No Script

نحو ألق ثقافي / أمسية نمسوية

| u062f. u0639u0644u064a u0627u0644u0639u0646u0632u064a* |
| د. علي العنزي* |
تصغير
تكبير
استمعت في إحدى أماسي المجلس الوطني للثقافة والفنون الأخيرة، وتحديدا في مساء الأحد الماضي، استمعت إلى أمسية موسيقية كلاسيكية نمسوية على مسرح مركز عبدالعزيز حسين الثقافي بمنطقة مشرف، حيث باشر الحضور- وفق مساقات مختلفة - حوارا أخاذا مع عدد من السيمفونيات النمساوية/‏ الألمانية.

ورغم أن مسرح عبدالعزيز حسين يتميز ببساطته- بطبيعة الحال- حيث لا ننتظر منه لا أضواء، ولا صخبا، ولا بهوا يتلألأ، ولا صالة مبطنة بالسجاد الأحمر، إلا أن هذا الأمر لا يعنينا، بقدر ما تعنينا معاناة الجمهور تحديدا من التواضع المُبالغ فيه، على مستوى الفقر المكاني، من حيث التمديدات الصوتية التي أثرت على مستويات نقاوة الصوت، فضلا عن ضعف باعث تكييف الجو، الضابط للحرة، الذي كان من رحمة السماء أن الحفل كان قد قُدم في أواخر أيام الخريف لا صيفنا المعروف بحرارته العالية!

كانت هناك غمغمات متعددة هنا وهناك، لكن لربما الغوص في الموسيقى الوقورة مع تلاشي أضواء الصالة، ثم انفجار التشيلو والبيانو، قد ساعد على تناسق أنفاس الجمهور وعيونهم مع المعزوفات لا مع الغضب الداخلي، الذي ساد قبل أن تنوس الأضواء.

على حد علمي، أنه من المتعارف عليه أن يتم تعيين/‏ اختيار مدير لكل مسرح ذي أهمية ما في الخارج، ولا أعلم إذا كان هذا الوضع متحققا على مستوى المجلس الوطني للثقافة والفنون، ولكن يفترض للمرء أن تكون المهمة الأولى لمدراء المسارح- من هنا- الحرص على تواصل الخشبة مع الصالة لا انقطاعهما تحت أي سبب، وذلك بمجرد اعتلاء الممثلين أو الموسيقيين المنصة!

شخصيا، أترقب- من هذا المنظور- انتهاء الأعمال في دار الأوبرا الكويتية بساحة العلم سابقا بكل شغف، حتى- أقله- أن نتناسى كل هذا الصخب الذي عبرناه لسنوات، كلما حضرنا فعالية ثقافية بسبب تواضع البنية التحتية، لبعض صالاتنا ودور عرضنا المعروفة، مستثنيا - حتما- ذلك الإنجاز المميز بافتتاح مسرح عبدالحسين عبدالرضا الذي رفع عنه الستار قبل بضع سنوات.

ونرقب أيضا- بالدرجة الأولى- مع تدشين دار الأوبرا المنتظرة بفارغ الصبر، أن تولد عروض جديدة، وأن يظهر مسرح جديد، وبيت ثقافي مختلف، من دون انقطاعات، على أمل أن تندمل جراح الثقافة مع صالات العرض.

* أستاذ النقد والأدب

aliali2222@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي