No Script

رواق

«أرامكو» بتتكلم عربي

تصغير
تكبير

‏لكثرة الأخطاء الإملائية في الشبكات الاجتماعية، أصدرت شركة أرامكو السعودية «دليل التحرير العربي» لمساعدة موظفيها على الاهتمام باللغة العربية، ولكن الدليل يحتوي على الكثير من المعلومات المفيدة لعموم المستخدمين، وكثير منها قد تكون للمرة الأولى نعرفها... هكذا انتشر الخبر ومعه الدليل في جميع وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها «واتساب».
تناقلها المتهمون بتشويه اللغة العربية لتبرئة ذمتهم من سبق الإصرار والترصد لاغتيال اللغة العربية التي صار جهلها معيار تحضر وتمدن البعض ليؤكدوا براءتهم من التهمة المنسوبة إليهم لجهلهم المسبب في عدم تعليم العارفين باللغة لهم.
تولت «أرامكو» مسؤوليتها الاجتماعية في الحفاظ على اللغة العربية، في حين كانت شركات بنفس ضخامة «أرامكو» تتباهى بالتخاطب بلغات أجنبية بين العرب أنفسهم، وحين تصدر بياناً بالعربية، تتوجه بعبارة «إلى موظفو»، فترفع مجروراً بحرف جر يجر الفيل والجمل والهرم!


في قصيدة جمل غير مفيدة إلى معلمة اللغة العربية، يقول الشاعر الراحل غازي القصيبي:
أنا، يا أستاذتي، طفلٌ غبيٌّ...
دلّلوهُ
أشفقوا أن يضربوهُ
عندما جرّ مضافاً
شأنُه أن ينصبوهُ
عندما حرّك اسماً
جبنوا أن يلمسوهُ
فنما الطفلُ المُدلّلْ
وهو يجهلْ
كلَّ تفعيلاتِ مفعول... ومفعال
وأفعلْ
هذا «الطفل الغبي المدلل» كبر وكتب باسمه وباسم مؤسسات ضخمة من دون أن يفرق الضاد عن الظاء ويربط تاء مفتوحة ويفتح تاء مربوطة ويباهي بضعفه في العربي في مقابل تباهيه بإنكليزيته التي ضحك الإنكليز منها!
لا يمكن لكائن من يكون أن يتباهى بلغة غيره وهو يجهل لغته الأم، واللغة كرامة دافع عنها كثيرون. أليس جاك شيراك صاحب المقولة الشهيرة: «أجيد الإنكليزية، لكنني أعتز بالفرنسية»؟
وزير خارجية بريطانيا السابق جاك سترو، عندما اعتذرت له عن سوء فهم تسبب فيه سوء لغتي الإنكليزية من وجهة نظري، قال مقولته الشهيرة إن إنكليزيتك أفضل من عربيتي... وأجزم أنني أجيد الإنكليزية أكثر مما يجيد شكسبير العربية.
عندما نسافر إلى الغرب، نتحدث لغتهم، وعندما يزورنا الغرب نتحدث معهم لغتهم في أوطاننا من دون اعتزاز بلغتنا، ويبلغ عدم الاعتزاز مداه حين نتكلم مع بَعضنا بغير لغتنا و«يا شين شي ما شابه أهله» على ما قال المثل.
ورغم أن اللغة العربية لغة معتمدة دولياً في الأمم المتحدة، إلا أن البعض من العرب يتحدث الإنكليزية استعراضاً، والبعض جهلاً بها، والبعض خوفاً من خطأ فيها صوبها لهم دليل «أرامكو»... فشكراً.

 reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي