No Script

رواق

مع حفظ الألقاب

تصغير
تكبير

تقدمت النائب اللبنانية بولا يعقوبيان باقتراح قانون لإلغاء الألقاب المعتمدة في مخاطبة ومراسلة الرسميين اللبنانيين الموروثة من العهد العثماني ومن زمن الانتداب الفرنسي، على سبيل المثال لا الحصر: «فخامة»، «دولة»، «معالي»، «سعادة» وما شابهها... ومن المتوقع للاقتراح الفشل عملياً ولو كُتب له النجاح برلمانياً، فنحن مجتمع يحصر نجاحاته في الحصول على لقب ويخترع ألقابه.
خذ عندك، على سبيل المثال، مصر الملكية، أسقطت بعد الثورة كل ألقاب البشوية والبيكوية، فكان بديل الخمسمئة باشا خمسين مليون مليون باشا وخمسين مليون بيك ولا ننسى البيه البواب والباشمهندس سواق التاكسي.
وهنا، في الكويت، ثمة جريمة ترتكب لتزوير الشهادات، لا لشيء إلا للحصول على لقب يبدأ بدال ونقطة، حتى خلصت آخر إحصائية إلى أن حملة الدكتوراه أكثر من حملة الثانوية العامة!


إزالة الألقاب ستفضح أحجام مَن اعتادوا على تضخيم الأشياء أو تصغيرها، لأنها ستكشف حجمهم الحقيقي.
الناس عموماً نوعان: أسماء ومسميات، يبحث النوع الثاني عن مسمى يتجاوز فيه اسمه وماضيه وحاضره ومستقبله الذي ينتهي بانتهاء مسماه، ونوع يجتهد لبناء اسم لا تعني له المسميات شيئاً، إذا ذكر اسمه مجرداً قيل «والنعم».
أصحاب المسميات يخسرون كل شيء في سبيل مسمى يكبرون من خلاله، فإن ذهب راح كل شيء مع الريح وعادوا صغاراً من دون لقب يتعبون ويتعبون غيرهم لحفظه مدى الحياة، وبعد الوفاة يصرّون ويكررون أن يلحقوا باسمهم لقبا ولو سابقا كأصحاب السوابق يصرّون على حفظ الألقاب.
ويقول الشاعر طلال الرشيد: يا صغير ما يكبّر باللقب غير من كان من دونه صغير.

 reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي