No Script

حروف نيرة

سقوطك بداية رفعتك

تصغير
تكبير

هل باستطاعة الإنسان الحصول على رضا الناس؟ وهل الراحة والسعادة في رضاهم عنك؟ فكم منّا يحمل على عاتقه همّ مرضاة الناس في كل أمرٍ في حياته، خصوصاً في مجتمعنا العربي، ومع ذلك لن يتحقق؛ لأنهم لا يهتمون بنجاح الشخص؛ بل يجعلون مهمتهم مراقبته حتى يسقط في زلّة، فمن سعى ليكسب رضا الناس خسر نفسه بما أصابه من إحباط وأضرار نفسية وأبرزها الخوف من الناس أو القلق الاجتماعي والتخوف من الوقوع بالخطأ.
الصحيح أن نجعل هذا السقوط بداية للرفعة، وأولى خطوات الرفعة والنجاح هي حسن تقديرك لنفسك واحترامك لذاتك، وتجنب مقارنة نفسك مع الاَخرين؛ فيجب أن تكون كما تريد واعمل ما ترغب به نفسك، ولا تغير من شخصيتك من أجل مرضاة الناس، فإن الشخص الناجح هو مَنْ يحاول إصلاح عيوبه، لا مَنْ يبحث عن شخصية يُرضي بها الآخرين؛ فعليك بما يصلحك وينفعك فإنه لا سبيل إلى رضاهم، فإن سعادتك وحزنك بيدك ومبادئك التي وضعتها لنفسك، سواء وافق عليها الناس أو رفضوها؛ فالأصل هو قناعتك بما تفعل ورضاك عن نفسك ولا يتحقق ذلك إلا بما يرضي ربك.
من أقوال الحكماء في ذلك: «رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك»، فإننا كثيراً ما نسمعها وقد نظن أنها بسيطة؛ بينما هي عميقة المعنى؛ فإنها عبارة لخصت حياة الإنسان، وتجاربه في الحياة ليَعلم معنى الحياة ويتعلّم كيف يعيش مع الناس؛ فمهما عملت لن تنال رضاهم، وإن غيرت من مبادئك لأجل الناس فشلت في حياتك وفقدت ثقتك بنفسك.


ومن أشهر القصص التي مثلت هذا المعنى، قصة جحا الشعبية المعروفة التي وصفت محاولات جحا عندما سار في طريقه بصور مختلفة لكي يحقق رضا من حوله ولكنه... فشل ولم يجد إلا النقد والاستهزاء، والرائع في القصة - وإن كانت خيالية - أنها أعطتنا صورة مختصرة لتجربة بسيطة فيها حكمة عظيمة.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي