No Script

نفسياسي

توجهات جديدة... ملفتة للنظر!

تصغير
تكبير

تشرفت في الفترة الأخيرة بحضور مجموعة من الفعاليات السياسية لمجموعة من الناشطين السياسيين، بعضهم سيخوض الانتخابات التكميلية المقبلة لمجلس الأمة في الدائرتين الثانية والثالثة، ولا أخفيكم كم كنت سعيداً ومندهشاً لطرحهم في آن واحد!
لن أذكر الأسماء - حتى لا يكون المقال عبارة عن دعاية انتخابية - لكنني سأكتفي بالإشارة للشريحة الاجتماعية التي أتحدث عنها، وهي شريحة حاول البعض تصويرها بـ«التبصيم» مع الحكومة في كل شاردة وواردة، والبعد عن المشاريع الوطنية الجامعة، والاكتفاء بما يخدم هذه الفئة «دينياً» و«اجتماعياً» في المقام الأول.
أتمنى أن تكون الصورة قد اكتملت في أذهانكم عمن أتحدث عنهم، لأنني لا أحب أن أزيد من جراحات الوطن بذكر التقسيمات الفئوية والطائفية والعرقية وغيرها.


على العموم، كانت الأطروحات وطنية خالصة، تبحث عن شريك صادق في الضفة الأخرى من الخريطة الاجتماعية للبلاد، فقد عانت هذه الفئة من التشكيك والهجوم أيام الحراك السابق الأمرين، إلا أن مثقفيها وشبابها بدأوا بالخروج من هذه البوتقة، التي أجبرتهم عليها الحكومة والمعارضة على حد سواء، لإدراكهم أن انزواءهم عن المشهد الوطني الجامع لن يؤدي بهم إلا إلى مزيد من العزلة، وبالوطن إلى مزيد من التناحر والتفتيت وانتشار الفساد.
حديث صريح أسمعه في تلك المنتديات عن الفساد التنفيذي في البلاد، مع مطالبات جادة بمراجعة وضعنا السياسي بل وتعديل الدستور ذاته للمزيد من الحريات، مع تذمر واضح من اعتبار السلطة التنفيذية لهم «مضمونين وفي الجيب»، ومستوى أعلى مما سبق من الشفافية والنضج في التعامل مع الأطروحات الشعبوية المطروحة على الساحة أخيراً.
 كل هذا يأتي في سياق سياسي جديد ومزاج مختلف يثير الاعجاب والتقدير، وكما قلت... الدهشة أيضاً!
الدهشة مكمنها هو أن «فزاعة» المتطرفين من الجهات الأخرى، ما عادت مجدية كما يبدو في منع الناخبين من التفكير في قضاياهم الملحة، والتي تجبرنا السياسات الحكومية على الابتعاد عنها والانشغال بأنفسنا وصراعاتنا الاجتماعية والفئوية، وهو ما بدأ الشباب في رميه وراءهم والتفكير بجدية في مستقبل البلد وتطويره وفق تصورات وطنية خالصة وجامعة.
أطروحات تبشر بالخير، وكنا ننتظرها كثيراً وها هي إرهاصاتها وتباشيرها أخذت تهل علينا.
فـ... مولاي... سهّل عليهم... ووفقهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي