No Script

رواق

أحب الكويت... والوافدين

تصغير
تكبير

«هل أنت كويتي؟»... «هل تحب الكويت؟»... «هل تكره الوافدين؟».
أسئلة تشكلت أمامي وأنا أقرأ بعض تعليقات الكويتيين في «منشن تويتر» على مقالي السابق في جريدة «الراي» بعنوان «خدمات الوافدين الجليلة»، التي وصلت إلى حد التشكيك والتخوين، وكأن الإجابة تشترط إما «نعم» للأسئلة الثلاثة معاً وإما «لا» لها معاً!
أنا كويتية وأحب الكويت وأحب الوافدين... ما المشكلة في ذلك؟ ولماذا يتم ربط حب الوافدين بكره الكويتيين؟ إن كل أم تقارن ابنها بابن الجيران، فهي تكره ابنها ولا تستحق أمومتها؟ الوافد يعمل طلباً للرزق بجهده وليس من شرف الكرام المنة في ما لا فضل لهم فيه عليه. والكويتي الشريف يعمل لبناء وطنه شريكاً مع كل من يمكن أن يستفيد من خبرته أو عطائه... هذه المعادلة المنطقية، ولكن: «تعرف إيه عن المنطق؟». نحن شعب «ما له خلق يسوي فراشه لأنه بيرجع يعفسه» و«لا يخلص ورقة طابع حكومية» من دون التواصل مع ربع الديوانية للبحث عن واسطة في كل جهة حكومية تجعل كل شيء يصير ما يصير وكل شيء ما يصير يصير ويعيش على مبدأ: «اشمعنى»، وحين يسخط على وضعه الاجتماعي أو الوظيفي لا يطوره، بل يترجم انتقاصه بمركبات نقص «يطلعها» على خلق الله، فيعسر كل ميسر ويستعبد كل حر وليس على المظلوم سوى اللجوء للدعاء الكويتي الذي لا تسبقه واسطته يدوخ السبع دوخات في أروقة الوزارات لتخليص المعاملات ويصادر فيها حقه البيولوجي في استخدام دورات المياه النظيفة المقفلة للموظفين والتي يعطى مفتاحها لأصحاب الواسطات فقط. أما الكويتي الذي ليس لديه واسطة، فسيستخدم دورات المياه العمومية التي يستخدمها الوافدون البسطاء، ويعرف الفرق بين أن تكون كويتياً أو مواطناً في هذا البلد. طبعاً لكل فعل رد فعل، فهناك من عامل بالمثل الوافدين... من بادل السخط بسخط مقابل وأحياناً مضاعف... من عاد لينتقم من كل كويتي أذاه، ولكن بتفويض من كويتي آخر.


 التسلسل المنطقي يقول «أنا وأخوي على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب». مرة أخرى: «تعرف إيه عن المنطق حين أكون على أخوي ولا يفزع لي ولد عمي؟... سأتحالف مع الغريب على ولد عمي وعلى أخوي الذي بدلاً من أن يتصالح معي لنتحالف ضد الغريب ونستغني عنه ينطح الصياح بصياح»: «اطردوا الغريب اطردوا الوافدين»، ويصنف من يعارضه بنفس نظرية «نعم للكل» أو «لا للكل»، فالاختلاف ليس من مفرداته التي يطغى عليها الخلاف ويميل إلى نسف وإبادة من يخالفه، وإن لم يختلف معه، والتعميم دينه وديدنه، ومع هذا يريد أن يقنعنا بمنطوقه ومنطقه «تعرف إيه عن المنطق؟».
reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي