No Script

الفريق رسَّخ معنى فنون الحائط لمن يسيء استخدامها وخلق حلقة وصل بين الفنانين والمتطوعين الشباب

جدارية «الضاد» ينبض بها «قلب» مدينة الكويت

تصغير
تكبير

حروف الجدارية التي زينت مبنى المجلس الوطني تجبرك على النظر إليها والتأمل فيها

هناك مشاريع بسيطة في مضامينها كبيرة في معانيها وأهدافها...
وقد أثبت الشباب الكويتي دائماً أنه سباق في حب الوطن والعمل على كل ما يضفي عليه الجمال والروعة، وكان آخر ما أظهره هذا الشباب العاشق لوطنه إعادة رسم لوحة ما أفسده الدهر وجارت عليه يد الإهمال من خلال إعادة صياغة بريشة فنانين مبدعين حولوا المُهمل إلى شيء إيجابي، وجعلوا من منظر يؤذي البصر ويسيء إلى شكل الكويت الحضاري إلى منظر يسر الناظرين...
ما سبق غيض من فيض في فريق من ثلة من الكويتيين عبروا بالفعل لا بالقول عن حبهم للكويت، إنه فريق «جداريات» الذي أطلق باكورة أعماله في شهر يناير من العام 2016، بهدف تزيين الجدران المُساء استغلالها وتقليص التلوث البصري في بيئة الكويت العمرانية وإضافة قيمة إلى الأماكن العامة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع والفن وترسيخ معنى فنون الحائط لمن يسيء استخدامها وخلق حلقة وصل بين الفنانين والمتطوعين الشباب، والأهم من ذلك كله إشراك المجتمع وإضافة ناحية جمالية على مباني وجدران الكويت تماشياً مع النهضة الحضارية التي تشهدها البلاد، وختاماً إتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم بنطاق أوسع من الناحية الفنية وإبراز تلك المواهب ليلهموا غيرهم باستغلال الجدران برسائل معبرة ولوحات فنية ذات معنى وقيمة مضافة.



مشروعٌ عاشر
في قلب مدينة الكويت وعلى واحدٍ من أهم المعالم الثقافية في البلد وهو مبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تبدو للجميع تلك الجدراية الأخاذة التي تجبرك على النظر إليها والتأمل فيها لاسيما وهي تضم حروف اللغة العربية بشكلٍ لافتٍ فعلاً، تلك الجدراية ماهي إلا المشروع العاشر الذي تم تنفيذه من قبل فريق «جداريات» الذي على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية قد نجح في تنفيذها بسواعد المتطوعين في شهر كامل بعدما استغرق الفنان فريد العلي شهرين ليصممها بعد أن اختار الخط الكوفي التربيعي في تصميمها لتعدد أشكال الحروف وقابليتها للمد والتركيب.
ولم يكن الاستخدام السابق لمكان الجدارية إلا لمجرد تعليق البنرات واللوحات الموقتة،
وإيمان فريق «جداريات» بأن هذا الموقع المهم جداً ينقصه أن يُضاف إليه شيء قيم أكثر من أن يكون موقتاً وغير متسّق مع أهمية الموقع وحجمه، لذا سعى الفريق بكل جهد أن يتربع حرف الضاد ليكون تحفة أمام أنظار المارة بعد أن منح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفرصة والثقة للشباب الطامحين إلى تجميل بلادهم.

جمالية الضاد
تجسد الجدارية جمالية حرف الضاد وتميزه لمكانته في حروف اللغة العربية كونه يميزها عن بقية لغات العالم وكونها تُعرف به، ولتتم عملية التنفيذ اتخذ حرف الضاد شكل النقطة ليكتسب من رمزيتها وعمقها، ووُضع في المنتصف ليكون موضوع الجدارية، كما أن النقطة هي أصل كل حرف ونهاية كل عبارة، والناظر من أعلى الجدارية يجد الحروف كأنها تتنزل كالمطر ومن أسفلها سيشاهد بناءً مرصوصاً لتشد الحروف بعضها البعض ويخف ذلك تدريجياً إلى الأعلى وكأنها تطير فتعانق الأفق.

إيمان وثقة
بالتأكيد، عملية تمويل مثل هذا المشروع بهذا الحجم ليست بالأمر الهين، وتتطلب إيماناً وثقةً بالفريق الذي نجح بأعماله ومشاريعه في استقطاب المساهمين والداعمين الذين مولوا المشروع بالكامل وهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبنك الكويت الوطني وشركة خالد علي الخرافي وأخوانه وشركة أكرو مصر.
أما عن مشاريع فريق «جداريات» المستقبلية، فالفريق حالياً يعمل على أخذ الموافقات لاستغلال جدران متهالكة بأماكن متفرقة في مدينة الكويت ليضع عليها العديد من لمساته الفنية التي يسعى الفريق لتحقيقها على أرض الواقع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي