No Script

10 رحلات أسبوعية وسط توقعات بتضاعفها صيفاً... والكويت باتت نقطة ترانزيت للخليجيين

الكويتيون يعودون إلى سورية... للسياحة و«البيزنس»

تصغير
تكبير

منتصر خليل:

- 2018 شهد طفرة في أعداد السوريين والكويتيين والخليجيين المسافرين لسورية

- أغلب شركات الطيران الخليجية تقدمت بطلبات للعمل في سورية

- الأشهر الستة الماضية شهدت زيادة سفر العائلات الكويتية بغرض العلاج

- في الصيف نقوم بتشغيل ثلاث رحلات يومياً من بينها رحلات إلى اللاذقية

- وجدنا تسهيلات في الكويت لم تقدم لأي شركة أخرى وهذا ليس بغريب عليها

محمد الزعبي:

- معظم المسافرين حالياً غير السياحة الدينية هدفهم «بيزنس» بالإضافة للأهداف الأسرية

- أسعار التذاكر غالية جداً حالياً والسبب عدم وجود منافسة

- الرحلة ساعتان والإجراءات سهلة ولا عوائق في ما يتعلق بإجراءات السفر

- الخليجيون يحفظون دمشق جيداً ويعرفون أين يسهرون وإلى أين يذهبون


ثماني سنوات مرت على الأزمة السورية، شهدت فيها أرض الشام العديد من الأحداث الجسام ووطئ ثراها الكثير من الشخصيات غير السورية، وسط حالة من الشد والجذب داخل وخارج دمشق، لكن العام 2018 لم يكن كالسنة التي سبقته، وكأنه يقول بلسان الحال «ذهبت العجاف وحان وقت السِمان».
خبراء في مجال السياحة والسفر رصدوا عبر «الراي» إقبالاً متزايداً لأعداد كبيرة من الكويتيين تسافر إلى سورية بهدف السياحة والعلاج والزيارات الأسرية، وفتح قنوات للاستثمار وخاصة في مجال إعادة الإعمار، فضلاً عن السياحة الدينية التي أكدوا أنها لم تنقطع يوماً.
وفيما كشف خبراء السياحة عن تقدم شركات طيران خليجية بطلبات للطيران المدني السوري للعمل داخل سورية، أكدوا أن إجراءات الدخول لسورية ميسرة، فالكويتيون يحصلون على تأشيرة دخولهم في المطار خلال دقائق بمجرد دفع الرسوم، أما المجاميع التي تدخل بهدف السياحة الدينية فلا تحتاج تأشيرة دخول.
والأمر لم يتوقف على زيادة عدد المسافرين من الكويت لسورية، بل باتت الكويت نقطة ترانزيت لنقل المسافرين لدمشق من دول مختلفة، وسط إشادات بما تقدمه الحكومة الكويتية وإدارة الطيران المدني من تسهيلات.
وبشأن ما إذا كانت مكاتب السفر تعد برامج سياحية للمسافرين الكويتيين الذين يتجهون شطر دمشق، كانت الإجابة بالنفي، لأن هؤلاء الكويتيين، وفقاً لما أكده خبراء الطيران والسياحة، يحفظون سورية عن ظهر قلب ويعرفون أين سيقضون أوقاتهم.
المدير الإقليمي لطيران أجنحة الشام المدير العام لشركة مالك للسياحة والسفر منتصر خليل، قال «يومياً هناك كويتيون يسافرون من الكويت لسورية، ليس فقط من أجل السياحة الدينية، وإنما هناك من يذهب بغرض الاستثمار والمشاركة في إعادة إعمار سورية»، موضحاً أن «العام 2018 شهد طفرة في أعداد السوريين والكويتيين والخليجيين المسافرين لسورية عبر طيران أجنحة الشام بزيادة فاقت 40 في المئة مقارنة برحلات العام 2017».
وأشار خليل إلى أن «الزيارات الدينية لم تنقطع أبداً لسورية، لكن العام 2018 شهد طفرة في زيادة أعداد المسافرين لسورية»، مؤكداً أن «الأشهر الست الماضية شهدت زيادة سفر عدد من العوائل الكويتية التي تقصد سورية بغرض العلاج، فالكلفة أقل والمهارة مرتفعة. وثمة عدد كبير من الكويتيين لديهم صلات نسب في سورية، وأيضأً هناك عدد كبير من الكويتيين يمتلكون عقارات في سورية وأغلبهم ذهب للاطمئنان على بيوتهم وبدأوا في ترميم البيوت التي تحتاج لترميم».
واعتبر ان «2018 كان عام خير بالنسبة لسورية، وأخيراً وزارة السياحة السورية بدأت تشارك في المعارض الدولية، وآخرها كانت مشاركة في اسبانيا. فالأمور في سورية تحسنت بشكل ممتاز في 2017، لكن حتى تصل الصورة للناس تطلب ذلك بعض الوقت للتأكد من تطمينات السفر، والآن هناك طلب كبير على دمشق، ومع الصيف المقبل... قولاً واحداً سيكون الوضع أفضل وأفضل».
وأضاف «في الصيف نقوم بتشغيل ثلاث رحلات يومياً لأجنحة الشام من الكويت لسورية، ومن بينها رحلات للاذقية وهي مدينة بحرية خلابة، وحالياً نقوم بتشغيل رحلة واحدة يومياً، بالنسبة لنا في أجنحة الشام، والخطوط الجوية السورية تقوم بتشغيل ثلاث رحلات أسبوعية، ونسبة الإشغال مرتفعة».
وبشأن غلاء أسعار التذاكر الحالية لسورية، مقارنة بمرحلة ما قبل الأزمة التي شهدتها الأراضي السورية، أجاب: «السبب الرئيسي أن أسعار التأمين مرتفعة، فثمة قيود وحظر مفروض على الشركات السورية فقط لكونها سورية»، مشيراً إلى أن «هذا الحظر مفروض من قبل أميركا ويشمل شراء الطائرات وقطع غيارها واجراء الصيانة وهذه أمور كلها مكلفة بسبب الحظر». وزاد «خوف شركات التأمين من العقوبات، وهناك دول صديقة لسورية لا تأخذ بالسياسة الأميركية وفرت شركات تأمين، وقمنا بالتأمين على الطائرات بالكامل وفقاً للأعراف الدولية وليس لدينا أي مشاكل. والحمد لله شركتنا مشهود لها على المستوى الإقليمي، ولدينا صفحة بيضاء في الكويت فمخالفتنا صفر في الكويت لعملنا ضمن أطر السلامة المطلوبة».
وعن الشرائح العمرية التي تسافر لسورية، أجاب «الأمر متعلق بالمواسم، فمثلاً في عطلة الربيع وعطلة الصيف نشهد سفر العائلات، أما خلال فترات الدراسة نجد أن معظم المسافرين من كبار السن رجالاً ونساءً». وعن الإجراءات التي تتم في مطار دمشق، أجاب: «الخليجي يستطيع الحصول على تأشيرة فور وصوله للمطار خلال دقائق، والآن هناك ميزة الزيارات الدينية حيث إنها تحصل على موافقات مسبقة ويتم الدخول لسورية مباشرة، أما في حالة الدخول الفردي فيتم دفع رسوم التأشيرة ومن ثم الدخول بعدها»، لافتاً إلى أن «الكويتي من الجنسيات المحببة عندنا في سورية».
وفي ما يتعلق بالبرامج السياحية التي يتم تنظيمها وما تشمله من زيارات، أوضح أن «عدداً كبيراً من المسافرين متزوجون من سوريات، أو لديهم أصدقاء في سورية. وأغلبهم يذهبون بترتيب خاص بهم ولا يلجأون للمكاتب إلا لشراء التذكرة»، لافتاً إلى أنه «حسب الأخبار التي لدينا أغلب شركات الطيران الخليجية تقدمت بطلبات للعمل في سورية، وهناك ما لا يقل عن خمس أو ست شركات تقدموا للطيران المدني السوري وأعتقد أن الأمر يحتاج لإجراءات فنية معينة بصدد الانتهاء منها وقد لا يدخل الصيف المقبل إلا وهذه الشركات تعمل».
وبشأن ما إذا كان قد واجه أي صعوبات في الكويت، قال: «أود أن أسجل شكري للكويت. فمنذ اليوم الأول الذي قررنا العمل فيه وجدنا تسهيلات أدعي أنها لم تقدم لأي شركة أخرى، وهذا أمر ليس بغريب على الكويت سواء من قبل السلطات الكويتية أو إدارة الطيران المدني وإدارة أمن المطار، فقد أتممنا أربع سنوات عمل ولا يوجد أي مشاكل خلال تلك السنوات». وعن كون الكويت باتت نقطة ترانزيت للمسافرين لسورية من بلدان مختلفة، أجاب «هذا صحيح لأنه لأسباب سياسية أو أسباب أخرى لم يكن هناك همزة وصل بين بعض الدول العربية والخليجية من جهة وسورية من جهة أخرى، وهنا أكرر شكري للإدارة العامة للطيران المدني في الكويت فقد تمكنا من نقل قرابة 30 ألف مسافر ترانزيت سنوياً فالكويت دائماً دولة الإنسانية».
واختتم حديثه بتوجيه رسالة للكويتيين والخليجيين قائلاً: «سورية هي بلدكم وبلد أي عربي، كان هناك أزمة والحمد لله فرجها الله والآن سورية تعافت وتدعوكم لزيارتها ولا يوجد أي سبب أو هاجس أمني يدعو للقلق أو الخوف من السفر لسورية، ومن يذهب لسورية سيرى الزحام في الأسواق والمطاعم».
أما محمد الزعبي، وهو مسؤول المبيعات بشركة أجواء الشام، التي يتوافر لديها تذاكر من الكويت لسورية عبر الخطوط الجوية السورية وأجنحة الشام، فاستهل حديثه بالقول «الخطوط الجوية السورية لديها ثلاث رحلات أسبوعياً لدمشق، وأجنحة الشام لديها رحلة يومية، وفي الصيف يتم فتح تذاكر للاذقية والقامشلي. تتضاعف الرحلات في الصيف وقد تصل لثلاث رحلات يومياً».
وعن عدد المسافرين، قال «إن 80 في المئة من هذه الرحلات تكون مشغولة، ومع فتحر معبر (جابر- نصيب) الحدودي بين سورية والأردن بدأ الإقبال من الخليجيين مع استمرار تسوية الأوضاع واستقرارها. نظمنا رحلة من شهرين لمجموعة قاربت 17 شخصاً كويتياً وكانت عبارة عن حملة دينية». وتابع «أغلب المسافرين حالياً بعيداً عن السياحة الدينية يكون بهدف (البيزنس)، بالإضافة إلى الأهداف الأسرية والعائلية فهناك كويتيون متزوجون من سوريات ويرغبن في أن يزور أبناؤهم ذويهم في سورية ولكن يتم ارتياد أماكن محددة آمنة ومنها دمشق، أما كمسافرين سوريين فيتم السفر لكافة المناطق وعلى رأسها درعا فلدينا طلبات حجز لدرعا بشكل يومي».
وبشأن أسعار التذاكر لسورية، قال «للأسف باتت أسعار التذاكر غالية جداً، فقد قارب 118 ديناراً وهذا سعر غال مقارنة بأسعار تذاكر جيراننا في الأردن، وتصل في موسم الصيف لـ 190 دينارا، والسبب وراء غلاء أسعار التذاكر هو عدم وجود منافسة من شركات طيران أخرى فهناك شركتان فقط، لكن الأسعار ستنخفض إذا عادت شركات الطيران الأخرى مثل الخطوط الجوية الكويتية وطيران الجزيرة للعمل في سورية».
وعن البرامج السياحية التي يمكن أن يتم تنظيمها، أجاب بالقول «بالنسبة للسياحة الدينية فبرنامجها معروف، فدمشق أقدم مدينة في التاريخ والخليجيون يحفظونها جيداً ويعرفون أين يسهرون وإلى أين يذهبون، فهم لا يحتاجون في العادة لبرنامج».
وأضاف «أتوقع زيادة الأعداد وخاصة بعد قيام الإمارات بفتح سفارتها في سورية، وعند بداية عمل الخطوط الجوية الإماراتية ستتغير الخريطة السياحية في سورية وستصبح دبي محطة ترانزيت للرحلات، وحالياً الكويت بالفعل باتت نقطة ترانزيت بالنسبة لطيران أجنحة الشام، فهناك مسافرون يأتون من السعودية وقطر».
وتحدث الزعبي عن تفاصيل الرحلة قائلاً «الرحلة تستغرق من ساعة وخمس وأربعين دقيقة إلى ساعتين، والإجراءات سهلة ولا يوجد عوائق في ما يتعلق بإجراءات السفر، إلا إذا كان هناك أمر متعلق بشؤون الهجرة فهذا أمر آخر. وندعو كل شركات الطيران لدخول السوق لإيجاد تنافس، ونتمنى من الشركتين العاملتين تخفيض أسعار التذاكر».

مسافرون كويتيون من عمر عام حتى 82 عاماً

بدر بهبهاني: أوضاع سورية تحسّنت كثيراً

أشاد المواطن بدر أحمد بهبهاني، من حملة «ذو الفقار» الدينية، بحالة الاستقرار التي تتمتع بها سورية، قائلاً «بدأت أول رحلة منذ بداية الأزمة السورية العام 2013 عن طريق لبنان، وكان الوضع يتحسن من الأفضل للأفضل».
وأضاف «أنصح الجميع بزيارة سورية، ونحن كحملة دينية نزور السيدة زينب في ريف دمشق، وكذلك السيدة رقية بجوار الجامع الأموي مقابل سوق الحميدية. والبعض يذهب للسياحة وارتياد المطاعم وهناك من يستأجر مزارع في منطقة الزبداني». وتابع «عدت للتو من سورية، ولاحظت أن ثلاثة أرباع ركاب الطائرة من الكويتيين الذين سافروا بشكل منفرد وليس مع حملات»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «التجار الكويتيين شرعوا في عملية الاستثمار في قطاع الفنادق، وأصحاب العقارات من الكويتيين بدأوا في استرداد أملاكهم».
وذكر أنه يفضل أن «يكون للمسافرين الكويتيين لسورية علاقات من أصدقاء وأقارب في سورية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «الشرائح العمرية للمسافرين متنوعة وتشمل الأطفال من عمر عام واحد حتى كبار السن الذين تجاوزوا 82 عاما».
وتوقع «تحسن الأوضاع أكثر مع تحسن وضع الكهرباء»، مشيراً إلى «زيادة الإقبال على المناسبات الدينية».
وبشأن التسهيلات التي تقدم في مطار دمشق وما إذا كان هناك صعوبات، أجاب بهبهاني بالقول: «ما نلقاه قمة في الأخلاق والاحترام واستقبال بصدر رحب في المطار، فالسوريون يكرمون الضيوف».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي