No Script

الأمير لملك بلجيكا: نرفض الإرهاب ونؤازر جهود المجتمع الدولي لمحاربته وتجفيف منابعه

«داعش» يضرب أوروبا في... قلبها

تصغير
تكبير
• عشرات القتلى والجرحى نتيجة تفجيرين داخل المطار وثالث في محطة مترو في بروكسيل

• مسافر لـ «الراي»: السقف المستعار للمطار انهار على المسافرين وشلّ حركتهم

• هولاند يدعو إلى حرب شاملة في أوروبا ضد التنظيم... وعواصم العالم تعلن الاستنفار الأمني
ضرب الإرهاب عند الساعة السابعة و50 دقيقة من صباح أمس في بروكسيل، قلب أوروبا وعاصمتها، عندما دوى انفجاران داخل صالة المسافرين في مطار زافنتم بفارق 30 ثانية بينهما مخلّفيْن 14 قتيلاً ونحو 85 جريحاً. وفي الساعة التاسعة و11 دقيقة، أي بعد اكثر من ساعة من الانفجار المزدوج، دوى انفجار آخر داخل نفق المترو في مالبيك التي تقع في وسط المباني التابعة للدول الأوروبية والمجموعة الأوروبية موقعاً أكثر من 20 قتيلاً و106 جرحى... وتبنى تنظيم «الدولية الإسلامية» (داعش) الهجمات.

وتوالت استنكارات دول العالم وتعازيها على الضحايا البريئة التي سقطت في التفجيرات، فيما بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، برقية تعزية إلى ملك بلجيكا الملك فيليب عبَّر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بالضحايا، مؤكداً استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية المشينة التي استهدفت أرواح الأبرياء الآمنين، والتي تتنافى مع كافة الشرائع والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية، ومجدداً موقف الكويت الرافض للارهاب بكافة أشكاله وصوره، ومؤازرتها لجهود المجتمع الدولي الرامية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.

وفور وقوع الهجمات، استنفرت كل الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة، قواها الأمنية وعقدت اجتماعات أمنية على أعلى المستويات في كل من بريطانيا وفرنسا التي قال رئيسها فرنسوا هولاند إن الإرهاب ضرب بلجيكا لكنه أصاب كل أوروبا، داعيا الى حرب شاملة في اوروبا لمحاربته.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال: «ما كنا نخشاه قد حصل. نحن في حالة حرب».

وقالت مصادر قضائية في بروكسيل لـ «الراي» ان «الانفجار في داخل حرم المطار حصل عندما فجّر أحد الإرهابيين نفسه أمام مكاتب السفر المنتشرة على جانب قاعة المسافرين محدثاً دوياً هائلاً بسبب المكان المغلق، وتبعه انفجار آخر لم يُحدَد بعد إذا كان ناتجاً عن انتحاري ثانٍ او متفجرة كانت وضعت من قبل طرف آخر في مكان غير بعيد عن الانفجار الأول».

ولاحقا أفاد الادعاء البلجيكي أن الهجمات الثلاثة نفذها انتحاريون، فيما تحدثت تقارير عن اعتقال مشتبه بهما.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» عن مصدر أمني بلجيكي رفيع المستوى أن 3 من المشتبه بهم في التفجيرات هم من مواطني بيلاروسيا، مضيفا: «اثنان من المشتبه بهم، إيفان وأليكسي دوفباش، من مواليد مقاطعة غوميل، وآخر يدعى مراد يونسوف، من مواليد داغستان، حصل منذ عدة أعوام على الجنسية البيلاروسية»، مؤكدا أيضاً أن يونسوف حاصل أيضاً على الجنسية البلجيكية.

وقال احد الركاب الذين نجوا من الانفجار لـ «الراي» انه سمع دوي انفجار من مكان غير بعيد عن تواجده وبدأ السقف المستعار ينهار عليه وعلى جميع المسافرين الموجودين قربه وهذا ما شلّ حركته لثوان قبل ان يلتفت الى احد عناصر الجيش المولجين بالحماية داخل المطار ليطلب من الجميع الإسراع بالخروج من دون تردد، وقد ترك بعض المسافرين حقائبهم في أرض المطار.

وعند قدوم فريق المتفجرات مع الكلاب المدربة، بدأ العمل بالتوازي مع فريق مكافحة الإرهاب الذي أخرج جميع التسجيلات ليحدد عدد المتورطين بالهجوم الإرهابي، واحتمال وجود خيوط توصل الى شركاء آخرين أوصلوا المنفذين أو تركوا متفجرات أخرى في أماكن متفرقة داخل المطار. وفجر الخبراء حقيبتين اعتبرتا خطرتين فيما عُثر على سلاح كلاشنيكوف بحسب ما قالته مصادر أمنية من داخل المطار.

أما داخل المترو، فقد وقع الانفجار في الحافلة الوسطى ما ادى الى تصدع الأبواب وتناثر الزجاج مع اشلاء القتلى. وتوقفت الحركة داخل الانفاق وأخرج جميع المتنقلين سيراً على الأقدام بين السكك الحديدية واجليت الجثث والجرحى من داخل النفق. وأمرت السلطات بإغلاق كل المداخل التي تؤدي الى أنفاق المترو وأُغلق المطار نهائياً ليوم واحد على الاقل، وحُولت الطائرات الى مطار شارل لوروا ولياج ومطار اوستند، واعطيت الاوامر لجميع وسائل النقل في العاصمة للتوقف عن العمل فوراً وكذلك لجميع المدارس والمؤسسات بإبقاء الجميع داخل الابنية التي يتواجدون فيها.

وطُلب من جميع أفراد القوى الأمنية الالتحاق بمكان عملهم، وزادت وزارة الداخلية عدد القوى الامنية بـ 225 عنصراً اضافياً نُشروا على الحدود البرية والمرافئ والاماكن الحساسة والمكتظة، وخصوصاً انه لا توجد اي فائدة سياسية من العمل الارهابي الذي ضرب بلجيكا، بل فقط هو عمل يهدف للايقاع بأكبر عدد من الضحايا في أماكن مكتظة أراد منها الفاعلون توجيه رسالة عامة وليس ضرب هدف محدّد.

وقال خبراء الارهاب ان هذه العملية - اذا كان وراءها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) فانها تحصل للمرة الاولى لتنظيمٍ ارهابي يضرب هدفين كبيريْن بفارق ضئيل، بين الهجوم الاول في فرنسا في الثالث عشر من نوفمبر 2015 والهجوم الذي حدث امس، ما يؤكد نظرية ان هناك خلايا موجودة في بلجيكا لا تزال تعمل ومن المتوقع ان تضرب من جديد في بلجيكا او في بلاد مجاورة اخرى.

وتأتي هذه العملية الارهابية المزدوجة بعد أيام قليلة من إلقاء القبض على صلاح عبد السلام، الذي اعتُبر مسؤولاً عن هجوم باريس في نوفمبر الماضي. الا ان خبراء الارهاب يعتبرون ان «عملية بلجيكا التي ضربت في المطار وفي محطة المترو في شارع لالوا من المستبعد ان تكون قد تحضّرت بين ليلة وضحاها. فهناك مشتريات ضرورية لصنع المتفجرات وجهاز التفجير، وزيارة اماكن الهدف ودرس الوقت المناسب للتنفيذ ومراقبة».

وبحسب هؤلاء الخبراء، فان «الحركة الامنية المحيطة بالأماكن المستهدَفة وايجاد الاشخاص المناسبين لتنفيذ العملية - بمَن فيهم انتحاري او انتحاريون – يحتاج لوقت يتعدى الأيام الأربعة التي فصلت بين توقيف عبد السلام وتنفيذ هذه العملية. ومما لا شك فيه ان بروكسيل تُعدّ المدينة التي ذهب منها أكثر من 100(مجاهد) للقتال في سورية مع تنظيم (داعش)، وتالياً فإن من الطبيعي احتمال وجود خلايا نائمة متعددة في هذه العاصمة الاوروبية، حيث من الممكن ان تجد بيئة حاضنة لها. ولهذا فان ضرب (داعش) في العراق وسورية لا ينهي هذا التنظيم بل العمل الاستخباراتي المشترك والتعاون الامني بين كل دول الاتحاد الاوروبي هو الحل الافضل للتصدي للارهاب».

وقد بدأت بلجيكا بتطبيق تدابير يعرفها الشرق الاوسط، اذ اوقفت كل سيارات الاسعاف مهما كان عملها، لتتأكد الاجهزة الامنية من هوية سائقيها ومحتوياتها بعدما كانت هذه الطريقة تُستخدم في تفجيرات انتحارية في سورية ولبنان، وكذلك اعتمدت الشرطة حواجز في الطرق لتفتيش المارة وتوقيف كل مَن يقود دراجة نارية، واتخذت تدابير تفتيش شخصية على مداخل كل المستشفيات وفي وزارة العدل ومداخل كل بناء يحوي أعداداً كبيرة من العامة باعتبار انه يمثل هدفاً سهلاً يسعى له الارهابيون عادة، وأعطيت الافضلية لإسعاف الجرحى ورفع مستوى الخطر من الدرجة الثالثة الى الرابعة القصوى.

وفي موازاة ذلك، بدأت المداهمات في منازل للبحث عن شركاء لعبد السلام مثل محمد عبرين ونجيم لاشراوي (من اصل مغربي) الذين تعتبرهم السلطات البلجيكية ضالعين في عملية باريس في نوفمبر الماضي ولا سيما بعد العثور على بصمة تابعة لأحدهم وتوافر معطيات عن ان الثاني خبير متفجرات، وكذلك البحث في اماكن متفرقة من العاصمة، حيث أفيد عن توقيف شخصين مشبوهين، الا ان السلطات الاوروبية تعتبر ان المعركة مع الارهاب طويلة وكذلك تعلم ان هزيمة الارهاب ليست بالمهمة السهلة وان العالم لم يعد افضل اليوم بعد الاحداث المستمرة في الشرق الاوسط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي