No Script

بعد اعلانه أن «طلائع المجاهدين ستحاصرها قريباً»

إسرائيل غير قلقة من تهديد البغدادي: يعاني من الضغط العسكري

تصغير
تكبير
بعد مضيّ أكثر من 7 أشهر على غيابه، ووسط أخبار صحافية أعلنت مقتله مرات عدة أو إصابته بجروح قاتلة، أطلّ زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية»(داعش) المتطرّف أبو بكر البغدادي بتسجيل صوتي مدته 24.22 دقيقة ليعلن للعالم ان تنظيمه «أصابه القتل، وكثرت الجراح وعصفت النوائب وعظمت المصائب وان الابتلاء قدَر محتوم» وانه «لم ينس فلسطين لحظة» وانه «قريباً ستحاصرها طلائع المجاهدين»، معلناً بذلك عن ضربة مقبلة يخطّط لها، كما فعل في خطابه الأخير في 14 مايو الماضي، عندما توعّد - من دون ان يذكر المكان - بضربة يُطرد منها المسلمون من بلاد الغرب كردّة فعل، وكأنه كان ينتظر ردة فعل فرنسا على ضربة باريس الشهر الماضي.

وحسب الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان «فعلى إسرائيل ألا تقلق من تهديدات البغدادي لأنها لا تزال في سلّم أولويات منخفض، وأنه - اي البغدادي - يعاني من ضغط (عسكري) وهو يعرف أنه اذا جرت مثل هذه المحاولة في سورية على الأقل فستردّ اسرائيل من خلال سلاح الجو بقوة أكبر من القصف الموْضعي لأميركا ودول التحالف».

لم يخطئ ميلمان عندما قال ان تنظيم «داعش» يعاني من الضغط العسكري، فها هو قد خسر جزءاً كبيراً جداً من العراق وبقي له تواجد في الموصل وحديثة وأطراف صلاح الدين والأنبار، وها هي عاصمة الأنبار في الرمادي تتهاوى، كما يتقهقر شمال سورية وحول تدمر، على الرغم من تقدمه في ليبيا حيث ينتشر هذا التنظيم.

إلا ان الخبير الاسرائيلي لم يلتفت الى حاجة «داعش» لجذب المزيد من المقاتلين والمؤيدين له في دول المنطقة من خلال إطلاقه «الحرب على اليهود» - اذ لم يذكر اسرائيل بالاسم ابداً - ليستقطب بذلك ما خسره من دعم في الرجال والإعلام والرأي العام العربي له، كما ان ميلمان لم يأخذ في الاعتبار الايديولوجية العقائدية للتنظيم الذي «يبحث عن الشهادة في سبيل الله» وبالأخص اذا حارب اسرائيل، فعدوّه الحالي زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري تَناغَم مع «حزب الله» اللبناني اثناء حرب يوليو 2006 رغم الاختلاف العقائدي الكبير بين أعداء الساحة الواحدة لانه كان يخوض معركة ضد اسرائيل فكيف بالأحرى اذا ضربت اسرائيل «داعش» في سورية او العراق؟

اذاً فإن نشوء حالة من التوحش او الفوضى تعطي البغدادي فرصة لينظمها ويديرها لمصلحته ليستثمر احتمال ردة فعل اسرائيل اذا قام التنظيم بما وعد به زعيمه بضرب «اليهود من اجل فلسطين».

ومن خلال قراءة مابين سطور كلمة البغدادي، نجد التقارب بين إعلانه لعملية باريس (التي ذهب ضحيتها 130 قتيلاً) وبين إعلانه عن احتمال عملية مستقبلية ضد اسرائيل أو أهداف اسرائيلية أو يهودية في فلسطين او في العالم.

فخلال 24 دقيقة، ذكر للمرة الأولى منذ صعود هذا التنظيم 8 مرات كلمة اليهود و5 مرات كلمة فلسطين: «نعم فلسطين التي ظن اليهود اننا نسيناها وظنوا انهم أشغلونا عنها، كلا يا يهود، ما نسينا فلسطين لحظة وبإذن الله لن ننساها وقريباً، قريباً بإذن الله ستسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم في يوم ترونه بعيداً ونراه قريباً... وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنأوا في فلسطين ابداً يا يهود ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبرة لكم».

نعم، إن زعيم «داعش» لم يذكر او يتذكر فلسطين في خطابه الأخير، إلا عندما خرج الشهر الماضي الظواهري للتكلم عن فلسطين، وعندما انحسرت قواته - اي البغدادي - في العراق وبدأت تتعرّض تجمّعاته الى ضربات التحالف الروسي وبعض ضربات التحالف الغربي في سورية. علماً ان قوات من «داعش» توجد تحت غطاء «لواء شهداء اليرموك» منذ 4 أعوام على الحدود السورية - الاسرائيلية وهي تشتبك وتقتل وتحاصر المعارضة السورية و«جبهة النصرة» ولم توجه يوماً بندقيتها نحو الحدود حتى تاريخنا هذا، وأعلن عدد ليس بقليل من أمراء وعناصر «داعش» منذ انشاء هذا التنظيم ان «اسرائيل لا توجد على سلّم الأولويات». إلا ان هذا التحول يؤكد ان هدف البغدادي لا ينبع من عشقه المفاجئ لفلسطين أو كرهه لاسرائيل - او اليهود كما زعم - بل لحاجة تكتيكية وإعلامية يراها هذا التنظيم مناسبة في الوقت الراهن، ولذلك فإن من المرجّح ان يكون «داعش» يخطط من خلال خلايا يملكها في فلسطين للقيام بضربة ضد أهداف سهلة او ضرب أهداف يهودية مدنية في أنحاء اخرى من العالم، ليثبت البغدادي صدقيته ويؤكد أقواله، رغم انه لم يفصح عن التاريخ او المكان المحدد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي