جمعية حماية البيئة تطالب بإجراءات لوقف عبثها بالتربة

«البقيات» تُدمّر بيئة البر... وتُزعِج روّاده

مع الكميات الكبيرة للأمطار، توقع مراقبون أن يزدهر بر الكويت بغطاء نباتي أخضر يزينه، ولكن توقعاتهم اصطدمت بواقع مؤسف، من خلال ظاهرة تتكرر مع كل موسم تخييم أو اعتدال في الطقس، وهي ظاهرة «البقيات» التي تنتشر في طول البر وعرضه، لتعيث بالطبقة السطحية للتراب فسادا، ولتدمر ما يمكن أن يكون غطاء نباتيا محتملا، هذا عدا ما تسببه من إزعاج لرواد البر وبعض الأخطار على أبنائهم.
منظر البقيات وهي تنتشر في البر، وتحديدا في بر الجليعة، الذي شهد عودة قوية للظاهرة، استفز البيئيين وأطلقت الامين العام لجمعية حماية البيئة جنان بهزاد صرخة استغاثة مؤكدة أن «المواقع الصحراوية التي تنتشر فيها البقيات وغيرها من الآليات تشكل خطرا على التربة في الكويت يصعب بناء واعادة تكوينها من جديد، ما يعني عدم امكانية استعادة ما يفقد منها، والذي يعني فقدان القدرة على احتضان الغطاء النباتي».
 وأكدت بهزاد أن «التربة خضعت من قبل للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيولوجية والكيمائية، ومن بينها عوامل التجوية والتعرية، وتعد مزيجًا من المكونات العضوية والمعدنية حيث تحتفظ المواد التي تتألف منها التربة بين حبيباتها المتفككة بفجوات مسامية». وزادت «لا تخفى المخاطر التي لا يمكن الاستهانة بها لعدم زوال خطرها بمجرد ازالتها كانضغاط التربة بواسطة السيارات والبقيات او الدراجات النارية، والتي تتسبب بانضغاط التربة وتركها موقعا لا يستفيد من المياه الراوية لأنها لا تنفذ ولا تصل للبذور، فانضغاط التربة من أكبر المشكلات التي يندر الالتفات لها».


وأشارت إلى ان «البقيات عامل مساعد على تفكيك التربة وزيادة قابليتها للانجراف بالرياح بسبب بنائها المفكك، مما يسهل انتقالها لتسبب مشاكل اخرى متعددة، كانجراف التربة وتشكيل سواتر ترابية على اطراف الشوارع (السافي) أو انتقالها لتترسب في المناطق السكنية المجاورة».
وفي ما يتعلق بما شهدته الكويت أخيرا، أرجع كل من الجمعية الكويتية لحماية البيئة والهيئة العامة للبيئة التقلبات الجوية وما رافقها من هطولات شديدة لأمطار غزيرة تعرضت لها دولة الكويت اخيراً الى التغيرات المناخية، مؤكدتين في تصريح صحافي مشترك على أهمية شرح تلك التغيرات مع مدى حساسية البلاد لاستقبال الأمطار مع تقلبات درجات الحرارة.
وقالت بهزاد «قدمت الساحة البحثية في الكويت العديد من الدراسات للمتغيرات المكانية والموسمية والسنوية للأمطار في الكويت، ومن المتعارف عليه أن موسم الأمطار فصل الشتاء وموسم الربيع من نوفمبر إلى أبريل، والذي يعرف بموسم السرايات، والسراية عرفها خالد الرشيد في الموسوعة الميسرة لألفاظ الحياة الاجتماعية في البيئة الكويتية، هي زوابع رعدية تصحبها امطار إعصارية تقع في أواخر شهر ابريل أو في منتصفه، والسارية في اللغة هي السحاب الذي يسري ليلا أو السحابة التي بين الغادية والرائحة، هطول الأمطار السنوي منخفض وتقدر الكمية السنوية للأمطار في نحو 110 - 190 ملم سنويا والطقس جاف في معظم فترات السنة ومعدلات الأمطار محدودة وتختلف بنسبة الهطول في الأجزاء المختلفة من الدولة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي