No Script

يعملن في مشروع الدوحة تحت أشعة الشمس الحارقة والعرق يتصبّب من جباههنّ

مهندسات «الكهرباء» في مواقع العمل قهرن درجة الـ 50 مئوية... والنظرة المجتمعية

تصغير
تكبير

العمل الميداني المكان الأفضل لمن ترغب  في تطبيق دراستها الجامعية... والعزيمة والتحدي بداية تحقيق الحلم

فجر الكندري:  نريد إثبات أن البنت الكويتية تستطيع أن تعمل وتنجز  في المواقع الميدانية

دانة العتيبي:  عملنا يتطلب أحياناً النزول إلى 18 متراً تحت الأرض لفحص الأجهزة أثناء تركيبها

منال المطيري:  الأماكن المغلقة والضيقة أبرز الصعوبات التي تواجهنا  أثناء فحص الأجهزة

آمنة المحميد:  حلمت بأن أكون ترساً في خلية العمل التي تقوم بإنجاز مشاريع الكهرباء والماء وأطبق النظريات إلى واقع

نورة العنزي:  ارتفاع الحرارة والرطوبة والغبار العالق أبرز الصعوبات التي تواجهنا أثناء العمل

إيمان حسين:  رغبنا في العمل بمشروع الدوحة رغم مشقته وخطورته لإثبات وجودنا

سارة الدوسري:  لماذا لا نحلم بأن تصبح المهندسة الكويتية وزيرة للكهرباء يوماً ما؟

 

 

فيما ينهمكن بمتابعة العمل في مشروع محطة تحلية المياه الذي ينفذ بتقنية التناضح العكسي في محطة الدوحة، كانت حبات العرق تتصبب من جباه المهندسات الكويتيات اللواتي يشرفن على المشروع، وهن يعملن تحت درجة حرارة كانت تفوق الـ 50 درجة تحت أشعة الشمس اللاهبة، دون ان يتأففن لاقتناعهن بأن هذا الجهد الذي يبذلونه من صميم عملهن الذي رغبن فيه دون اكراه، لكي يثبتن ان أخت الرجال قادرة على ملء موقعها متى استدعت الظروف.
ولم يشغل بال المهندسات، اللواتي التقتهن «الراي» أثناء تفقدها موقع مشروع محطة الدوحة لتحلية المياه، أي اهتمام للنظرة المجتمعية تجاه الفتاة العاملة في المواقع الميدانية، باعتبار ان هذه النظرة عفى عليها الزمن في عصر تريد ان تثبت فيه الفتاة الكوتيية قدرتها على العطاء وتحقيق حلمها من خلال الوصول إلى مناصب قيادية مثلها مثل المهندس.
وأشارت عدد من المهندسات إلى تمكنهن من التغلب على المشاكل المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة، وغيرها من الأشياء الأخرى التى تزعجهن أثناء عملهن في سبيل تحقيق حلمهن والمضي قدما في تحمل المسؤولية، مؤكدين ان العمل الميداني هو المكان الأفضل للمهندسة التى ترغب في تطبيق دراستها الجامعية. وأكدن «ان العزيمة والتحدي والإصرار في العمل بداية تحقيق الحلم بأن تحجز الفتاة الكويتية مقعدا في الوظائف القيادية، حيث لا يوجد نجاح دون تعب ومثابرة».

إثبات وجود
المهندسة فجر الكندري التي كانت مشغولة بفحص معدات وأجهزة تابعة للمشروع لم تترك لنا الفرصة لاستكمال سؤالنا عن السبب الذي جعلها تفضل العمل الميداني عن العمل المكتبي الذي يتمسك به الكثير من بنات جنسها، «أنا كمهندسة ميدانية كنت متحمسة للعمل في مجال تخصصي الذي يتطلب التواجد الميداني، أنا وبقية المهندسات العاملات في المشروع نريد أن نثبت ان البنت الكويتية تستطيع ان تعمل وتنجز في المواقع الميدانية وألا يكون عملها مقتصرا على الجانب المكـتبي مثلما كان شائعا من قبل».
وتضيف الكندري«نحن وبقية المهندسات يقع على عاتقنا مسؤولية متابعة ومراقبة هذا المشروع الحيوي حتى الانتهاء من جميع أعماله، لذا علينا ان نثبت أنفسنا ونكون على قدر المسؤولية التي وضعت على كاهلنا حتى جديرين بالثقة التي منحت لنا».

الإنجاز والعمل
«التصميم على الانجاز والعمل»، شعار ترفعه المهندسة دانة العتيبي التي صعدنا معها فوق أحد مباني المشروع للتأكد من انجازه بالشكل المطلوب من قبل مقاول المشروع، وكأنها تريد من وراء ذلك أن تثبت لنا عمليا مدى قدرة المهندسة الكويتية على العمل في الأجواء الصعبة، مثلها مثل المهندس.
وأثناء نزولنا من أعلى قمة المشروع، تقول العتيبي«ان عملنا يتطلب أحيانا النزول الى مناطق عميقة، ربما يصل عمقها إلى 18 مترا تحت سطح الأرض لفحص الأجهزة أثناء عملية تركيبها، وكذلك الصعود والنزول من مبانٍ مرتفعة مثلما ترى الآن».
وتتفق العتيبي مع زميلتها الكندري أن مجال تخصصها الدراسي كان هو السبب الرئيسي وراء مزوالة عملها في المواقع الميدانية لاكتساب الخبرة وتطوير الذات وإثبات قدرة المهندسة الكويتية على العمل في مختلف الظروف متى ما اتيحت لها الفرصة.

تحدي الشمس
بين السقالات الحديدية المنتصبة لرفع أجزاء من أسقف المشروع الذي تم انجاز ما يقرب من 75 في المئة من أعماله، كانت المهندسة منال المطيري تحتمي لثوان في ظل هذه السقالات من أشعة الشمس الحارقة، قبل ان تعاود عملها غير آبهة بما يمكن ان تتركه أشعة الشمس المباشرة من بصمات على ملامح وجهها طلما ان هذا العمل الميداني يثقل مهاراتها ويزيد خبرتها- على حد قولها.
وتقول المطيري «في البداية كان يوجد لدي تحفظ بعض الشيء تجاه العمل في الموقع الميداني، ربما لأن هناك بعض الناس لا يتقبلون هذه الفكرة، ولكن بعد تفكير مع الذات طرحت هذه الأفكار جانبا والتحقت بكلية الهندسة بموافقة أسرتي التى كانت تعي جيدا ان طبيعة عملي ستتطلب تواجدي في الحقل الميداني».
وتضيف «بالفعل لم يعارض أحد من أسرتي فكرة العمل الميداني لأنهم كانوا يرون أن العمل في المواقع الميدانية من شأنه يثقل مهاراة أبنتهم بالخبرة اللازمة مقارنة بالعمل خلف المكتب». وتشير إلى عدد من الصعوبات التي تواجهها هي وزميلاتها أثناء العمل، أبرزها أن العمل يتطلب إجراء بعض الفحوصات المتعلقة بالأعمال الهندسية في أماكن مغلقة و ضيقة، كأعمال فحص الخزانات و انابيب المياه واجراء بعض الفحوصات في البحر للتأكد من سلامة الانابيب قبل انزالها و تركيبها تحت البحر على بعد 1.3 كيلو متر من منطقة مأخذ مياه البحر.

حلم يتحقق
كان حلمها أثناء فترة الدراسة ان تطبق النظريات التي كانت تدرسها إلى واقع عملي، أنها المهندسة آمنة المحميد التي لم تر أي عقبات أو مشاكل في العمل الميداني يمكن ان يحول دون مشاهدة حلمها يتحقق على أرض الواقع باستثناء الطقس الحار.
تقول المحميد «كنت أحلم أن أكون ترساً في خلية العمل التي تقوم بانجاز مشاريع الكهرباء والماء، ولله الحمد توظفت في المكان الذي كنت أرغب فيه، واليوم أنا وبقية المهندسات فخورون بالعمل في هذا المشروع الحيوي».

تجاوز المعوقات
تأتي في الترتيب الثاني بين المهندسات اللواتي التحقن بالعمل في مشروع وحدة تحلية المياه في محطة الدوحة، المهندسة نورة العنزي التي كان يراودها كبقية زملائها حلم تطبيق النظريات التى كانت تدرسها إلى واقع عملي لإثبات وجودها كمهندسة تليق بتخصصها.
وترى العنزي الذي يعد مشروع الدوحة أول مشروع لها تشرف على تنفيذه أن أكثر شيء يزعجها وهي وبقية المهندسات المحجبات أثناء فترة العمل هي ارتفاع درجة حرارة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو إلى جانب وجود الغبار العالق معظم أشهر السنة. وتستدرك العنزي «رغم هذه المعوقات التي تسبب لنا ازعاجا وتحرمنا أحيانا من متعة العمل، إلا أننا نقوم بواجبنا على أكمل وجه حتى نكون جديرين بالثقة التي منحنا إياه مسؤولو الوزارة، ولكي نثبت للجميع ان المهندسة الكويتية قادرة على العطاء وأنها بالفعل أخت الرجال».

الأنثى والإبداع
وترى المهندسة ايمان حسين ان العمل في مجال التخصص يجعل الشخص سواء كان رجلا أم أنثى أكثر ابداعا ويجعله أيضا قادرا على تطوير هذا العمل إلى الأفضل.
وتقول حسين «إن حاليا أعمل في المكان الذي يناسب تخصصي وهو هندسة كيميائية، وأتوقع ان هذا المشروع من شأنه ان يزيد خبرتي ويجعل قدراتي تتطور بشكل أفضل مقارنة بالعمل في أي موقع آخر، فالمشروع الذي نعمل فيه ليس سهلا ويوجد فيه مشقة وتعب وخطورة وعلى الرغم من ذلك نحن وبقية زميلاتي المهندسات رغبن في العمل في هذا المشروع».

حلم الوزارة
لم تكن المهندسة سارة الدوسري تتوقع ان تعمل يوما في الحقل الميداني، لكن بتشجيع رئيسي مهندسي وحدات التحلية المهندسة زمزم الركف وافقت على ان يكون عملها في مشروع الدوحة ليكون بالنسبة لها أفضل تطبيق عملي لدراستها الجامعية.
طموح الدوسري لا يقف من لهجة حديثها عند اكتساب الخبرة والمساواة مع المهندس بل تخطى ذلك حتى وصل حلمها ان تصبح المهندسة الكويتية في يوم من الأيام وزيرة لوزارة الكهرباء والماء. وتقول «من يزرع يحصد، ونحن تخرجنا في كلية الهندسة ونعمل حاليا في المواقع الميدانية، فلماذا لا نحلم بأن تصبح المهندسة الكويتية وزيرة لوزارة الكهرباء والماء يوما ما؟». وتضيف «أن العزيمة والتحدي والإصرار في العمل بداية تحقيق الحلم بأن تحجز الفتاة الكويتية مقعدا في الوظائف القيادية، حيث لا يوجد نجاح دون تعب ومثابرة».

من الميدان

التجربة الأولى

يمثل مشروع محطة تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي تجربة أولى للمهندسات العاملات في المشروع، ويعتبرن ان العمل في هذا المشروع فرصة لا تقدر بثمن لاكتساب الخبرة اللازمة لتطوير ذاتهن لكي يثبتن مقولة «أخت الرجال».


رغبة وإقناع

أبدى عدد من المهندسات رغبتهن منذ البداية في العمل الميداني باستثناء مهندستين قامت المهندسة زمزم الركف بإقناعهما في خوض تجربة العمل الميداني.


تطبيق النظريات

جميع المهندسات أكدن ان العمل في المشروع كان بمثابة إثبات للذات ولتحويل النظريات الدراسية إلى واقع عملي من خلال تنفيذ مشروع يضيف للشبكة المائية 60 مليون جالون امبراطوري في مرحلته الأولى لتغذية المدن الإسكانية الجديدة كمدينتي المطلاع والدوحة.


حيّاكم الله

أسدت المهندسات العاملات في مشروع الدوحة نصيحة لكل المهندسات المقبلات على التعيين في وزارات الدولة إلى اختيار المواقع الميدانية للعمل فيها، لاكتساب الخبرة العملية اللازمة وتذويب الفارق بينهن وبين المهندسين، لذا نقول لجميع المهندسات «حياكم الله».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي