No Script

حروف باسمة

الغيث الغيث

تصغير
تكبير

سماء ملبّدة بالغيوم وبرق ورعد وهواء، أجواء تنبئ عن غيث مقبل هطلت الأمطار وزاد نزولها وسالت السيول وتكونت البحيرات، وعلق الناس وتجمعت المياه عند أفواه المناهيل وهرعت فرق متنوعة من الأجهزة المختلفة - المنوط بها عملية الانقاذ - في جميع النواحي وفي كل الظروف، وشمّرت هذه الفرق عن سواعد الجد، واخلصت في أدائها حتى تحافظ على أرواح الناس وممتلكاتهم.
إنها هدامة لو كانت البيوت كما في زمن الهدامات مبنية من الطين واللبن * حسب تعبير أبناء هذه الديرة الجميلة، كل ما وقعت هدامة هرع أبناء هذه الديرة ليعاون بعضهم بعضا وفتحت المدارس، وكان تعطيلها قديماً بسبب وجود بعض الأسر فيها لأن بنيتها كانت متينة على أسس رصينة، أما هدامتنا في هذه الأيام فهي هدامة البنية التحتية وانسداد المجاري، مع العلم أن الكويت من أسبق دول المنطقة في إنشاء مجاري الأمطار، والمفترض ألّا تبقى نقطة من الماء إذا سقطت الامطار.
لو استمرت الأفكار في العمل من أجل الصيانة المستمرة، وإيجاد سبل ومستلزمات مختلفة في مجالات الصيانة على مدى الأيام والعمل حثيثاً في التحسب لاستقبال موسم المطر، ولا نفند وجود البحيرات والمستنقعات وانسداد المجاري بهطول أمطار شديدة نظراً للتغيرات المناخية.


لا إنما المنطق يقول:
لا بد وأن نتحسب لكل طارئ ونعمل في كل لحظة، من أجل سلامة هذه الديرة... جد واجتهاد وعمل متواصل خلال هطول الأمطار ووجود الازمة.
فتحية لجميع المخلصين الذين جدوا واجتهدوا، ولكن لا بد وأن نستقرئ الحالة، إن الطرق فاضت والمناطق التي تضررت هي مناطق حديثة والمنشآت جديدة والبنية التحتية هي جديدة أيضاً تأثرت أكثر من غيرها.
فترى ما الأسباب؟
أسباب واضحة وعلامات ظاهرة وحقائق جلية.
نرجو ألّا يكون من آثارها استقالات أو إقالات فحسب، إنما التفكير والتمحيص في مجال وضع الخطط الحقيقية، التي تعمل على إزالة الشوائب ومحو السلبيات وإيجاد خطة عملية بينة المعالم واضحة الأهداف، حتى تكون جميع الطرق والمناطق السكنية والمدارس والمؤسسات سليمة في إنشائها، حقيقية في صيانتها على أسس تحفظ سلامة الناس وتحد من وقوع الأخطار الأليمة.
نسأل الله الكريم أن يقي هذه الديرة الجميلة أخطار الهدامة في جميع صنوفها وأشكالها وأنواعها وأرناقها ونماينها، ويعوض جميع الذين تضرروا خيراً، ويرحم الله الشهيد أحمد براك الفضلي بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان، ويشافي جميع المرضى الذين تأثروا من جراء الاحوال الجوية، وجميع المرضى الذين يرقدون في المستشفيات ولا سيما الشاب المهذب مهدي شاه، وان تُكلل العملية الجراحية التي أجريت له أخيرا بالنجاح، وأن يعود إلى أرض الوطن بموفور الصحة والسلامة هو وجميع المرضى، الذين معه وأن تشرق الشمس على أرض هذه الديرة العزيزة، فيشرق كل شيء فيها وتكون آفاقها مشرقة من أجل العمل والإخلاص والجد والاجتهاد في سبيل رفعتها وتقدمها والحفاظ عليها.
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربّ كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل عفوك ثم أني مسلم

* اللبن: هو طوب يصنع من الطين

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي