No Script

حروف نيرة

سنوات خدّاعات

تصغير
تكبير

صارت وسائل الإعلام تبحث عن الأخبار والتصريحات المثيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالتيارات السياسية والدينية التي تثير المجتمع وتشعل الفتنة؛ لأنها أخبار غريبة وقضايا تهم الجميع ويترتب عليها نقاش، والغالب أنه نقاش وآراء تفسد الدين والدنيا؛ لأنها تصدر من غير المتأهلين الذين يتكلمون في أمور الناس عامة بلا علم وهم في نظر كثير من الناس حملة العلم بكل ما يشمله من أساسيات وفرعيات. وهؤلاء هم الذين أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُوَيبــضة. قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» صدق رسولنا الكريم.
وها هم اليوم قد ظهروا على الساحة يتكلمون ويتخبطون ويطرحون قضايا ويناقشون، وهم ليسوا أهلاً لمناقشتها، وأصبحت برامجهم هي أقوى البرامج التي ينتظرها الناس، ويرتبون جدولهم اليومي حسب موعد البرنامج ويبدأ الإنصات والاستماع بتركيز حتى صاروا يحفظون كل كلمة يقولها السفيه ويتحمسون له وينشرون أقواله.
ونسي أصحاب البرامج وكل من شارك فيها، أنهم قد خانوا الأمانة وكذبوا لكسب المال أو لفت الأنظار، ولا يهتمون لما وقعوا فيه من خطر كبير بنشر الأفكار المتناقضة وخلط المعلومات الذي نتج عنه الجهل والضلال.


فإننا نحتاج اليوم إلى العلماء المستنيرين لطرح القضايا في وسائل الإعلام بصورة مبسطة يفقهها ويستوعبها الناس من جميع الطبقات الفكرية، فتكون برامج تنوّر الفكر بما فيها من حوار، وترشد إلى العلم الصحيح بلا تعقيد أو تعارض، ويجب على الدعاة الصادقين المتخصصين تحذير الناس من شر هؤلاء الفئة التي سماها رسولنا الكريم بالرويبضة.


aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي