No Script

أكد تصاعد «شد الحبل» وزيادة التقلب

محمد العريان: استعدوا لمخاطر السيولة في الأسواق

No Image
تصغير
تكبير

قال الاقتصادي المصري محمد العريان في مقال نشرته وكالة «بلومبرغ» إن اليوم الذي أعقب الانتخابات النصفية الأميركية، أي 7 نوفمبر، كان الأبرز مقارنة بالتقلبات التي شهدها الأسبوع الماضي، ناصحاً بالاستعداد لمخاطر السيولة في الأسواق.
وأفاد بأن هذا اليوم شهد ارتفاع مؤشر «داو جونز» بأكثر من 500 نقطة أو 2.1 في المئة، كما صعد «ناسداك» 2.6 في المئة، بينما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز» زيادة نسبتها 2.2 في المئة.
ورأى العريان أن التبرير الفوري لهذه الارتفاعات القوية في سوق الأسهم جاء بانقسام الكونغرس الأميركي والذي أظهر سيطرة للديموقراطيين على مجلس النواب وغالبية للجمهوريين في مجلس الشيوخ.


ولفت إلى الحكمة التقليدية التي تقول إن ذلك الانقسام يميل بأن يكون أمراً جيداً للأسواق، حيث إن الجمود يبقي الحكومة على الهامش، ما يسمح للشركات بأن تقوم بأدائها على نحو أفضل من حيث تعقب فرص الربحية من دون تدخل مفرط من جانب المشرعين والمنظمين.
وذكر أن هناك أيضاً عوامل اقتصادية قوية تلعب دوراً في الأسواق، فالاقتصاد الأميركي يستمر في التحسن، بدعم 3 محركات متزامنة وذاتية التعزيز.
وأوضح أن المحرك الأول عبارة عن الاستهلاك بقيادة أسواق العمل القوية والتخفيضات الضريبية والمعنويات الإيجابية والتي تؤكدها البيانات، أما الثاني فهو استثمارات الأعمال، والتي تعكس ثقة الشركات والأرصدة النقدية العالية وتراجع القيود التنظيمية.
أما المحرك الثالث، فهو استبعاد تخفيض التحفيزات المالية خاصة مع زيادة الإنفاق الحكومي وانقسام الكونغرس الذي من غير المحتمل أن يؤدي إلى خفض النفقات أو إلغاء خفض الضرائب الأخير.
كما أن تعليقات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في اليوم التالي للانتخابات بشأن أنه «يحب أن يرى تعاون بين الحزبين» فتح الباب لإمكانية دعم النمو الاقتصادي الحالي بالتقدم في الكونغرس في ما يتعلق بمبادرة زيادة الإنفاق على البنية التحتية.
وبيَّن أن النظرة الاقتصادية الإيجابية للولايات المتحدة تم إبطالها في الأسواق المالية باثنين من العوامل التي تسببت في انخفاض مؤشر «داو جونز» بنحو 0.8 في المئة في 9 نوفمبر الماضي، وتراجع «ستاندرد آند بورز» بنسبة 0.9 في المئة، وهبوط «ناسداك» بنحو 1.7 في المئة.
وأول تلك القوى الهبوطية هو استمرار تباطؤ النشاط الاقتصادي خارج الولايات المتحدة ما يجعل بعض الديون الكبيرة أكثر صعوبة في السداد، ما ظهر في مزيد من البيانات الاقتصادية في أوروبا وعبر تحذير بنك الشعب الصيني حول التغييرات العميقة التي تواجه اقتصاديها.
أما ثاني تلك العوامل الهبوطية فهي استمرار الخلاف بين الأسواق وبنك الاحتياطي الفيديرالي حول وتيرة رفع معدل الفائدة في المستقبل.
وكرر بنك الاحتياطي الفيديرالي في الأسبوع الماضي توقعاته بشأن مزيد من عمليات التشديد النقدي بدعم بيانات مؤشر تضخم أسعار المنتجين والتي أظهرت ارتفاع أكثر من التقديرات.
هذا بالإضافة إلى عزم البنك المركزي الأوروبي إنهاء برنامج التيسير الكمي هذا العام رغم المخاطر الاقتصادية والمالية المتزايدة في منطقة اليورو.
وأشار العريان إلى أن لعبة «شد الحبل» سوف تشهد تصعيداً في الأشهر المقبلة ما يؤدي إلى مزيد من تقلب السوق الذي سوف يختبر ليس فقط عزم المستثمرين ولكن أيضاً وضعهم غير المتماثل الذي لم يتزعزع من تراجع السوق في أكتوبر.
وأوضح أنه لابد أن يكون الأسبوع الماضي بمثابة تحذير للمستثمرين بألا توجد عودة سهلة أو ربما لا عودة على الإطلاق لعصر التحفيز الكبير الذي شهده العام الماضي والمتمثل في ارتفاع أسعار الأسهم وأسواق سندات مجزية وعدم وجود تقلبات يومية تقريباً.
وبدلاً من ذلك لفت إلى أن الصعود والهبوط اليومي في أسواق الأسهم توضح مجدداً أن الأسواق الآن تشهد عملية انتقالية هامة في يخص النمو والسيولة والعوامل الفنية، منوها إلى أنه جنباً إلى جنب مع السؤال الكبير طويل الأجل حول أي من التأثيرات المتنافسة سوف يسود في نهاية المطاف، فإنه يجب على المستثمرين النظر في الآثار المباشرة لاستراتيجيات المحفظة الاستثمارية، حيث هناك حاجة لاهتمام المستثمرين بخمسة أمور:
وقدم العريان في هذا الخصوص 5 نصائح جاءت كالآتي:
* الأولى: إعادة تقييم بعض الأمثلة المتعلقة بأنشطة إدارة الاستثمار، مع الابتعاد عن سياسة الاستثمار النشط واللجوء إلى النهج السلبي
* الثانية: استكمال المراكز الاستراتيجية وطويلة الاجل في المحفظة الاستثمارية بغطاء آخر من الأسهم قصيرة الآجل.
*الثالثة: الاستعداد لمخاطر السيولة في الأسواق
* الرابعة: الاحتفاظ بمزيد من السيولة النقدية في المحفظة الاستثمارية كوسيلة لتعزيز خيارات الاستجابة بسرعة لأي تطورات في السوق.
* الخامسة: الخلط بين فوائد تنويع المحفظة الاستثمارية بمزيد من الاستراتيجيات الواضحة لإدارة المخاطر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي