محمد بن سلمان: «الإخوان» غزوا مدارسنا وسيتم القضاء على بقاياهم... نهائياً

واشنطن - وكالات - أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن «المرأة السعودية لم تحصل على كامل حقوقها بعد»، وأن العمل جار لسن قوانين واتخاذ إصلاحات جديدة، من بينها مساواتها في الراتب مع الرجل، مشدداً على أن لا شيء يستطيع إيقاف مسيرته الإصلاحية سوى الموت.
وإذ انتقد المتطرفين الذين يُعارضون الاختلاط وأكد أنه سيتم قريباً القضاء على بعض عناصر «الإخوان المسلمين» المتغلغلين في المدارس السعودية، لفت محمد بن سلمان إلى أن زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن خطط لإحداث شرخ في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، كاشفاً أن إيران مازالت تحمي قيادات وعناصر من التنظيم بينهم زعيمه الجديد حمزة بن لادن.
جاء ذلك في مقابلة لولي العهد مع برنامج «60 دقيقة» الذي بثته شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، فجر أمس بتوقيت الكويت، هي الأولى له مع شبكة تلفزيونية أميركية، وتزامن بثها مع بدء زيارته إلى الولايات المتحدة التي تستمر 18 يوماً، وتشمل إجراء محادثات في البيت الأبيض اليوم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجولات على 6 مدن أميركية.
وإلى ترامب، سيلتقي ولي العهد كلاً من نائب الرئيس مايك بنس ومستشار الأمن القومي هيربرت مكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس، بالإضافة إلى العشرات من أعضاء الكونغرس.

المرأة
وقال محمد بن سلمان، في المقابلة، إن «هناك حقوقاً منصوصاً عليها في الإسلام لا تزال لا تملكها النساء»، مضيفاً «إننا قطعنا شوطاً طويلاً للغاية ولم يتبقَّ إلا طريق قصير لنقطعه».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت المرأة متساوية مع الرجل، قال: «بالتأكيد نحن جميعا بشر ولا يوجد فرق بين الرجل والمرأة... نحن نعمل على مبادرة سنطلقها في المستقبل القريب لإدخال لوائح تضمن المساواة في الأجور بين الرجال والنساء». وأشار الى انه تم تأسيس مدارس لتعليم القيادة للنساء وسيتم افتتاحها قريباً، وفي غضون بضعة أشهر ستقود النساء السيارات في المملكة.

متطرفون ضد الاختلاط
وفي رده على ما قصده في تصريح سابق بأنه سيعيد بلاده إلى الإسلام المعتدل، أوضح ولي العهد أن المملكة كانت تعيش حياة طبيعية مثل بقية دول الخليج حتى أحداث العام 1979، في إشارة إلى حادث اقتحام الحرم بواسطة جماعة جهيمان العتيبي.
وتوجه إلى المذيعة بالقول: «أطلب من جمهورك استخدام هواتفهم الذكية والبحث في غوغل عن السعودية في السبعينات والستينات سيرون بسهولة السعودية الحقيقية... كنا نعيش حياة طبيعية مثل بقية دول الخليج، والنساء كن يعملن في شتى المجالات حتى أحداث 1979».
وأضاف: «لدينا متطرفون يحرمون الاختلاط بين الجنسين، وغير قادرين على التمييز بين وجود رجل وامرأة بمفردهما ووجودهما في مقر عملهما معاً، هذه الأفكار تناقض أسلوب الحياة التي كان يعيشها المسلمون زمن الرسول والخلفاء».
وأوضح أن «قوانين الشريعة تنص على ارتداء النساء ملابس محتشمة ومحترمة كالرجال، لكن ديننا لا ينص حرفياً على ضرورة ارتداء عباءة سوداء أو حجاب أسود»، مضيفاً أن «القرار يعود بشكل كلّي إلى النساء ليحددن نوع الرداء اللائق والمحترم الذي تختار ارتداءه».
ورداً على سؤال أنه لا يزال في الـ 32 من عمره وهو الآن ولياً للعهد، ما يعني أنه قد يحكم المملكة لاحقاً لمدة 50 عاماً أو أكثر، أجاب محمد بن سلمان بابتسامة: «الأعمار بيد الله، والله وحده يعلم إذا كان الإنسان سيعيش لمدة 50 عاماً أم لا».
وأضاف: «إذا جرت الأمور كما هو متوقع، فلربما يحصل هذا».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان شيء قد يمنعه من متابعة مسيرته الإصلاحية التي أطلقها، قال: «الموت فقط سيوقفني».

الإخوان
وأبدى ولي العهد حزماً في مواجهة الجماعات المتطرفة والمتشددة، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين»، متعهداً «القضاء قريباً» على بعض عناصرها المتغلغلين في مدارس المملكة.
وقال في هذا الإطار إن «المدارس السعودية تعرضت لغزو من جماعات متشددة، كالإخوان المسلمين، ولا يزال البعض منهم موجوداً، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائياً».ورداً على سؤال في شأن القضاء على التشدد في النظام التعليمي، أجاب: «بالطبع سنقضي على التشدد، فلا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لغزو من أي جماعة متطرفة».
الفساد
وأكد أن «كل إجراءات مكافحة الفساد كانت ضرورية، واتخذت بناءً على قوانين واضحة ومعمول بها، بهدف إيصال رسالة عدم التهاون مع أي فساد»، مشدداً على أن «من يتورط في الفساد فسيواجه القانون».
وقال: «جمعنا أكثر من 100 مليار دولار من اعتقالات الريتز، وقريباً ننشر أسماء المعتقلين لدينا»، موضحاً أن الهدف الرئيسي وراء هذه الإجراءات ليس جمع الأموال بل معاقبة الفاسدين، وإرسال إشارة واضحة أن لا أحد فوق عدالة القانون.

11 سبتمبر
وفي ما يتعلق بتورط سعوديين في هجمات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، ذكّر ولي العهد بأن زعيم «القاعدة» الراحل «أسامة بن لادن جنّد 15 سعودياً بهدف واضح، ووفقاً لوثائق من CIA وتحقيقات الكونغرس التي أجراها، كان أسامة بن لادن يخطط لإحداث شرخ بين الشرق الأوسط والغرب، وبين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية».
وعند سؤاله عن السبب الذي قد يدفع بأسامة بن لادن لفعل ذلك، أجاب: «من أجل خلق بيئة مهيئة للتجنيد ونشر رسالته المتعصّبة بأن (الغرب يتآمر لتدميركم)، وفعلاً نجح بإحداث ذلك الانشقاق في الغرب».
وطلبت المذيعة رداً على «اتهمات بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان» في السعودية، فرد قائلاً: «السعودية تؤمن بالعديد من المبادئ لحقوق الإنسان، ونؤمن بمفهوم حقوق الإنسان، لكن بالنهاية فإن المعايير السعودية لا تتشابه مع المعايير الأميركية، لا أريد القول إننا لا نملك نقائص، بالتأكيد موجودة، وبالطبيعة نعمل على تعديل تلك النقائص».

الثروة
ورداً على سؤال بخصوص ثروته، قال محمد بن سلمان: «في ما يتعلق بإنفاقي الشخصي، فإنني شخص غني ولست فقيراً، كما لست غاندي أو مانديلا، أنا فرد من العائلة الحاكمة الموجودة منذ مئات السنوات قبل تأسيس السعودية، نمتلك مساحات كبيرة جداً من الأراضي، وحياتي الخاصة هي كما كانت على مدى 10 أو 20 سنة».
وأضاف: «ما أفعله، هو إنفاق جزء من وارداتي الشخصية على الأعمال الخيرية، حيث أصرف ما لا يقل عن 51 في المئة من دخلي على الناس و49 في المئة على نفسي».

اليمن
وفي الشأن الإقليمي، اتهم محمد بن سلمان إيران بغزو اليمن فكرياً، مشيراً إلى أن «اختراق الأيديولوجية الإيرانية لليمن وتهديد حدودنا هو ما دفع بلاده للتحرك» في هذا البلد.
وقال إن «الأيديولوجيا الإيرانية اخترقت بعض أجزاء من اليمن وخلال تلك الفترة كانت الميليشيات (الحوثية) تجري مناورات عسكرية بالقرب من حدودنا وتضع صواريخ على حدودنا».
وأضاف: «لا أستطيع أن أتخيّل أن الولايات المتحدة ستقبل يوماً ما بأن تكون هناك ميليشيا في المكسيك تطلق صواريخ على العاصمة واشنطن ونيويورك ولوس أنجليس بينما الأميركيون يراقبون هذه القذائف ولا يفعلون شيئاً».
ووصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها «مؤلمة للغاية»، معرباً عن أمله في أن تتوقف الميليشيات الحوثية عن «استخدام الوضع الإنساني لصالحها من أجل حشد التعاطف مع المجتمع الدولي»، ومشيراً إلى أنها «تعيق المساعدات الإنسانية من أجل خلق المجاعة».

إيران و«القاعدة»
وأضاف «لسوء الحظ تلعب إيران دوراً ضاراً... فالنظام الإيراني قائم على أيديولوجيا خالصة والعديد من عناصر (تنظيم) القاعدة محميون في إيران التي ترفض تسليمهم إلى العدالة وترفض تسليمهم الى الولايات المتحدة ومنهم نجل أسامة بن لادن القائد الجديد لتنظيم القاعدة الذي يعيش في إيران ويعمل خارجها والمدعوم منها»، في إشارة إلى حمزة بن لادن.
وبشأن التحدي الأكبر الذي يواجهه، أكد ولي العهد السعودي أن «هناك الكثير من التحديات وأعتقد أن التحدي الكبير الأول الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به».

يُمضي ليله مع «مُدمِني العمل»

وفد اقتصادي كوري شمالي يزور إيران

منذ 15 دقيقة

الصين تعارض إدراج تايوان في مشروع قانون مساعدات أقره الكونغرس الأميركي

منذ ساعة

في مقابلته مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فريق عمل برنامج «60 دقيقة» في مكتبه، حيث يمضي ساعات طويلة حتى وقت متأخر ليلاً.
وفي فيديو قصير مع مقدمة البرنامج نورا أودونيل، أكد محمد بن سلمان أنه يأتي إلى مكتبه هذا في الرياض، بعد الظهر، ويبقى حتى ساعة متأخرة من الليل، قائلاً: «هنا يمضي معظم الوزراء مدمني العمل أوقاتهم».
وفي وصفه للمكتب، أشار ولي العهد السعودي إلى أنه «غير مرتب كثيراً»، فما كان من المقدمة إلا أن أكدت أنه شديد الترتيب.
ولفتت أودونيل إلى أن الأمير محمد بن سلمان استقبل فريق عمل البرنامج لحضور اجتماع حول الاستثمارات الداخلية في المملكة، يعقده عند التاسعة مساء، في إشارة إلى أن العمل لا يتوقف في ذلك المكتب الذي لا يهدأ.

«الملك قارئ نهم لكتب التاريخ»

«تعلمت الكثير الكثير»... هكذا عبر الأمير محمد بن سلمان عمّا تعلمه واكتسبه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ولدى سؤاله في المقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، حول ما تعلمه من والده الملك سلمان، أكد ولي العهد أنه تعلّم الكثير.
وقال: «الملك سلمان يعشق التاريخ، وهو قارئ نهم لكتب التاريخ».
وأضاف انه حين كان صغيراً، كان الملك سلمان يعطي كل واحد من أولاده كتاباً ليقرأه خلال الأسبوع، وعند نهاية الأسبوع كان يأتي ويسأل كل واحد منهم حول محتوى الكتاب وما تعلّمه.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان: «لطالما قال الملك، إن قرأت تاريخ آلاف السنين فهذا يعني أنك امتلكت خبرة آلاف السنوات».