No Script

قيم ومبادئ

حركة تصحيح التاريخ

تصغير
تكبير

إن أعظم حركة لتصحيح مسار البشرية على مدار التاريخ تمثلت في بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهم خير مَنْ تمثل رسالات السماء في تقويم المعوج من العقائد والأخلاق والسلوك، حيث ساروا بأعدل منهج وأصدق حكم وأحسن سيرة قال تعالى: «وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ»، ولما كفروا أهلكهم الله وجعلهم سلفاً ومثلاً للآخرين.
والناس على صنفين في قبول هذه الدعوات فمنهم مَنْ آمن بها وتابع وصبر ففاز بسعادة الدارين، ومنهم مَنْ صد عنها وأبى واستكبر وكان من الكافرين فخاب وخسر في الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
كما تصدى الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام - لبيان التوحيد، الذي هو حق الله على العبيد وقواعد السلوك الأخلاقية للناس وحملوهم على مكارم الأخلاق وحذروهم من خلاف ذلك، وبينوا عواقبه الوخيمة على الأفراد والمجتمعات وفي قصة لوط عليه السلام قال تعالى: «وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ»، والواقع يشهد أنهم جميعاً ليس منهم رجل رشيد، فنزل بهم العذاب.


ولقد ختمت رسالات السماء ببعثة النبي، الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ورضي به الاسلام دينا للبشرية، فكان هديه أتم هدى وشريعته أكمل وأشمل من الشرائع السابقة، وذلك لما اختص الله تعالى به هذه الأمة تشريفا ورفعة بين الأمم، ولأنها رسالة عامة لجميع أهل الأرض من الإنس والجن والأحمر والأسود، وما ترك رسول الله صلى الله وعليه وسلم شيئاً مما يحتاج إلىه المؤمن إلا وبينه ووضحه، حتى أقام الحجة على جميع ملوك الأرض آنذاك، حيث راسلهم وتبادل معهم السفراء فصلى الله وسلم وبارك عليه وجزاه عن أمة الاسلام خير الجزاء.

حالنا بعد الاستقلال:
عندما استقلت الدول العربية والإسلامية وكتبت دساتيرها انبعثت فيها التيارات المختلفة، لتعمل عملها فيها فصيغت البرامج، ورسمت الأهداف وطبقت المبادرات وصدرت المجلات والصحف المعبرة عن هذه الأحزاب، وكان الجيل الأول في سن المراهقة العمرية والسياسية والثقافية، فانحاز كل فريق إلى حزبه وتياره تبعاً لطبيعة الشباب المتحمس، مثل الليبرالية والقومية والناصرية والعلمانية والاشتراكية والشيوعية والإسلام السياسي وغيرهم كثير، فالتهموا كتبهم وتشربوا نظرياتهم الوافدة من الخارج، ورفعوا شعارات مثل الوحدة والحرية والنهضة والعروبة والثورة والإسلام هو الحل إلى غير ذلك من الشعارات التي أوهموا بها العوام والحكام، فقامت الثورات تلو الثورات وفي كل مرة تخرج الجماهير تهتف بحياة الزعيم أو الثورة أو الحزب، ولكنها اصطدمت بجدار الحقيقة وهي أنهم يجرون وراء السراب، ولا يمكن أن ينهضوا وينتصروا وهم على هذه الحال من التفرق والاختلاف مع غياب دور الصفوة من العلماء وتهميش الشريعة وضياع القيم.
الخلاصة:
ما زال الحكماء والعلماء العقلاء من الأمم السابقة مثل المهاتما غاندي وبرناردشو ووليام مونتغمري وراماكرشنا، ومايكل هارت والفرنسي لامارتين يشهدون بعظمة الإسلام وفضل الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أقام دولة الاسلام وحضارته في 23 سنه فقط!
ولكن - للأسف - لم تأخذ هذه الشهادة حقها في واقع المسلمين؟ ولا حتى في أحزابهم المنسوبة إلى الإسلام!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي