No Script

معرضه «من حفريات العاشق»...أقيم في أتيليه القاهرة للفنون

ريشة مجاهد العزب... ترحل في عالم الروح والجسد

تصغير
تكبير
اختار الفنان المصري مجاهد العزب «من حفيرات العاشق» عنوانا لمعرضه الجديد المقام بقاعة راتب صديق في أتيليه القاهرة للفنون، وسط العاصمة المصرية، ويضم 13 لوحة رسمت على مدار الـ5 سنوات الماضية.

وعن سبب اختيار العنوان، قال: «كل تجربة نمرّ بها تترك بصمات على أرواحنا وأجسادنا، وهذه البصمات تصبح مع الزمن كالحفريات، والناس ترهق نفسها في محاولة محو ذكرياتها وماضيها، وفي النهاية لا تسطيع فعل ذلك، بينما أولى بنا أن نتصالح مع هذا الماضي وتلك الحفريات التي تعتلي أرواحنا بروح العاشق الكريم والمحب والمتسامح».

وتعتمد معظم الأعمال في المعرض على اللونين الأبيض والأسود، ويستغل الفنان مجاهد العزب مساحة الظلال والتباين بين الأبيض والأسود ليعطي عمقا وبعدا ثالثا للأعمال، التي جاءت معظمها في شكل بورتريهات تعبّر عن حالة من القلق والخوف في بعض الأعمال، في مواجهة حالة من القوة والصمود في أعمال أخرى.

وعن هذا التناقض، قال العزب: «هذه الحالة من القلق والحيرة التي تظهر على وجوه بعض الشخصيات هي نابعة من الحالة التي مررنا بها في السنوات الماضية، وحالة القوة والصمود التي تظهر في وجوه أخرى نابعة أيضا من محاولاتنا المستمرة للمقاومة، فمصر دولة عريقة، وشعبها من أقدم شعوب الأرض، ومن أكثر الشعوب مقاومة وقوة وطيبة في الوقت ذاته، والمخزون الحضاري للشعب المصري، يظهر في اللحظات الصعبة، وضروري أن يعبّر الفن عن هذا الإرث الحضاري، فالفن محاولة للصمود في وجه الموت والقبح، ودافع للحياة وللمحبة».

وتشهد اللوحات حضورا كبيرا للفراغ، وللجسد كحافظ للذاكرة ومعبّر عن أحلام ومخاوف الإنسان... وفي هذا السياق يقول العزب: «مساحات الفراغ في اللوحات هي العالم الذي تتحرك فيه أرواحنا، بحرية وانطلاق دون قيود، وبلا مخاوف، فأرواحنا طوال الوقت محاصرة بالجسد والرغبات وبالعادات والتقاليد، وليست الروح وحدها المحاصرة، ولكن الجسد أيضا محاصر، لذلك كنت حريصا على التأكيد على هذه القيود من خلال إيجاد بُعد ثالث في اللوحات، وهو المساحة التي تحرر فيها أرواحنا وأجسادنا».

وأضاف: «الجسد في المجال العام كيان يحتل حيزا من الفراغ، وفي الفن التشكيلي يحتل الجسد وحركته مساحة واسعة من عالم الفنان، فالجسد حركته أشبه بحركة الكون الدائرية، وأكثر الأشياء التي تحدّ من حركة أجسادنا هي ذواتنا، وليس فقط المجال العام، فعندما نستطيع تحرير أرواحنا بالفن أو بالكتابة أو بالتصوف سنستطيع حينها تحرير أجسادنا وتحرير مجتمعاتنا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي