No Script

حروف نيرة

كورونا... أزمة نفسية!

تصغير
تكبير

مع انتشار فيروس كورونا في العالم كله، وآثاره الجسدية الخطيرة أثر على الجانب النفسي أيضاً، حيث أدى إلى الشعور بالإرهاق والحزن، فضلاً عن صعوبة النوم أو التركيز إثر التوتر المبالغ فيه عند بعض الأشخاص، إضافة إلى ازدياد الخوف من الاتصال بالآخرين.
ولكن ما مِن عسر إلا ويعقبه يسر، يقول تعالى في الآية الكريمة: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *»، ففيها بشارة عظيمة، أنه كلما وُجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يصاحبه، وما من شدة إلا ويأتي بعدها الفرج، وما من غم أو هم، إلا وينكشف، وتحل محله المسَرة، وقد قال سبحانه: «مَعَ العسر يُسْراً»، ولم يقل بعد العسر يسراً، للإِشعار بأن هذا اليسر، ليس بعد العسر بزمن طويل، وإنما هو سيأتي فى أعقابه بدون مهلة طويلة، ومتى وطن الإِنسان نفسه على الصبر والأمل في فرج الله تعالى، ومما يعين على الصبر، وتحمل البلاء، النظر إلى جزاء الصابرين، وما أعد الله لهم من الكرامة في جنات النعيم.
وقد بشر الله تعالى الصابرين بثلاث قال تعالى: «أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ»، فقد كُتِبَ للصابر على البلاء ثلاث خصال من الخير: الصلاة من اللَّه وهي غفرانه لعباده، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى والرشد بالصواب، والله تعالى لم يقدر ما قدره إلا لحكمة بالغة، وأسرار لا يعلمها إلا هو، فإنه تعالى لم يُرسِل البلاء للإنسان ليُهلكه، أو ليعذبه، أو ليؤذيه، أو ليضره، وإنّما ليمتحنه، ويعلم مدى إيمانه وصبره ورضاه، وليعلم الله تعالى من يشكر النِّعم ممّن يكفر.
وللتخفيف من الشعور بالتوتر والضغط النفسي نستغل الوقت في أعمال ترفع الروح المعنوية وتطرد الملل، والبعد عن كل ما يزيد من الشعور بالألم النفسي... يستطيع الإنسان أن يمارس أنشطة تزيد العلم وتنمي العقل مثل: تلاوة القرآن الكريم، وحفظ سور من كتاب الله مع تفسير مبسط، وقراءة كتاب مفضل لديه أو تعلم لغة أو مهارة جديدة، وكذلك الاطلاع على الصحف والمجلات التي تهدف إلى زيادة الثقافة ونشر العلم والأخبار المهمة بين القراء، وجعل الاطلاع على الأخبار اليومية في أوقات معينة من اليوم، وليس طوال اليوم، والابتعاد عن سماع الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي غير الرسمية، لما قد يكون فيها من إشاعات وأخبار غير موثوقة، مع تجنب مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى الأخبار التي تولد مشاعر القلق أو التوتر، وتلك الأيام فرصة للاجتماع بالأولاد ومشاركة أفكارهم وشغل وقتهم بما يفيدهم ويمتعهم لزيادة الشعور بالأنس والاستقرار النفسي.
ويمكن للفرد قضاء الوقت في ممارسة بعض الأنشطة الرياضية المتاحة فهي من أفضل طرق الترويح وفيها فوائد صحية ونفسية وعقلية، ويستطيع الشخص في وقت فراغه أن يكشِف عن هواياته، والتي يرغب في تطويرها والاستمتاع بها، وكله متيسر في وسائل التكنولوجيا، فهي طرق تشمل حاجات أساسية ثلاث: جسمية، اجتماعية، علمية وعقلية، إن تحققت عالجت الجانب النفسي، ونسأل الله تعالى أن يتم علينا نعمه ويرفع عنا البلاء ويرزقنا الصبر والثواب.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي