No Script

خواطر تقرع الأجراس

عرسُ الفراشة والرحيق... «نثيرة وجدانية»

No Image
تصغير
تكبير

فراشةُ عشقٍ غافية
ضرَّجَ الجمالُ ألوانَ جناحيها
بريشةِ قوسِ قزحٍ.
همستُ في أذنها:
انبعثي يا فراشتي الوديعةَ
يا أسطورةَ اللونِ والأريج
تعالي إلى مملكتي!
تربَّعي على عرش الرحيق!
خذي صولجانَ العبير
وحلِّقي في فضائي ملكةَ انتشاءٍ لا يخمدُ له جمر.
هيا! قومي، انبعثي.
 فضِّـي ختمَ قواريري
وامتصي رحيقَ الروحِ... والجسد.
سرى الهمسُ
 في أعماق الفراشة المُحْتَضَرةِ
 دماً كالجحيم.
انتفض الجناحُ الرهيفُ، المَهيضُ
فتَّح قوسُ قزح جفونَه
 مضرِّجاً أُفُقَ أطيافه... بِأَلَقِ الرغبة
رفرفتْ، حوَّمتْ، طارتْ
غنّتْ نشوةَ الانبعاث، سكِرتْ. تعرَّى الجناح
حَطَّتْ على مَخْدَعِ الرحيق
فضَّتْ ختمَ القوارير
هتفتْ نشوى، متأوِّهةً:
يا كنزَ رحيقي!
تعال انسكبْ في مدائنِ ظمئي
جداولَ عطرٍ يُنعِشُ روحي
تعال فجِّرْ فيَّ ينابيعَ حرماني
لنتعمَّد معاً في أسرارها.
***
وتمَّ اللقاءْ:
كنا معجزةً، مثل يسوعٍ...
 نمشي فوق الماءْ!
***
وحلَّ الشتاء
نادتْني: هيا! تَفَجَّرْ في صقيعي
 جحيمَ لذةٍ يغفرها الإله
فعرشُه يستوي على الحب.
تعانقتِ الزهرةُ والفراشةُ
غنتْ جوقةُ النشوةِ نشيدَ العناقِ
دقت أجراسُ «إيروس» الحمراء
ورمى «كيوبيد» أشعةَ سهامهِ
اخترقتْ دهاليزَ الجوعِ
سرتْ رعشةُ الارتواء...
غنَّتْ عرائسُ المروج، والحقول
جُنَّ العبيرُ، طارت مواكبُ الفراشاتِ
 تزفُّ ملكتَها البهيّة...
ممجِّدةً عرسَ اللقاء:
عرسَ الفراشةِ... والرحيق.

* شاعر وناقد سوري

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي