No Script

على غرار فيلم «العتبة الخضراء»... أحدهم باع برج إيفل وآخر اختلق كلاباً ناطقة !

أشهر بائعي الوهم... محتالون برتبة «عباقرة أشرار»

تصغير
تكبير
لوستيغ باع ضحاياه ماكينة وهمية لطباعة الدولارات... واحتال على «آل كابوني»!

?ايل «اخترع» كلاباً ناطقة... ومارس النصب حتى على الشرطي الذي أوصله إلى السجن!

«الأميرة ابنة الاسكافي» خدعت مقاطعة انكليزية بأكملها

«المحتال الكبير» ديمارا استأنف عمليات النصب بعد خروجه من السجن

ماكريغور باع الوهم في صورة دولة لا وجود لها أصلاً

تشادويك احتالت على مصارف استثمارية بانتحال صفة ابنة غير شرعية لصناعي مشهور

كوجاو برع في تزييف مذكرات هتلر... وحتى مسدسه!

أباغنيل نجح في انتحال صفة محام ثم عمل في مكتب النائب العام!

روكانكور انتحل هوية سليل عائلة روكفيلر الفاحشة الثراء ليخدع ضحاياه
من منا لم يشاهد الفيلم الكوميدي المصري الشهير الذي يحمل عنوان «العتبة الخضراء»، والذي يتقاسم أدوار البطولة فيه النجم الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين والممثل الراحل أحمد مظهر إلى جانب الشحرورة الراحلة صباح؟ ومن منا لم يضحك بملء شدقيه وهو يتابع في دهشة كيف أن المحتال القاهري الوسيم الذي يدعى يوسف (أحمد مظهر) ينجح في إيقاع القروي الثري الساذج مبروك أبو مبروك المبروك (إسماعيل ياسين) في حبائل عملية نصب بعد أن يوهمه بأنه يمتلك كل مباني منطقة «العتبة الخضراء» في القاهرة، وبأن كل من يعملون فيها يستأجرون منه، المكان بما في ذلك مركز الاطفاء ومكتب البريد ومخفر الشرطة المحلات التجارية كافة. وبالفعل يدفع مبروك ثمن «العتبة الخضراء» الى المحتال يوسف في سياق أحداث الفيلم التي تتواصل وتتصاعد في قالب كوميدي صارخ إلى أن ينكشف أمر المحتال ويتم الإيقاع به في نهاية المطاف واقتياده إلى السجن ليلقى جزاءه؟ورغم أن طرافة قصة الفيلم تجعلها تبدو أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، فإن ما لا يعلمه كثيرون هو أن تلك القصة مستوحاة أساساً من عملية نصب واحتيال حقيقية حصلت في أربعينات القرن الماضي في القاهرة، عندما نجح محتال محترف في إقناع قروي ساذج بأنه مالك قطار الترام (الترامواي) وأنه يريد بيعه، ثم أغراه بشرائه ليجني إيراداته يومياً، وبالفعل حرر معه عقداً وتقاضى منه مبلغاً من المال كثمن للترام، لكن الشرطة ألقت القبض على المحتال لاحقاً وأعادت المال إلى القروي.

وعلى قاعدة أن المحتالين لا يجدون صعوبة في العثور على ضحايا والايقاع بهم، على غرار ما فعله «يوسف» مع «مبروك» في فيلم «العتبة الخضراء»، نستعرض بإيجاز في ما يلي مختارات من قصص أشهر «النصابين» قديماً وحديثاً حول العالم:

فيكتور لوستيغ... باع برج ايفل!

كان التشيكي فيكتور لوستيغ محتالاً موهوباً وشديد الإقناع إلى جانب أنه كان يجيد التحدث بلغات عدة. وفي بدايات مسيرته، دبر عمليات نصب استهدفت مسافرين اوروبيين كانوا يهاجرون على متن سفن من أوروبا إلى نيويورك.

أداة الاحتيال التي استخدمها لوستيغ كانت عبارة عن آلة بدائية أوهم ضحاياه - الذين كانوا على وشك السفر بحراً - بأنها تطبع الأوراق النقدية الدولارية بدقة فائقة. وفي كل مرة كانت لوستيغ يعرض جهازه الوهمي، كان يدس في داخله 3 أوراق نقدية حقيقية من فئة المئة دولار أميركي، ثم يُدخل فيها أمام الضحية رزمة أوراق بيضاء ويضغط على زر فتخرج أول ورقة نقدية دولارية، ليبدو الأمر وكأن الماكينة حوّلت الورقة البيضاء إلى ورقة نقدية حقيقية. واستكمالاً للخدعة، كان يقنع ضحاياه المستعدين للإبحار بأن الجهاز لا يبدأ في طباعة ورقة أخرى إلا بعد مرور 6 ساعات إذ إنه يحتاج إلى التبريد.

ولأن الخدعة كانت تنطلي على كثيرين، فإن ضحايا لوستيغ، الطامعين في الثراء السريع لدى وصولهم إلى أميركا، كانوا يتحمسون لفكرة شراء ذلك الجهاز منه بمبالغ كانت تصل إلى 30 ألف دولار في كل مرة. وبطبيعة الحال، فإن كل مشتر كان يضغط على الزر بعد مرور 6 ساعات، وهو في عرض البحر فتخرج له ورقة نقدية ثانية، ثم يضغطه مرة أخرى بعد مرور 6 ساعات فتخرج له الورقة النقدية الثالثة. لكن ضغط الزر يصبح بلا أي جدوى بعد ذلك، فيدرك بعد فوات الأوان أنه قد تعرض لعملية نصب بينما لا يمكنه الرجوع بالسفينة إلى أوروبا ليفضح المحتال.

لكن أطرف عملية احتيال نفذها لوستيغ كانت في 1925، وكانت شبيهة إلى حد ما بما فعله الممثل المصري الراحل أحمد مظهر مع نجم الكوميديا الراحل اسماعيل ياسين في فيلم «العتبة الخضراء»، إذ إن لوستيغ قرأ في إحدى الصحف ذات يوم خبراً عن مشاكل ضخمة تتعلق بصيانة برج ايفل الباريسي فتفتق ذهنه عن فكرة احتيالية تجسدت في أن انتحل صفة مسؤول حكومي ثم روّج أنه مفوض رسمياً ببيع ذلك البرج الأثري العملاق كحديد خردة (سكراب).

وبالفعل نجح لوستيغ في بيع برج إيفل إلى تاجر سكراب، وهو التاجر الذي اكتشف الخدعة لاحقا لكنه شعر بالإحراج من شدة غبائه إلى درجة أنه لم يقدم بلاغاً إلى الشرطة. وفي تلك الأثناء كان لوستيغ منطلقاً على متن قطار سياحي في طريق عودته إلى فيينا حاملا حقيبة مملوءة بالنقود التي قبضها ثمنا للبرج!

وفي الولايات المتحدة، نجح لوستيغ لاحقاً في النصب على زعيم عصابات المافيا الشهير آل كابوني، إذ نجح في كسب ثقته إلى درجة أنه اقنعه بأن يستأمنه على مبلغ 40 ألف دولار كي يستثمره في البورصة. وما فعله لوستيغ ببساطة هو أنه احتفظ بالمبلغ كوديعة في بنك لمدة شهرين ثم أعاده كاملا مع فوائده إلى آل كابوني، وأبلغه أن صفقة الاستثمار لم تكتمل وأنه باع الأسهم واسترد المبلغ مع ربح بسيط. وعلى ما يبدو، فإن كابوني أعجب جدا بأمانة لوستيغ إلى درجة أنه أعطاه مبلغ 5 آلاف دولار، كهدية، وهو المبلغ ألذي كان لوستيغ يطمع أصلا في أن يستولي عليه.

لكن حظ لوستيغ نفد في نهاية المطاف وتم القاء القبض عليه بتهمة تتعلق بتزييف عملات، حيث حوكم وجرى إرساله إلى سجن «الكاتراز» وظل فيه إلى أن مات في العام 1947.

جوزيف ?ايل... باع ضحاياه «كلاباً ناطقة» !

كان الأميركي جوزيف ?ايل واحداً من أشهر وأبرع المحتالين في عصره. فلقد كان يؤمن تماما بأن أي شخص في هذا العالم لديه طمع في الحصول على شيء ما بلا مقابل، لذا فإنه لم تكن لديه أي مشكلة أخلاقية في أن يستغل تلك النزعة في أي شخص.

ووفقا للتقديرات، فإن ?ايل نجح انطلاقاً من ذلك التصور في الاستيلاء بطرق احتيالية على 8 ملايين دولار أميركي على مدار مسيرته الإجرامية التي بدأها من خلال العمل في شركة متخصصة في تحصيل الديون المتأخرة. فخلال عمله كمندوب تحصيل، علم أن بعض زملائه كانوا يحتفظون لأنفسهم سراً بجزء من الأموال التي كانوا يحصّلونها فبدأ في مساومتهم على ألا يفضح أمرهم في مقابل أن يحصل منهم على «قطعة من الكعكة».

بدأ ?ايل مسيرته الاحتيالية في تسعينات القرن التاسع عشر من خلال تعبئة وتسويق مشروب زعم أنه «سحري» وينطوي على مزايا إعجازية، وهو المشروب الذي لم يكن يتألف سوى من مياه أمطار مع بعض الاضافات. وعلى مدار السنوات التالية، دأب ?ايل على ابتداع وتنفيذ مخططات وأفكار احتيالية معتمداً في ذلك على استغلال أسماء شخصيات مشهورة من أجل اقناع ضحاياه والاستيلاء على أموالهم.

فذات مرة، انتحل شخصية عالم جيولوجيا وزعم أنه يمثل شركة نفط كبرى وأقنع ضحاياه بإعطائه أموالا كثيرة ليستثمرها لهم في تلك الشركة، لكنه خدعهم واختفى لاحقا من دون أن يعثروا له على اي أثر. وفي عملية احتيالية لاحقة، انتحل ?ايل شخصية مدير تنفيذي لشركة تنمية عقارية ونجح في إقناع مشترين محتملين ببيع أراض متميزة اليهم، وعلى هذا الأساس جمع منهم أموالا ضخمة بما في ذلك أتعابه كوسيط ثم هرب بتلك الأموال. وواصل ?ايل مسيرته بأن تقمص شخصية وسيط مراهنات على سباقات خيول، واستطاع أيضا أن يجمع مبلغ ضخمة من ضحاياه بعد أن أوهمهم بقدرته على مساعدتهم على المراهنة على الخيول الفائزة.

أما أطرف وأغرب عملية احتيال نفذها ?ايل، فكانت عندما التقى زبائن أثرياء وعرف أنهم يرغبون في شراء حيوانات وطيور نادرة، فأقنعهم بأن لديه كلاباً ناطقة تستطيع أن تتكلم كالبشر. وبالفعل تستلم ?ايل مبلغا ضخماً ثمناً لكلابه المزعومة لدى تسليمها إلى المشترين السذج الذين طلبوا اليه أن يجعل الكلاب تنطق أمامهم، فأقنعهم بأنها مصابة بالتهابات في الحنجرة وبأنها ستصبح قادرة على الكلام بمجرد أن تزول تلك الالتهابات!

لكن الأدهى من ذلك، أن ?ايل نجح في خداع الشرطي الذي كُلف باصطحابه إلى السجن بعد الحكم عليه في 1940، حيث أقنعه فعلياً بأن يشتري منه أسهماً بقيمة 30 ألف دولار، وهي الأسهم التي اكتشف الشرطي لاحقا أنها ليست سوى وهم.

وقضى ?ايل عقوبة السجن في أتلانتا الأميركية من 1940 إلى 1942 ثم خرج وعاش تحت المراقبة الأمنية إلى أن توفي في 1976 عن عمر ناهز المئة سنة.

ميري بيكر... «الأميرة ابنة الاسكافي» !

في انكلترا، وفي العام 1817، عثر اسكافي في مقاطعة انكليزية على امرأة شابة مشوشة وهائمة على وجهها كانت مرتدية ملابس غريبة وكانت تتحدث بلغة غير مفهومة. وسرعان ما بدأ أهالي المقاطعة في دعوة أجانب كي يحاولوا فك شفرة كلام تلك المرأة، إلى أن نجح بحار برتغالي أخيراً في ترجمة كلامها كي يفهمه الجميع.

ووفقا للترجمة، كان اسم المرأة هو «الأميرة كارابو» وكانت تنحدر من جزيرة بعيدة جداً اسمها «جافاسو» وتوجد في عرض المحيط الهندي. وزعمت تلك المرأة أن قراصنة اختطفوها لكنها تمكنت من الهروب منهم بأن قفزت من على متن سفينتهم في قنال بريستول الانكليزي ثم سبحت حتى وصلت إلى الشاطئ.

وإزاء تلك القصة المثيرة، استدعى أهالي المنطقة رساما رسم لوحة للأميرة الشجاعة، وسرعان ما نشرت تلك اللوحة في صحف محلية أبرزت قصتها باعتبارها حاكمة لجزيرة نائية. وتعززت رواية الأميرة عندما بدأت تستحم في القنال عارية وتصطاد بالقوس وتصلي صلاة غريبة. لكن حقيقة الأميرة كارابو كانت مختلفة تماماً عما زعمت. فلقد اتضح لاحقاً أن اسمها الحقيقي هو «ميري بيكر» وأنها ابنة اسكافي من مدينة ديفون الانكليزية، وكان قد سبق لها أن عملت كخادمة في مناطق مختلفة في انكلترا من دون أن تستقر لفترة طويلة في مكان واحد. واعترفت «بيكر» بأنها انتحلت تلك الهوية من أجل خلق وضع اجتماعي متميز لنفسها بين أهل المنطقة وأن اللغة الأجنبية الغريبة التي كانت تتحدثها لم تكن في واقع الأمر سوى خليط من لغات الغجر مع كلمات اختلقتها هي بنفسها. وقد كانت قصة «ميري بيكر» هي مصدر الإلهام الأساسي لفيلم سينمائي أنتج في العام 1994 تحت عنوان «الأميرة كارابو».

فرديناند ديمارا... «المحتال الكبير»

من المؤكد أن الأميركي فرديناند ديمارا كان يواجه مشكلة في أن يتذكر هويته الحقيقية، إذ إنه انتحل شخصيات كثيرة جدا على مدار مسيرته الاحتيالية سيئة الصيت.

في 1941، التحق ديمارا بالخدمة في صفوف الجيش الأميركي ،لكنه سرعان ما انتحل شخصية وهمية باسم أنتوني إغنوليا، ثم أوهم الجميع بأنه انتحر، ولاحقا ظهر بهوية جديدة منتحلا اسم روبرت لينتون فرينش ومنتحلا صفة معالج نفساني. لكنه سقط في قبضة السلطات في نهاية المطاف وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 شهراً. لكن عقوبة السجن لم تردع ديمارا. فبعد خروجه قرر أن يواصل مسيرته الاحتيالية من خلال انتحال صفات وهويات وهمية كان من بينها: مهندس مدني ،مساعد تمريض، نائب عمدة، مساعد رئيس سجن، راهب، طبيب نفساني، محام ،خبير في مجال رعاية الأطفال، محرر صحافي، باحث في مجال الأمراض السرطانية ومعلم.

لكن أشهر الأدوار الاحتيالية التي لعبها ديمارا كانت عندما انتحل شخصية جراح يدعى جوزيف كاير على متن المدمرة الكندية «HMCS Cayuga» خلال فترة الحرب الكورية. ومن الواضح أن ديمارا كان يمتلك ما يكفي من الثقة والموهبة التمثيلية كي ينفذ ألاعيبه السابقة. لكن انتحاله صفة وهوية جراح ممارس بدا أمرا بالغ الحماقة في ضوء أنه لم تكن لديه أي خبرة نظرية أو عملية. ومع ذلك، نجح ديمارا بطريقة ما في ارتجال بعض الجراحات الناجحة وأن يتفادى حدوث تلوثات جراحية من خلال حقن مرضاه الغافلين بجرعات زائدة من البنسيلين.

واستمر احتيال ديمارا إلى أن علمت بأمره أم الجراح الحقيقي جوزيف كاير وسارعت إلى إبلاغ السلطات عنه فألقت الشرطة القبض عليه وأحالته إلى المحاكمة لتضع نهاية لألاعيبه.

وفي 1960 ظهر الفيلم السينمائي «المحتال الكبير»، وهو الفيلم الذي بنيت قصته على أساس المغامرات الاحتيالية التي نفذها ديمارا على مدار مسيرته.

كريستوفر روكانكور...

«روكفيلر الفرنسي» !

الفرنسي كريستوفر روكانكور هو محتال بارع تخصص تحديداً في مجال النصب على الأغنياء السذج من خلال إيهامهم بأنه أحد أعضاء الفرع الفرنسي من عائلة روكفيلر الفاحشة الثراء.

كانت بدايات رحلة روكانكور كمحتال في مدينة باريس، حيث قام بتزييف عقد ملكية عقار لم يكن هو مالكه أصلاً ثم نجح في بيعه بمبلغ 1.4 مليون دولار أميركي عداً ونقداً. وبعد ذلك سافر روكانكور إلى الولايات المتحدة حيث انتحل مناصب وظيفية وهمية كثيرة كان من بينها بطل ملاكمة سابق ومدير صناديق استثمارية ومنتج سينمائي ووصل به الأمر إلى إيهام ضحاياه بأن الممثلة الإيطالية صوفيا لورين هي والدته ،كما داب على نسج قصص وهمية حول علاقات قرابة تربط بينه وبين عدد كبير من المشاهير حول العالم.

وخلال فترة إقامة روكانكور في هوليوود، يقال إنه استطاع بطريقة ما في إيهام الممثل جان كلود فاندام بانه منتج سينمائي محترف بل ونجح في إقناعه بأن يتولى إنتاج فيلم من بطولته.

ورغم أن روكانكور كان متزوجا من فتاة البلايبوي الأميركية «بيّا رايز» خلال فترة وجوده في هوليوود، فإنه اقام علاقة لمدة 6 اشهر في الوقت ذاته مع زميلتها روندا ريدل التي كشفت في وقت لاحق عن أنه كان قد اقنعها بأنها من نبلاء فرنسا لكنها لم تكن تعلم أنه كان متزوجا من «رايز».

وفي أوائل العام 2002 أحيل روكانكور إلى المحاكمة حيث اعترف بسلسلة تهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد 19 ضحية، وهي الجرائم التي تراوحت بين تلقي رشاوى وممارسة الاحتيال والاختلاس وشهادة الزور والتهريب والسرقة.

وبعد ثبوت إدانته، أمرت المحكمة بتغريمه 9 ملايين دولار أميركي مع رد ما إجماليه 1.2 مليون دولار إلى ضحاياه إلى جانب عقوبة السجن لمدة 5 سنوات.

ووفقا لتقديرات، فإن روكانكور جنى 40 مليون دولار على الأقل من وراء ألاعيبه الاحتيالية التي نفذها قبل دخوله السجن.

كونراد كوجاو...

مزوّر مذكرات هتلر

في 1983 ظهرت فرصة ثمينة لإلقاء نظرة متعمقة على عقلية أحد العباقرة الأشرار، عندما أُعلن آنذاك عن أنه اكتشف مذكرات للزعيم النازي أدولف هتلر كتبها بخط يده. وكان مفترضاً – وفقا لما أُعلن – أن تلك المذكرات يعود تاريخ تدوينها إلى الفترة بين العامين 1933 و 1945 وأنها اشتملت بين طياتها على انطباعات وآراء الفوهرر اليومية وأنها كانت قد انتشلت من بين أطلال برلين خلال فترة الفوضى التي عمت المدينة في نهاية الحرب العالمية الثانية. وقيل ايضا أن تلك المذكرات وغيرها من الأوراق التاريخية التي لا تقدر بثمن تم العثور عليها لاحقا بعد عشرات السنين في مستودع تبن في المانيا الشرقية.

وكما هو متوقع، كان هناك بعض الشك، لكن المذكرات جرى تأكيد صحتها من خلال مقارنة الخط المكتوب مع عينات موثوقة من كتابات بخط يد هتلر. ودفعت مجلة «شتيرن» الألمانية مبلغ 2.3 مليون دولار ثمنا لتلك المذكرات إلى جانب مجلد ثالث سابق غير معروف من كتاب «كفاحي» لهتلر. وسرعان ما بدأت مجلة «شتيرن» في نشر المذكرات على حلقات، ثم تناقلت مطبوعات أخرى تلك الحلقات. وحتى صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية الرصينة اشترت حقوق النشر من المجلة الألمانية، بعد ما أكد خبير المخطوطات المخضرم هيو تريفور-روبير أنها بالفعل مكتوبة بخط يد هتلر.

واتفق جميع الخبراء الآخرين على أن خط اليد كان متطابقا تماما مع عينات خط يد هتلر وأن هذا يعني أن الشخص نفسه كتبهما بنفسه. لكن الحقيقة، أن الجزء الثاني فقط من هذا الاستنتاج كان صحيحا وأن ما كان يفترض أنها عينات من خط هتلر لم تكن أصلية أساساً، لذا فإن جميع الخبراء وقعوا في إحراج شديد لاحقا عندما اتضح لاحقا أن تلك المذكرات كانت في الواقع بخط يد الألماني كونراد كوجاو الذي كان سبق له أن مارس النصب والاحتيال على ضحايا بأن باعهم لوحات زيتية زعم أن هتلر هو الذي رسمها علاوة على مسدس زعم أيضا أن هتلر انتحر به في العام 1945.

وفي نهاية المطاف، أسفرت التحريات والتحقيقات عن أن المحتال كوجاو أتقن تزوير وتقليد خط يد هتلر في كل مجلدات المذكرات المزعومة إلى درجة أنه حرص على تلطيخ بعض صفحاتها ببقعة شاي أو قهوة ليجعلها تبدو أصلية.

وصحيح أن كوجاو كان نجح في جني ثروة لا بأس بها من وراء تزييف مقتنيات وإدعاء أنها تعود إلى الفوهرر، لكنه ذهب إلى السجن ليقضي 3 سنوات كعقوبة ثم خرج من السجن ليصبح شخصا مشهورا سيء الصيت ثم توفي في العام 2000 عن عمر ناهز الـ 62 عاما.

فرانك أباغنيل... نصّاب

في مكتب النائب العام !

كان الأميركي فرانك اباغنيل بارعاً وناجحاً جداً كمحتال في سنوات مراهقته وشبابه، إلى درجة أنه نجح في جمع نحو 2.5 مليون دولار من جرائم نصب واحتيال نفذها في 26 دولة حول العالم انتحل فيها شخصيات متنوعة من بينها طيار وطبيب ومحام وغير ذلك.

وكان من بين أوائل عمليات النصب التي نفذها أباغنيل، أنه حرر شيكات على حسابه البنكي الذي كان مديناً اصلا، ثم تطور لاحقا إلى طباعة دفاتر شيكات مزيفة خاصة به استطاع أن يخدع بها كثيرين. وبعد ذلك وصل به الحال إلى طباعة رقم حسابه المصرفي على قصاصات إيداع ثم اضافها إلى القصاصات الحقيقية التي كان البنك يستخدمها، وهي الخدعة التي نجح من خلالها في جمع ما لا يقل عن 40 ألف دولار.

وبعد أن أصبحت عمليات الاحتيال البنكي غير كافية لإشباع جشعه، بدأ أباغنيل في اللجوء إلى ممارسة عمليات الانتحال. فعلى مدار عامين، انتحل شخصية طيار في شركة «بان أميركا» تحت اسم فرانك ويليامز. ولحسن الحظ، فإنه لم يُكلف بقيادة طائرة خلال تلك الفترة، لكن احتياله سهّل له السفر مجاناً على متن رحلات طيران حول العالم.

ولاحقا انتحل أباغنيل صفة أخرى وإن كانت بالاسم ذاته، حيث انتحل صفة طبيب أطفال في احدى مستشفيات ولاية جورجيا الأميركية لمدة 11 شهراً. وبعد ذلك، قرر أن يجرب الاحتيال في مجال المحاماة والقانون، فقام بتزوير شهادة الدبلوم في القانون من جامعة هارفارد، وهي الشهادة التي نجح بموجبها بطريقة غير مفهومة في اجتياز اختبار نقابة المحامين في ولاية لويزيانا، والاغرب من ذلك، أنه تمكن لاحقا من الحصول على وظيفة في مكتب النائب العام للولاية!

لكن حظ أباغنيل نفد في نهاية المطاف. ففي 1969، تمكنت مضيفة على متن احدى طائرات الخطوط الجوية الفرنسية من التعرف على وجهه بعد ما كانت شاهدته في وقت سابق على ملصق باعتباره محتال مطلوب للعدالة.

وعلى هذا الأساس، ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه ، واتضح أنه مطلوب للعدالة أيضا في 12 دولة أخرى، بتهم تتعلق بالنصب والاحتيال.

وبعد ان قضى أباغنيل عقوبة السجن لبضعة سنوات في فرنسا، تم تسليمه إلى السويد التي قضى فيها عقوبة السجن أيضا، ثم كان على وشك أن يتم تسليمه إلى إيطاليا ليواجه محاكمة هناك، لكن جرى تسليمه إلى الولايات المتحدة عوضا عن ذلك حيث حوكم وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 12 سنة بعد ثبوت إدانته بارتكاب سلسلة من جرائم التزوير والنصب والاحتيال.

وبعد ما أدرك عملياً أن «الجريمة لا تفيد»، انخرط أباغنيل في مسار مهني شرعي بعد أن قضى سنوات عقوبته في السجن. لكن المفارقة كمنت في أن ذلك المسار استقى خبرته في شكل مباشر من ماضيه الإجرامي. فأسس اباغنيل مكتباً استشارياً يتولى إدارته بنفسه حالياً، وهو المكتب المتخصص في تقديم المشورات الاحترافية الى المؤسسات والشركات حول كيفية حماية نفسها من عمليات الاحتيال المالي.

غريغور ماكريغور

... أمير لدولة وهمية

لا شك في أن الاسكوتلندي غريغور ماكريغور كان محتالاً مقنعاً جداً في عصره، إذ إنه ليس من السهل على أي أحد أن يقنع مستعمرين بأن يستثمروا أموالهم وأن يبحروا على متن سفن متجهين إلى دولة لم يكن لها أي وجود أصلا على أرض الواقع.

ماكريغور كان جنديا ومغامرا اسكوتلنديا خاض معارك قتالية في الصراع من أجل الاستقلال في مطلع القرن الثامن عشر. وعنما عاد إلى بريطانيا في العام 1820، زعم أنه أصبح أميرا وحاكما لدولة في أميركا الوسطى اسمها بويايس، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك أي وجود لتلك الدولة إلا في مخيلته.

ووفقا لمزاعم ماكريغور، فإن بويايس كانت توجد في جزيرة قبالة ساحل موسكيتو التابع لما تعرف الآن بدولة هندوراس. بل إنه اختلق كتيبا ارشاديا للمستثمرين الراغبين في استثمار أموالهم في دولته المزعومة، وهو الكتيب الذي وصف فيه بإسهاب تفصيلي كيف أن الدولة غنية بموارد طبيعية وفيرة وطبيعة جغرافية جذابة إلى جانب ظروف معيشية رائعة. ونجح ماكريغور في كسب ثقة ضحاياه المستثمرين والمستعمرين الحالمين بالثراء والذين سلموه أموالهم. بل إن نحو 250 منهم ابحروا على متن سفينة في عرض المحيط الأطلسي، لكنهم لم يجدوا في نهاية رحلتهم سوى مسطحا مائيا خاويا من أي جزر عوضا عن جنتهم الاستوائية التي وعدهم بها. والأسوأ من ذلك أن عددا كبيرا منهم سقضوا ضحايا لأمراض استوائية أصابتهم. وحتى بعد ان حوكم ماكريغور بتهمة الاحتيال، فإنه واصل خططه الاحتيالية، فقد باع أراض وأسهما لا وجود لها إلى نبلاء أوروبيين. وفي النهاية، مات ماكريغور في 1845 في كراكاس الفنزويلية، اي ليس بعيدا عن المكان الذي زعم يوما أن بويايس الوهمية كانت توجد فيه.

كاسي تشادويك

... المحتالة المصرفية

رغم أن اسمها كان «اليزابيث بيغلي» لدى مولدها، فإن المرأة الكندية المولد التي اشتهرت لاحقا باسم «كاسي تشادويك» حققت صيتا سيئاً من خلال احتيالها على مصارف في منطقة كليفلاند بأن انتحلت صفة ابنة غير شرعية للصناعي الأميركي أندرو كارنيغي. وبهذه الطريقة نفذت تشادويك عددا من الخطط الاحتيالية، لكن أشهرها كانت في 1897 عندما زورت إيصال دفع بقيمة مليوني دولار يحمل توقيع كارنيغي.

وعندما علمت الأسواق المالية في شمال أوهايو بهذه المعلومة، بدأت المصارف الاستثمارية في عرض خدماتها على تشادويك لأنها رأت فيها عميلة ثمينة.

وعلى مدار السنوات الثمانية التالية، استغلت تشادويك السمعة المزيفة التي اكتسبتها كي تحصل على قروض ضخمة من البنوك، إلى درجة أن التقديرات تشير إلى أنها حصلت على ما يراوح بين 10 و 20 مليون دولار. والواقع أن من المدهش أن أمرها لم ينكشف طوال تلك المدة الطويلة لا سيما أن نجاحها الاحتيالي كان مرتكزا في شكل أساسي على علاقتها المزيفة مع شخصية عامة كانت مشهورة وذائعة الصيت آنذاك.

لكن تشادويك لم تستطع أن تبقى بعيدة عن متناول ذراع القانون إلى الأبد. ففي نهاية المطاف سئل الملياردير كارنيغي عن حقيقة علاقته بتلك المرأة الشابة، فأنكر تماما أنه والدها، وكانت تلك بداية انهيار مخططاتها الاحتيالية. وسرعان ما تم القاء القبض عليها ومحاكمتها وإرسالها إلى السجن حيث توفيت فيه لاحقاً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي