No Script

رواق

فاشنيستا القايلة!

تصغير
تكبير

أولاً... لنتفق بأن «محد يكبر هالأيام»، فمع تقنيات التجميل والطب الحديث صارت قدرة الإنسان أن يصغر أسهل من قدرته أن يكبر، فلا نندهش إن شاهدنا فلاناً أو «فلنتاناً»... بعد غياب أعوام عدة عاد أصغر مما كان.
وعلى طاري فلان، علينا أن نلفت الانتباه، أن اهتمام الذكور بأشكالهم، فاق اهتمام الإناث ونافس بالـ«تفشتن»، نسبة إلى فاشنيستا التي وجب التذكير... إنها تحتمل التأنيث والتذكير.
والتذكير بالتذكير يذكر... فحتى على صعيد التجميل وعملياته «الشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده»، و«يا شين شي ما شابه أهله»!


وعلى سيرة الشبه صار الجميع يتشابه، صاروا إخواناً في التجميل!
أما على سيرة التجميل، فقام الفنان الكويتي بدر المنصور بتجميل أسطورة حمار(ة) القايلة وهي أسطورة شعبية خليجية، تُقال لمن يكثر التجوال في وقت الظهيرة، وهو من المفترض أن يكون وقتاً للقيلولة.
والأسطورة - أو هكذا كانت - شبيهة جداً بـ«الغول» أو«الغولة» الذي يملك رأس إنسان وأرجل حمار وجسما آدميا ويقال إنه وحش مخيف يأكل الأولاد الصغار، الذين يخرجون في وقت الظهيرة حسب ما تناقلته الجدات من قصص، ليحذرن أطفالهن من الخروج وقت الظهيرة لشدة حرارة الصيف، وما زالت الصورة الخيالية لحمار(ة) القايلة عالقة في أذهان شباب ذلك الجيل.
حتى مسحها الفنان بدر المنصور بصورة أخرى واقعية مغايرة، لتتناسب مع المتفشي في تطورات العصر «المتفنشن».
فالمجسم الذي شارك به في أحد المعارض الفنية المقامة في الكويت - مطلع العام الحالي - وتم تداول صورته في جميع وسائل السوشيال ميديا لهدف في نفس المتداولين كان على النحو التالي: أُذن حمار، عيون بقرة، يزينها الكحل، عنق عريض تزينه قلادة كبيرة، وجديلتان تتدليان من رأسها الكبير، الذي تستديره لتتصنع (بوز) لالتقاط صورة قد تكون سيلفي، وذراع مزدحمة بالأسوار الكثيرة أصابعها مخضبة بطلاء أظافر، بدت وقد وضعت يديها على ساقيها وهي تثنيهما، تجلس جلسة شاعرية على شط البحر تحت القمر، وهي تستعد لمنافسته بثقة، لولا قدما الحمار(ة) اللتان بقيتا لتكملا الأذنين وتكشفان حقيقة واحدة: إن الحمار(ة) مهما تجمّلت يفضحها أصلها غير الجميل من رأسها إلى أخمص قدميها!
عود على بدء، بعد كل هذه السنوات لم تكبر حمار(ة) القايلة، بفعل عمليات التجميل ومع ذلك الجمال المتصنع، سقطت الأسطورة، فقدت أهم ما فيها، تأثيرها، لم تعد تخيف أحداً، في واقعنا المخيف الذي... حتى الحمار(ة) فيه صارت فاشنيستا!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي