على عواصم عربية عدة. وليست السيطرة هنا من قوة تملكها دولة مثل إيران، ولكنَّ السيطرة نتجت عن تهاون دول كثيرة كان من المفترض أن تكون هي صاحبة اليد العليا في إدارة الوضع الإقليمي، الذي زادته سوءا وتشرذما وتفككا وجعلت لدول كثيرة مثل إيران وغيرها، السطوة والتأثير رغم ما نملكه من مقومات الحضارة الإنسانية والاقتصادية والبشرية، ولكننا - للأسف - اختلقنا عدوا صنعناه بأيدينا وضخمناه بغباء من البعض لكي نحمله جميع أخطائنا وتقصيرنا في تقدم أوطاننا، بل تعدى الأمر إلى أن جعلنا من هذا العدو آلة قتل تفتك بالشعوب العربية وتنكل به أشد التنكيل، وتسترجع ثأرا مات فيه القاتل والمقتول.

خارج النص:

في مقالي الأخير عن الوافدين، لم أقصد أبداً أن أطلب من الوافدين المغادرة من الكويت، ولكني وضحت أمرا إنسانياً لا بدَّ على أي إنسان أن يعرفه، وهو أنَّ الاغتراب ليس انتقالا دائما من مكان إلى آخر، ولكنَّه تعديل وضع وتصحيح مسار لحياة أصلية في بلد أنت تحبه وعشت فيه أجمل لحظات حياتك. فكل وافد على أرض الكويت له الحب والتقدير والاحترام مهما كانت جنسيته ومهما كان عمله، ونهضة الكويت هي نهضة مشتركة بين المواطن والمقيم.

AlSaddani@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي