مشاورات مكثفة لدمج عشرات الأحزاب المصرية

وسط توقعات بأن تشهد بداية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطلع يونيو المقبل، تغييرات في الخريطة السياسة والحزبية، انطلقت في الساعات الأخيرة مشاورات لدمج نحو 104 أحزاب في نحو أربعة أو خمسة أحزاب كبيرة.
وقالت مصادر مطلعة، مساء أول من أمس، إن المشاورات تتضمن النظر في اندماج الأحزاب صغيرة في أكثر من حزب كبير، إضافة إلى إعلان تحالفات حزبية من شأنها التنسيق في الفعاليات السياسية، وخصوصاً في البرلمان وأي انتخابات مقبلة.
وفي السياق، أشاد رئيس حزب «الوفد» المستشار بهاء أبو شقة بدعوة السيسي، لتوحيد الأحزاب إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء، مؤكداً أن «الاستجابة للدعوة باتت أمراً حتمياً، إذا أردنا حياة سياسية تنهض بمصر».

وقال الناطق باسم «الوفد» ياسر الهضيبي، إنه «انطلاقاً من مسؤولية الحزب التاريخية، بصفته أحد أعرق وأقدم الأحزاب السياسية المصرية، فإنه سيتبنى دعوة الرئيس، ويبدأ على الفور في مخاطبة كل الأحزاب كي تتحمل مسؤولياتها تاريخياً أمام الله ثم الوطن».
بدوره، قال مساعد رئيس «الوفد» للشؤون السياسية والبرلمانية ياسر قورة، إنه «آن الآوان لتفعيل مقترح دمج الأحزاب السياسية والوصول بها من 104 أحزاب إلى 4 أحزاب كبيرة، تمثل الآيديولجيات كافة، وتحرك المياه الراكدة للحياة السياسية التي تعاني منها الدولة المصرية، خصوصاً أن هناك 19 حزباً فقط ممثلة في البرلمان».
توازياً، قالت مصادر في حزب «التجمع» اليساري لـ«الراي»، إنه تجري حالياً محاولات من أجل توحيد جهود اليسار خلال الفترة الحالية، إذ تم تشكيل لجنة تضم أحزاب «التجمع الاشتراكي المصري والشيوعي والناصري والتجمع الوحدوي»، من أجل تشكيل جبهة يسار.
في غضون ذلك، أعلن أعضاء في المكتب السياسي لحزب «المصريين الأحرار» أن اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب، انتهى إلى أنه هو الحزب الأول في مصر، ويمثل أكبر كتلة في البرلمان.
وقالوا إنه لا يوجد فكرة داخل الحزب للاندماج، ولم تطرح من الأساس فكرة مناقشة الاندماج نفسه، ولكن هناك ترحيب بتكوين ائتلاف انتخابي أو سياسي وليس اندماجا.
وفي شأن آخر، نفى الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، ما ورد بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» في شأن الأوضاع في سيناء التي تشهد عملية عسكرية منذ فبراير الماضي ضد الإرهاب.
وأكد الرفاعي في بيان مساء أول من أمس، عدم اعتماد المنظمة على مصادر رسمية واعتمادها على مصادر غير موثقة، موضحاً أن القوات المسلحة تنفذ الإجراءات القانونية في شأن إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي وحول مطار العريش.
وأوضح أن حجم التعويضات التي قدمت لأهالي سيناء بالتنسيق مع الوزارات المعنية بلغ نحو 900 مليون جنيه، (نحو 50 مليون دولار) إضافة إلى توفير القوات المسلحة للسلع الأساسية والاحتياجات الإدارية والطبية كافة لأهالي سيناء.
وكانت المنظمة نشرت في وقت سابق تقريراً مصوراً تضمن أعمال هدم للمنازل والبنايات التجارية والأراضي الزراعية في مناطق عمليات الجيش شمال سيناء.
قضائياً، قضت المحكمة العسكرية في مصر بسجن الخبير في شؤون الحركات المتطرفة الناشط إسماعيل الإسكندراني 10 سنوات، بتهمة الانضمام لجماعة «الإخوان» المحظورة، و«إفشاء أسرار عسكرية وأخبار كاذبة» تتعلق بسيناء، فيما أوقفت الشرطة في القاهرة ناشطاً يدعى وائل عباس بتهمة «التحريض على مناهضة الدولة».