No Script

أكثر من أسبوع بلا نوم ... والتعرية القسرية في أكثر من وضعية

أشهر طرق التعذيب التي تتبعها الـ «CIA»

تصغير
تكبير
180 ساعة من دون نوم أو أكثر، تبقى خلالها أيديهم مكبلة الى رؤوسهم، مع عدم السماح بأن تغفو أعينهم لحظة. كانوا يريدون تدميرهم نفسيا حتى الانهيار بغرض اخذ الاعترافات التي تدينهم، بعضهم مات والبعض الآخر قاوم التعذيب النفسي.

تعرضوا لألوان أخرى من التعذيب كتعريتهم وتعريضهم الى درجات حرارة متدنية جدا، مع حمامات باردة، والتلاعب في وجبات غذائهم، وصولا الى التحقيق بالضغط على شريان المحتجز، ورمي السجائر في وجه المعتقل، والوقوف في أوضاع صعبة وأيديهم مقيدة فوق رؤوسهم، والحبس في مساحات صغيرة.

كل ذلك جزء بسيط من أساليب التعذيب التي تعرض لها معتقلوغوانتنامو أثناء استجوابهم. بعض تقنيات التعذيب حسب تقرير اعتمدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي اي) في جلسات استجوابها للمعتقلين في غوانتنامو وافغانستان كشفتها النائبة في مجلس الشيوخ الأميركي ديان فاينشتاين، حيث كانت بعض تقنيات التعذيب صادمة للشعب الأميركي نفسه عقب نشر تقرير «سي اي اي» كاملا.

غول رحمان افغاني مات في ليلة تعذيب واحدة في افغانستان عقب 6 اسابيع من احداث 11 سبتمبر عندما وجد أنه غير متعاون مع المحققين. ووصف تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» نقلا عن حيثيات تقرير «سي أي أي» عن تقنيات التعذيب التي اعتمدتها ان «غول حرم طوال 48 ساعة من النوم وعزل في ظلام دامس في غرفة تعالت منها اصوات مضخمة وسكبوا عليه ماء باردا مع معاملة فظة ادت به الى الموت».

وتعددت تقنيات تعذيب «سي أي أي» ولعل ابرزها التالي:

1 الحرمان من النوم

غالبا ما تستخدم وكالة المخابرات المركزية الحرمان من النوم، وتبقي المعتقلين مستيقظين لمدة تصل إلى 180 ساعة في حالة وقوف أو في أوضاع مجهدة، في بعض الأحيان أيديهم مقيدة فوق رؤوسهم». ولعل خالد شيخ محمد المتهم بكونه العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر يعد أبرز المعتقلين الذين تعرضوا لعقاب الحرمان من النوم، حيث انه حرم منه لأكثر من أسبوع بقي خلاله مستيقظا.

2 محاكاة الغرق

هي عمليات اغراق وهمي يتم خلالها تحت التهديد اغراق بطن المحتجز بالماء والسوائل قصريا من خلال فتح فمه وهو معصوب العينين واغراق حلقه بالماء. احد المعتقلين ويدعى أبو زبيدة، بعد هذا التعذيب أصبح «لا يستجيب تماما» حيث ظهرت فقاعات على فمه الملآن بالسوائل ما تطلب تدخلا طبيا لاستعادة وعيه وطرد كميات وفيرة من السوائل من جسمه. وقد تعرض على سبيل المثال المعتقل خالد شيخ محمد الى مثل هذا التعذيب 183 مرة خلال 15 جلسة. وقد توفي معتقل آخر خلال جلسات التعذيب نتيجة لمحاكاة الغرق.

3 البقاء ليلة كاملة في البرد القارس عاريا

تم تقييد بعض المعتقلين الذي يشتبه في كونهم متطرفين مثل جول الرحمن إلى جدار وأجبر على البقاء على أرضية خرسانية وهو عار ما عدا قميص من نوع ثقيل، وتم العثور عليه ميتا في اليوم التالي. وأظهر تشريح الجثة حسب تقرير وكالة المخابرات المركزية انه مات بسبب انخفاض حرارة الجسم.

4 الهلوسة إلى حد الجنون

استند الاستجواب القسري على برنامج وضعه اثنان من علماء النفس لديهم خلفية في الإرهاب. ومن بين الأساليب التي اتبعتها «سي أي أي» وفقا لهذا البرنامج، التعري القسري مرات عدة وفي وضعيات مختلفة يصعب تحملها كان الهدف منها إصابة المحتجز بأرق نفسي كبير.

معاملة بعض المعتقلين كانت قاسية جدا وقادت بعضهم الى حد الجنون والتعرض الى مشاكل نفسية، بما في ذلك الهلوسة من خلال التعرض الى درجة عالية من الضغوط النفسية يزيدها الحرمان من النوم وكثافة الجهد العضلي للجسم الى حد لا يحتمل.

5 الصعود والهبوط عاريا مع الصفع واللكم

بعض المعتقلين الذين استجوبتهم وكالة المخابرات المركزية اضطروا الى التجرد من ملابسهم والصعود والهبوط في حركات ووضعيات مختلفة مع الصفع واللكم. بعض المعتقلين لا يتحملون كل هذا التعذيب فيسقطون ويعاد سحبهم قسرا.

6 الظلام الدامس

يعزل المعتقل لوحده في غرفة مغلقة في ظلام دامس. ويبقى المعتقل في درجات حرارة باردة بشكل غير مريح مقيدا ومقنعا مضطرا لسماع موسيقى صاخبة لمدة 24 ساعة. بعض المعتقلين كانوا يرتدون حفاضة لعدم امكانية الوصول إلى المراحيض. ويبقى المعتقل مكبل اليدين يومين لمدة 22 ساعة في اليوم بحيث لا يستطيع خفض ذراعيه في محاولة لكسر مقاومة تحمله للتعذيب.

7 التهديد بإيذاء أهالي المعتقلين

هددت وكالة المخابرات المركزية بعض المعتقلين بإيذاء عائلاتهم. وتستخدم تقنية تخويف المعتقل من امكانية إلحاق الضرر بعائلته لأجل الضغط نفسيا على عقل المحتجز. وحسب تقرير «سي أي أي» فلا يقل عن ثلاثة معتقلين تعرضوا لتهديدات إلحاق الضرر بأسرهم لتشمل التهديدات إيذاء أطفال المعتقل، وتهديدات بسوء المعاملة جنسيا لوالدة وعائلة المعتقل.

8 الإهانة

يتعمد المحقق صفع المعتقل على وجهه، وضربه بين الذقن وشحمة الأذن ناهيك عن رمي السجائر في وجهه. هذه الأفعال كانت للتخويف او إذلال المعتقل.

أحد المحتجزين تعرض لمعاملة خشنة خصوصا في أواخر عام 2005. وبحسب تقرير وكالة المخابرات المركزية، فإن أبو جعفر العراقي تمت تعريته واهانته بالصفع واللكم في الوجه والبطن ووضع قسرا في وضعيات مختلفات مجهدة ملتصقا الى جدار مع سكب مياه باردة عليه.

9 الاعتداء الجنسي

خلال عمليات الاستجواب ووفقا لسجلات وكالة المخابرات المركزية، فإن هناك اعترافات باستعمال تهديدات بالاعتداء الجنسي. فبعض الذين تم استجوابهم لم يحالفهم الحظ في تجنب تهديد الاعتداء الجنسي في حال عدم تعاونهم مع المحققين او امتناعهم من الادلاء بمعلومات. وحسب التقرير فإن واحدا على الأقل من المعتقلين تعرض الى تهديد بالاعتداء الجنسي.

10 التلاعب بالنظام الغذائي

كجزء من أساليب الاستجواب التي تعتمدها وكالة الاستخبارات المركزية، فقد تعرض معتقل يدعى أبو زبيدة الى اتباع نظام غذائي محتكر على السوائل. وبلغ الأمر بالمعتقل الى حد القيء خلال محاكاة الغرق. وقد فرض على 30 معتقلا على الأقل نظام غذائي سائل لأغراض الاستجواب. وشملت هذه التقنية التحول من الأطعمة الصلبة إلى السائلة.

11 الحشرات

تم الكشف عن تقارير تتعلق باستخدام وكالة المخابرات المركزية للحشرات كوسيلة لتعذيب المعتقلين حيث سعى المحققون لاستغلال رهاب او خوف بعض المعتقلين من حشرات معينة من أجل الحصول على معلومات. وفقا لنتائج لجنة مجلس الشيوخ الأميركي، أصدر مكتب وزارة العدل المستشار القانوني مذكرة في أغسطس 2002 حول تقديم المشورة في وضع أبو زبيدة، وهو مشتبه متشدد سعودي، في ادخال حشرات في محبسه.

البرنامج لم ينجح في نيل اعترافات المشتبهين بالإرهاب

أكدت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ان 6.3 مليون ورقة من سجلات «سي أي أي» وجدت على اثرها أن أساليب الاستجواب المتطورة التي استخدمتها الوكالة لم تكن فعالة، وكانت أكثر وحشية مما صورته الوكالة للرأي العام الأميركي وصناع السياسة.

ويعرض التقرير تفاصيل احتجاز ما يقرب من 119 فردا خارج الولايات المتحدة الأميركية واستخدام أساليب استجواب قسرية وصلت في بعض الحالات إلى التعذيب.

وأوضحت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن أساليب برنامج التعذيب الذي استخدمته «سي أي أي» لم تكن فعالة في مكافحة الإرهاب.

وأكدت أن المعلومات التي أدت إلى نجاح الوكالة في بعض الحالات أخذت من المعتقلين قبل تطبيق البرنامج، أو حصلت عليها من مصادر لا تشمل المعتقلين.

6 آلاف صفحة تضمنت أساليب التعذيب

تقرير التعذيب الذي اعتمدته «سي أي اي» في جلسات استجوابها للمعتقلين يتكون من 6 آلاف صفحة. وقد عرض ملخص من 480 صفحة فقط يسلط الضوء على تفاصيل موثقة لأساليب الاستجواب بعد هجمات 11 سبتمبر، ويشير الملخص التنفيذي للتقرير الذي اعدته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي إلى وجود 20 حالة أطلقت عليها وكالة الاستخبارات المركزية اسم «تقنيات الاستجواب المعززة» بين عامي 2002 و2006، شملت على سبيل المثال الإيهام بالغرق والحرمان من النوم. وقد اعتمد التقرير على ستة ملايين من الوثائق و38 ألفا من الاستجوابات والشهادات من مسؤولي الاستخبارات أمام الكونغرس، وفي خطابات إلى البيت الأبيض، اضافة إلى 38 ألف صورة.

ويشير التقرير إلى استخدام وكالة الاستخبارات المركزية للتعذيب «مرارا وتكرارا» في استجواب 20 معتقلا بعد هجمات 11 سبتمبر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي