No Script

«بيروت مدينتي» المرأة والرجل «نص بنص» و«البيارتة» 3 من 24

«طفرة» نسائية تقتحم المعركة البلدية في بيروت

تصغير
تكبير
نادين لبكي: المناصفة بين النساء والرجال في «بيروت مدينتي»... سابقة وخطوة نحو تفكير ووعي جديديْن

هدى الأسطة: وجود 3 نساء على لائحة «البيارتة» ليس لـ «التجميل» والمهمّ الكفاءة وحبّ المرشح لمدينته
سيدات لبنان إلى الواجهة، اتخذن قرار التحدي وانطلقن. 15 امرأة قرّرن مقارعة الرجال على «حلبة» المجلس البلدي لمدينة بيروت من ضمن اللائحتين الرئيسيتين المتنافستين. وجوه من كل الأعمار والخلفيات الثقافية شغلن العاصمة في الايام الاخيرة، وحتى مجيء يوم 8 مايو، موعد الجولة الأولى من الاستحقاق البلدي، يبقى السؤال هل ستتمكن المرأة من التغلب على «الخصم»؟

ورغم ان الانتخابات البلدية العام 2010 كانت حملت ترشيح 21 سيدة، بينهنّ 3 على لائحة «وحدة بيروت» التي فازت بكامل أعضائها الـ 24 ليشكل الحضور النسوي فيها ما نسبته 12.5 في المئة مقارنة بـ 4.1 في المئة العام 2004 (فازت امرأة واحدة من 9 ترشّحن في العاصمة)، فان «بلديات 2016» تتميّز في العاصمة بـ «طفرة» من الترشيحات لـ 22 امرأة (يشكلن نحو 20 في المئة من إجمالي عدد المرشحين) صرن حديث الناس ولا سيما ان 12 منهنّ حققن سابقة في تاريخ لبنان اذ شكّلن نصف لائحة «بيروت مدينتي» التي تتألّف من نخب فكرية وعلمية وفنية وذوي اختصاص، فيما ضمّت لائحة «البيارتة» اي تحالف الأحزاب الرئيسية 3 نساء في استعادة لـ «كوتا» الـ 2010.

ماذا تقول المرشّحات المتنافِسات عن المعركة التي يخضنها؟ وما نظرتهنّ للعمل البلدي وهل تختلف عن نظرة الرجل؟

من أبرز المرشحات على لائحة «بيروت مدينتي» المخرجة والممثلة نادين لبكي الحاصلة على جوائز عدّة والتي تحمل شهادات في الدراسات السمعية والبصرية من جامعة القديس يوسف.

في العام 2005، شاركت لبكي في برنامج الزمالة التابع لمهرجانات «كان» الدولية لكتابة فيلم «كاراميل»، وتولت إخراج هذا الفيلم الذي لعبت دور الشخصية الرئيسية فيه وتم عرضه للمرة الأولى في «كان» العام 2007 كما عُرض في الصالات في أكثر من 60 دولة. أما فيلمها الثاني «هلأ لوين» فعُرض أيضاً للمرة الأولى في «كان» في العام 2011 وفاز بجائزة «كاديلاك» لخيار الجمهور في مهرجان تورونتو.

لبكي الام لطفلة تبلغ من العمر ثلاثة اشهر، شرحتْ لـ «الراي» خلفية تَرشُّحها قائلة: «في النهاية نصل الى مكان نقول فيه إما أن نقرر أخذ زمام الأمور بأيدينا ونحاول أن نغيّر كون الاشخاص التقليديين لم يستطعوا تغيير شيء، وإما سيبقى الوضع على ما هو. منذ أشهر ومجموعة بيروت مدينتي تعمل على تأليف اللائحة، وقد اتصلوا بي وعرضوا عليّ الانضمام اليهم، وكان جوابي: بالتأكيد».

الملفت في لائحة بيروت مدينتي هي المناصفة في المقاعد بين الرجال والنساء، وعن ذلك علّقت لبكي: «المناصفة أمر طبيعي، فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي الأم والأخت والزوجة، ولذلك من الطبيعي ان تكون هناك مناصفة وهي انعكاس لنسيج مجتمعنا، وهذا أمر جديد لكنه طبيعي وأستغرب كيف ان هذه سابقة تحصل للمرة الاولى في تاريخ لبنان».

وعما اذا كانت نظرة المرأة تحتلف عن نظرة الرجل فيما يتعلق بالأمور التنموية أجابت: «نعم كون لديها تجربة ورؤية مختلفة للأمور، ولذلك نحن نكمل بعضنا البعض. ومن هنا المناصفة في اللائحة كي تكون رؤيتنا للمدينة مكتملة».

وعن أول مشروع يجب البدء فيه لتحسين مدينة بيروت، تجيب لبكي: «كل الأمور مترابطة. زحمة السير لها علاقة بالبيئة، والبيئة لها علاقة بأزمة النفايات والمساحات الخضراء، ولا يمكن اصلاح أمر من دون الآخر. هو برنامج متوازن».

وهل ستفضي المناصفة في اللائحة الى تشجيع المرأة على الترشح الى الانتخابات النيابية؟ قالت: «هذه الخطوة الأولى نحو تفكير ووعي جديديْن»؟ وهل تفكر بالترشح للانتخابات النيابية؟ تجيب: «لا أعتقد، فأنا لا أطمح لمنصب سياسي. أنا هنا لتحسين معيشتي ومعيشة الناس في هذا البلد وهذه المدينة».

وهل تخشى لبكي ان يخذلها ابناء مدينتها؟ تردّ بلا تردد: «لديّ إيمان بأنهم لن يخذلوا لائحة (بيروت مدينتي) وليس نادين لبكي، لانني جزء من هذه اللائحة وأنا وحدي لا استطيع القيام بشيء. وأتمنى التصويت لكل اللائحة، فنحن لدينا برنامج كامل متكامل لا نستطيع تحقيقه اذا لم نصل جميعنا، فحينها سنكون مكبّلين ومشلولين. لذلك يفترض ان ينجح جميع مَن على اللائحة لتطبيق البرنامج كما دُرس وكتب»، لتختم: «أنا مؤمنة بحملة بيروت مدينتي والكفاءات التي تضمّها سواء في مجال عملهم أو لجهة إيمانهم بمدينتهم بيروت، لذلك أرى أن لدينا حظوظاً كبيرة للتغيير».

الفنانة التشكيلة ندى صحناوي أعادت الكرّة بعد 18 عاماً من ترشحها الأول الى المجلس البلدي منفردة، لكن هذه المرة على لائحة «بيروت مدينتي». هي الأم لشاب يبلغ من العمر 29 سنة يعيش في الخارج، تطمح الى تحسين مدينتها كي لا يضطر غيره من الشباب الى الهجرة، وشرحت لـ «الراي»: «حصلتُ في الانتخابات الأولى التي جرت بعد انتهاء الحرب على 6600 صوت. حينها كان لديّ برنامج انمائي، واليوم عندما تعرفتُ قبل اشهر على مرشحي بيروت مدينتي أُعجبت بالبرنامج المتطوّر الذي تعمل عليه هذه المجموعة والذي يعبّر عن احتياجاتنا وما نرغب أن نراه محقَّقاً في مدينتنا، ولذلك شاركتُهم في اللائحة لنضع طاقاتنا وجهودنا لتنفيذ المشروع».

المناصفة بين المرأة والرجل تراها صحناوي «ضرورة»، وتقول: «نسبة السيدات تصل الى 52 في المئة من أهل بيروت، وتهميشهنّ يعني تهميش نصف المجتمع وهو أمر مضرّ للرجل كما المرأة. اللائحة تؤمن تمثيلاً صحيحاً لجميع فئات أهالي بيروت، من مناطق، طبقات، وتوجهات».

وعما اذا كانت نظرة المرأة للأمور التنموية تختلف عن نظرة الرجل، تجيب: «السيدة لديها وجهة نظر دقيقة في الحياة اليومية، والبلدية هي اكثر جهة معنية بالأمور الحياتية للسكان، ومع هذا لا نشعر حتى اللحظة بمشاركة كاملة».

أول مشروع في نظر صحناوي يجب البدء فيه هو «إدارة النفايات الصلبة، فنحن نعيش في خطر من التلوث، وإما ان يذهب الناس الى صناديق الاقتراع للتصويت للتغيير أو سنتوجه الى المستشفيات للطبابة من الامراض».

أمال الشريف، مديرة إبداعية ولديها اهتمامات بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وهي حالياً تعمل على عدة مشاريع شخصية تتمحور حول تطوير تطبيقٍ للهواتف الجوّالة يساعد مستخدمي الكراسي المتحركة وعربات الأطفال لتحديد المواقع العامة والخاصة التي تتميّز بسهولة الوصول اليها.

ترشحها كان فجائياً وسريعاً جداً من دون أي تخطيط مسبق، وعن ذلك شرحت لـ «الراي»: «طرحتُ عدة أسئلة على مرشحي لائحة (بيروت مدينتي)، فطرحوا عليّ الترشح الى جانبهم لمتابعة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا سيما موضوع سهولة الوصول الى كافة الاماكن من دون عوائق، وهذا ما حصل».

الشريف رأت أن تكريس المناصفة بين الرجل والمرأة في اللائحة التي تنتمي اليها «أمر ايجابي يحصل للمرة الأولى في لبنان، حيث أُعطيت المرأة الفرصة لتقدم ما لديها، كون نظرتها للأمور تختلف عن الرجل». وعما اذا كانت المناصفة تكريساً ايجابياً للتمييز بين الجنسين؟ أجابت: «كلا بل استغلال لطاقات نسائية لم يفكر أحد مسبقاً في الاستفادة من خبراتها».

أما القضايا التي ستركز عليها في حال نجاحها في الانتخابات فهي «البنية التحتية من ارصفة وطرق، والمباني الحكومية غير المجهزة رغم صدور القانون 220 على 2000 (المتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة) الذي لم يُطبق».

ترشح 12 امرأة على لائحة بيروت مدينتي سيفتح بحسب الشريف «الباب أمام ترشح السيدات الى المجلس النيابي وسيكون للمرأة دور أكبر في المجال السياسي». وختمت آملة في الفوز فـ «الناس سيصوتون لقضية محقة منسية في أدراج البرلمان والوزارات المختصة».

ايماناً منها بأن مدينتها تستحق الافصل، ترشحت ايمان الحسن غندور، الجدة لتوأمين من الفتيات والتي عملت كباحثة في قسم النقل في منظمة الامم المتحدة ESCWA.

شغلت غندور مناصب إدارية عدة في القطاع الخاص في مجالات العلاقات العامة والتسويق. وقرّرت الترشح على لائحة «بيروت مدينتي»، كما قالت لـ «الراي»، بفعل «الحالة التي وصلنا لها، فبلدية بيروت تستحق الكثير والمقدَّم اليها قليل، ونحن لا نريد مثلاً قرارات كبيرة لاضاءة الشوارع. مدينتنا مهملة، متروكة للسياسيين وتجاذباتهم، ولذلك تحمستُ ومجموعة من المرشحين لخوص غمار العمل البلدي من منطلق إنمائي ورؤية تغييرية للعاصمة التي تحتاج الى الكثير من العمل والقليل من الكلام».

ولفتت الى ان «الأهمّ أننا غير مسيسين ولا مدعومين من احد، ميزانية الحملة موجودة على الانترنت وتمويلنا من افراد وليس من مؤسسات وبأرقام قليلة فقط كي نستطيع الاستمرار».

غندور فخورة بوجود العدد الكبير من النساء على اللائحة، وهي تساءلت بفخر «اين رأينا سابقا 12 امرأة يترشحن على لائحة لديها برنامج مؤلف من عشر نقاط ومدروس من خبراء، وهذا ليس تكريس ايجابي للتمييز بين الرجل والمرأة بل على العكس، فالمرأة ولا سيما في العمل البلدي لديها القدرة والحماسة أكثر من الرجل كونها في حياتها اليومية اقرب الى الناس».

ليس لدى ايمان الحسن غندور طموح الوصول الى المجلس النيابي «لكن تَرشُّحنا للمجلس البلدي سيشجع النساء على اتخاذ هذه الخطوة، اذ لا ينقص المرأة شيء».

على لائحة «البيارتة»

هدى الأسطة قصقص حائزة على شهادة بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الجامعة الأميركية في بيروت – 1992، وتشغل منصب نائب الرئيس لشؤون المسؤولية الاجتماعية للشركات في مجموعة المستقبل (مجموعة مخزومي الصناعية للأنابيب) منذ العام 2012. وهي رئيسة مهرجان رمضانيات بيروتية منذ العام 2012، مؤسِّسة ورئيسة جمعية بيروتيات – 2016، خبيرة في إدارة نظم المعلوماتية لمشاريع إنمائية لمدينة بيروت وضواحيها 1992-1996 ومستشارة للبنك الدولي في المعلوماتية 1994، ومتزوجة من المهندس عصام قصقص، مستشار محافظ مدينة بيروت، ولها ولدان: فرح وجاد.

3 سيدات على لائحة «البيارتة» مقابل 21 رجلا، هل تعتبر قصقص ذلك نوعاً من «تجميل اللائحة» لا اكثر؟ تجيب: «كلا. ولا مرّة كانت السيدة أداة تجميل. واذا كنّ 50 في المئة من اللائحة أو أقلّ، فهذا لا يعني أن الموجودين مجرد تكملة عدد، مع العلم ان هناك رغبة في لبنان بألا يعطوا مجالا للمرأة للبروز على الرغم من وجود عشرات الآلاف من السيدات الناجحات والفاعلات في العمل التنموي والبلدي والهندسي».

ولفتت قصقص الى «انني لا اقارن عدد السيدات على اللائحة، بل أنظر الى الكفاءة، والى حب المرشح لمدينته، ولذلك لا أميّز بين المرأة والرجل، فبرنامجنا متكامل والباقة المختارة لتنفيذه من خلفيات متنوعة».

وعما اذا كانت نظرة المرأة الى الإنماء تختلف عن نظرة الرجل، اجابت: «المرأة لديها القيمة المضافة كونها في الفطرة امّاً او اختاً معتادة في حياتها على ان تهتم بمحيطها، فكيف اذا كان المحيط مدينة تحبها وبحاجة الى عناية؟ والجميع يعلمون انه عندما تضع المرأة أمراً في رأسها لا تحيد عنه حتى تنفذه».

التواصل مع الناس هو الاهمّ بالنسبة اليها: «فما يهمّنا هو إدخال سيدات ناشطات في المجتمع المدني وفي اللجان المحلية والنقابات الى البلدية لايصال صوتهن». وعما اذا كان ترشّحهن سيشجّع السيدات على الترشح الى المجلس النيابي، تجيب: «بالتأكيد المرأة التي تحب العمل في المجال السياسي ستكون قيمة مضافة، وأهمّ دول العالم يمكن ان تديرها نساء».

المرشحة على لائحة «البيارتة» يسرة صيداني فخورة بأنها من عائلة متعلمة من رأس بيروت. تخرّجتْ في الجامعة الأميركية في بيروت حيث حصلت على ماجستير في ادارة الاعمال، وتقول لـ «الراي»: «والدتي خرّيجة الجامعة الأميركية، ووالدي كان عضو المعهد الملكي البريطاني. بداية عملتُ في مكتب والدي لتدقيق الحسابات، وفي العام 2005 ترشحت الى نقابة خبراء المحاسبة وكنت أول سيدة تدخل الى مجلسها النقابي، وقد مثلت لبنان في عدة أمكنة. أدرّس محاسبة في جامعة رفيق الحريري. زوجي طبيب الانف والاذن والحنجرة عصام بلعة ولدي ولدان».

وعن خلفية ترشحها قالت: «أنا عضو في الهيئة الادارية لجمعية خريجي المقاصد التي لها دور في الشأن العام. وقد عرضوا عليّ الترشح كوني ناشطة في عدة جمعيات».

صيداني رفضت ان يكون العدد القليل للسيدات على لائحة «البيارتة» للتجميل «نحن ثلاث نساء ذات خبرات مهمة، وهم محتاجون لنا على اللائحة. أنا من الناحية المالية الادارية، وهدى قصقص حاصلة على شهادة كمبيوتر من الجامعة الأميركية، وماتيلدا خوري مهندسة من الجامعة نفسها وهي مختصة في الطرق والمساحات الخضراء، ومع ذلك كنا نتمنى أن يكون عدد النساء أكبر».

رؤية المرأة للأمور التنموية تختلف بحسب الصيداني عن الرجل «كونها تأخذها من زوايا أخرى». أما أهمّ مشروع يجب البدء به فهو «النفايات، الارصفة والطرق».

لا تطمح يسرة صيداني الى الوصول للمجلس النيابي«لستُ طامحة لمركز، فأنا لست بحاجة، وترشُّحي الى المجلس البلدي، لخدمة الآخرين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي