No Script

اجتهادات

إساءة وتجريح... حرية تعبير!

تصغير
تكبير

لا أعلم لماذا هذا الحجم الهائل من السب والشتم والإساءة والتجريح، والغمز والهمز واللمز عن أشخاص مسؤولين وأصحاب مناصب عليا في منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وهم أناس يحملون أحاسيس ومشاعر وعواطف كغيرهم وأسر كريمة كحال الجميع!
لم يتبق أحد إلّا وقد طالته سهام التجريح والإساءة، التي تكون مقصودة أحياناً، ومفتعلة أحياناً أخرى. إساءات شملت الوزراء والنواب وأعضاء السلطة القضائية والمسؤولين الحكوميين وغيرهم الكثير من الناشطين والسياسيين!
حال أضحى لدى البعض مباحاً بحجة أنهم من الشخصيات العامة التي عليها أن تتقبل كل هجوم مهما كان نوعه!


من غير المعقول أن يستمر هذا التطاول وتحت مظلة النقد المباح وحرية الرأي والتعبير، ليصل إلى مرحلة التجريح والمساس بأعراض الناس وأهاليهم. ومن غير المقبول وبحجة أنهم من الشخصيات العامة، أن تطول التغريدات والتعليقات حياة الأشخاص الخاصة وتصرفاتهم الشخصية وخصوصياتهم العائلية.
لماذا لا نفكر - ونحن نستخدم هواتفنا النقالة عند كتابة التغريدة في وسائل التواصل الاجتماعي - ولو لوهلة واحدة فقط، أن لهؤلاء أسراً وأبناء وأمهات وآباء وزوجات، يسمعون ويرون ما يكتب عن قريبهم ويتأثرون كغيرهم عما يقال!
لا أعلم إن كان ذلك قد أثر على حياتهم الشخصية، ولا أدري إن كانوا يعانون بسبب ذلك عائلياً، إلا أنني متيقن أن ما يحدث لا يقبله أي عاقل أو يستوعبه منطق وفوق كل هذا وذاك ديننا الإسلامي الحنيف، الذي من المفترض أن يكون هو الأساس في تعاملنا مع الآخرين!
نعم، النقد المباح عن دور هذا الوزير أو أداء ذاك النائب أو جهد أي مسؤول وغيرهم الكثير مقبول، إذا كان ذلك في حدود عمله ومسؤولياته، وكل ذلك في حدود الدستور والقوانين المنظمة له. إلا أن المرفوض قطعاً الطعن في الذمم والنيل من الأعراض والإساءة إلى الأنساب، وإلقاء التهم جزافاً بغرض النيل من سمعة أي شخص كان!
الواقع يفرض علينا أن نعيد النظر في هذا السلوك الاجتماعي الخطير، الذي طال الجميع بلا استثناء وأن نغير هذا المسار السيئ  بأنفسنا أولاً، ومن ثم بتجاهل كل مسيء ثانياً، وأن الدائرة تدور وأنه قد يصل إلينا الأمر ذاته ويصيبنا ما أصاب الغير، لعلنا نستطيع معالجة هذا الحال التعيس! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي