No Script

نسمات

لكي لا تتكرر الكارثة!

تصغير
تكبير

كتب الدكتور مهاتير (محاضر) محمد مذكراته قائلاً: «وصلت إلى آخر العمر أريد فقط أن أنهي ما تبقى لي من عمر في الطاعة والسجود لله. بالرغم من هذا ما زلت قادراً على أن أركز في عزلتي عندما أغلق عيني، أن أرى مواطني تساء معاملتهم.
أرى حقوق الجيل الصاعد تُسرق من قبل أيادي الجشع التي يقودها الشيطان.
أعلم أن عليّ أن أفعل شيئاً. لست من النوع الذي سيلزم الصمت، مكتوف اليدين، انظر إلى ما يقوم به أولئك من لا إحساس عندهم بالذنب.


يا إلهي، اعرف لماذا أطلت عمري برحمتك وعطفك حتى هذا العمر 93 سنة، فما زلت أقف قوياً وبصحة قادراً على التركيز في التفكير وبحيوية.
أشكرك يا الله وبإذن منك استطعت أن أحمي حقوق الشعب وأن أطيح بالمذنبين. بعد هذا أدعو وأنا قادر أن أغلق عيني وببال مرتاح، أن تقابلك روحي يا خالقي بأمان.
إن أمنيتي الوحيدة ألا يمدح اسمي بعد مماتي. لا داعي للذكر بعد وفاتي. أعتبر ما فعلته كزاد لي في رحلتي للقاء بك.
إذا أراد أي شخص أن يقول شيئاً ما عني، ما عليه إلا أن يدعو لي برحلة آمنة لأقابل خالقي.
آمين».
د. مهاتير

هذا الرجل الذي كتب مذكراته وسأل الله أن يثبته على الطاعة، وجد نفسه بعد 15 عاماً على اعتزاله العمل السياسي وبلوغه 93 عاماً، مضطراً للولوج مجدداً في خضم العمل السياسي وترشيح نفسه لرئاسة الوزراء ليقوم بإصلاح الاعوجاج الذي أحدثه من جاؤوا بعده!
وفوجئ العالم بفوزه في الانتخابات ورجوعه رئيساً لوزراء ماليزيا، ثم قام مباشرة بالقبض على رئيس الوزراء السابق (نجيب إبراهيم) الذي تميز عهده بالفساد السياسي وسرقة أموال الشعب الماليزي، فما كان من د. مهاتير محمد إلا أن أعاد 50 مليار دولار إلى الخزينة الماليزية وقبض على 9 وزراء، وعلى 144 رجل أعمال بتهمة الفساد. كما قبض على 50 قاضياً و200 شرطي، وأغلق المجال الجوي والبحري لكي لا يهرب الفاسدون. وقام بتخفيض الضرائب وإصلاحات أخرى في بضعة أيام بعد توليه المنصب!
إن هذه القصة العجيبة تدلنا على أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وتدلنا على أن النظام الماليزي - كما هو كثير من الأنظمة المعاصرة في الدول الإسلامية - تقوم على الإصلاحات الفردية من أشخاص ولا تقوم على أنظمة ثابتة تحاسب المفسدين!
لقد آن الأوان أن نحذو حذو الدول التي سبقتنا في هذا المجال وأن نتمسك بالأنظمة الراسخة التي تضمن العدل والمساواة بين الناس والتي تحاسب المسؤولين ولا تدعهم يتصرفون بأموال الشعب كما يريدون، وهذا ما فصله ديننا الإسلامي!

 جاري الشهيد
حبست الكويت أنفاسها أسبوعا كاملاً تترقب ما حصل لسعود المسلّم الذي خرج من بيته في يوم الجمعة لممارسة هواية الغوص، وفقده أهله أسبوعا كاملاً من دون أن يعرفوا أين ذهب، وتكاثرت الأقوال حول مصيره وما حدث له إلى درجة نسج الأساطير من البعض!
ولهجت الألسنة تدعو الله أن يرده إلى أهله سالماً، وتكاتف الجميع للبحث عنه إلى أن وجدوا جثته في البحر.
لا شك أن مصابنا في سعود أكبر من مصاب الآخرين، فهو جارنا وابن الأخ فيصل المسلم، الأخ العزيز الذي نعرفه منذ عشرات السنين وتربطنا به علاقة طيبة، ونحسبه رجلاً فاضلاً ربى أبناءه على الصلاح والتقى، ولئن كانت هذه المصيبة التي أصيبت بها عائلة سعود قد آلمت الجميع، إلا أنها قد كشفت عن رحمة الله تعالى بعباده، إذ إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشر أمته بالخير الكبير، فقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم: «ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد»، رحم الله سعود وأدخله فسيح جناته وعوض الله أهله خيراً على صبرهم واحتسابهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي