No Script

رواق

كيف تحافظين على زوجك؟

تصغير
تكبير

‏من أشهر الكذبات الدرامية الكوميديا الساخرة في مسلسل «خرج ولم يعد»، عندما قامت الفنانة طيبة الفرج بالضحك على الفنانة حياة الفهد بكتاب: كيف تحافظين على زوجك؟
والذين تابعوا المسلسل التلفزيوني عرفوا كيف أدى الكتاب إياه إلى نتائج عكسية بدءاً من زواج الزوج، إلى نهاية المسلسل حيث «خرج... ولم يعد»!
هذا الذي أرادت زوجته المحافظة عليه بنصائح وكتب ودورات تكرر نفسها، كالكذبة التي تتكرر كل عام في أبريل وأصدقها لكنها هنا تتكرر كل يوم:


«سجل معنا في دورة كيف تدير عملك؟ كيف تبني مستقبلك؟ كيف تدير مشروعك؟ كيف تترجم أحلامك إلى حقيقة؟ كيف تكون إنساناً ناجحاً ومنتجاً؟... كتبها أحد المغردين في تويتر ثم علّق:
(كلام فاضي، عطني كاش وأسويلك كل هذا)»!
المشكلة أن «الكاش» لا يهدر على إدارة المشاريع، بل على الانضمام إلى هذه الدورات، التي ينظمها الذين لا يجيدونها: فخبراء الحياة الأسرية فاشلون في حياتهم الزوجية، أو ليس لديهم أسر وخبراء الإدارة... تم تسريحهم من جهة عملهم، وخبراء الاقتصاد خرجوا من مشاريع انتهت بالإفلاس، ليعوضوا جميعهم خسائرهم، بتنظيم مثل هذه الدورات على قاعدة: فاقد الشيء يتحدث عنه كثيراً... انما بمقابل و«رزق الهبل عالمجانين»!
في الجهة الموازية: ليس كل ناجح في مجاله يمتلك مفاتيح النجاح، أو يستطيع أن يضع لك خطة لتنجح مثله، فالمهندس الذي تفوق في بناء ناطحات السحاب، قد يفشل في تدريس الهندسة، إذ إن ثمة مهارات وخبرات لا يمكنه نقلها بالخطابة التي قد لا يمتلكها.
ومن قال إن ثمة خلطة أو وصفة جاهزة للنجاح تأتي على شكل طبخة لها مقادير وخطوات أو أقراص يتم تناولها بانتظام قبل الأكل وبعده، لتحقق النتائج المرجوة، فما يصلح لزيد لا يصلح لعبيد، وهناك فروقات فردية، وقدرات فردية، لذلك نجد معظم المبدعين فشلوا في جوانب كثيرة قبل الوصول إلى اكتشاف جوانب الإبداع فيهم، والعكس صحيح، فثمة من لم يواجه الفشل لكن نجاحه ظل باهتاً لم يبدع ولم يتفوق.
لو سألنا ثلاثة أطباء عن علاج الإنفلونزا لاختلفوا في اختيار الدواء المناسب، فكيف يمكن أن نعمم قضايا خلافية كبرى: كالتميز والابداع والنجاح، ونروّج لها كتجارة الوهم، هدفها الأساسي التنفيع والانتفاع منها، بطرحها في دورات، وتأليف كتب عنها تشبه كثيرا كتاب «كيف تحافظين على زوجك»؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي