No Script

المنطقة التي شهدت هبوط أول طائرة على أرض الكويت تعاني تردي الخدمات وسوء المرافق

الدسمة... «وااااو» الإعجاب تنقلب إلى حسرة!

تصغير
تكبير

 طلال عيد:
- «الملاحق» و«الشقق» الصغيرة أصبحت معقلاً للعزاب

- الممشى لا يتجاوز طوله 500 متر والحديقة العامة الحديثة تعاني الإهمال

محمد الرشدان:
- شكونا كثيراً للمعنيين تردي الخدمات ولكن «عمك أصمخ»!

- العمالة السائبة تتجول بين «الفرجان» بحثاً عن العلب الفارغة وألواح «الكرتون»

 أحمد الرقبة:
- نواب الدائرة غائبون تماماً عن المشهد الأليم الذي تعيشه المنطقة


بعدما كان يقال لها «واااو» في الماضي إعجابا بها وبما وصلت إليه، أصبحت تلك الـ«واااو» تطلق ولكن بزفرات الحسرة على واقع لا يعكس ما كانت عليه أول منطقة ينشأ فيها مطار وتهبط عليها اول طائرة، وصولا الى احتضانها اول تجربة لتخصيص «التعاونيات»، لتصبح اليوم في آخر الركب بين مناطق البلاد.
هذه باختصار قصة منطقة الدسمة التي كانت تعرف بالماضي باسم منطقة «واو»، وتعاني اليوم من تردي وسوء الخدمات والمرافق والتي كانت من أهم المحاور التي تم التركيز عليها في ديوان «الرقبة» خلال اللقاء الذي جمعهم مع «الراي»، حيث استغرب رواد الديوان مما وصفوه بـ«الإهمال» الكبير من قبل الدولة للمنطقة التي لاتزال حتى يومنا الحالي تعيش على وقع الماضي، وخصوصا ان هناك بعض المشاكل التي لها اثر اجتماعي سلبي بدأت تظهر على السطح، مثل مشكلة العزاب، مستشهدين في الوقت نفسه بحالة الطرق والأرصفة وبعض مباني المرافق العامة الموجودة حاليا.
وأشاد رواد الديوانية بخطوة الحكومة اتجاه تخصيص جمعية الدسمة التعاونية التي عانت لسنوات طويلة من ازمات مالية متتالية ادت الى تعطلها عن تقديم الخدمة التعاونية للمستهلكين، مؤكدين ان «سيتي سنتر» الذي يتولى ادارة السوق المركزي قام بتوفير كل ما يحتاجه المستهلكون ووفر عليه العناء الذي كان يتكبدونه في السابق بالذهاب الى جمعيات المناطق المجاورة. وحملوا نواب دائرتهم مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع وتأخرهم أيضا بالتعامل والتفاعل مع المشاكل والقضايا التي عصفت بالمنطقة، وخصوصا في قضيتي جمعية الدسمة وتأخر انجاز المركز الصحي الذي اعتبروه أهم القضايا المتعلقة بحقوق أهالي المنطقة، مصنفين في الوقت نفسه النقص بعدد المدارس وقضايا العزاب وتجول العمالة الهامشية ونقص الخدمات الصحية من اهم مشاكل المنطقة.
بداية، أشار صاحب الديوان طلال عيد الرقبة الى ان «الدسمة» هي المنطقة الوحيدة من بين المناطق المجاورة التي تعاني من مشاكل من نقص الخدمات والتي تستمر لاكثر من خمسة اعوام، معتبرا في الوقت نفسه ان مشكلة الجمعية والمستوصف من المشاكل التي أشتهرت بها المنطقة وأصبحت ملازمة لاسم الدسمة!
وأشار الى انهم طوال السنوات الماضية يقومون بمراجعة مركزي المنصورية والدعية الصحيين، نتيجة عدم وجود مركز صحي يخدم المنطقة، وأضاف انهم أملوا خيرا بعد تخصيص وزارة الصحة ارضا لبناء مركز بتبرع احد الاشخاص، مضيفا «للأسف تأخرت عملية بنائه لسنوات طويلة نتيجة اسباب معروفة وأخرى غير معروفة ؟!!» وأوضح ان عدم وجود ممشى لممارسة الرياضة من اهم المرافق المفقودة والتي تفتقر اليها المنطقة، ولفت ان الممشى الحالي لايتجاوز طوله الـ500 متر ويفتقر للنظافة والإنارة والاسفلت الجديد، وأضاف ان الحديقة العامة التي تتوسط المنطقة بالرغم من حداثتها الا مرافقها الصحية تعاني من اهمال.
وقال ان من يريد معرفة حجم الاهمال الذي وصلت اليه المنطقة، عليه فقط زيارة ما يقال بأنه مكاتب حماية المستهلكين التابعة لوزارة الكهرباء والماء والتي هي عبارة عن شبرات متهالكة ومحطمة عفى عليها الدهر، مضيفا: حتى اللوحة الارشادية لهذا المرفق الحكومي كتب بخط «اليد» وعلى ورق من الكرتون! وتطرق الرقبة الي قضية بدأت تزداد في الآونة الأخيرة بشكل كبير في بعض القطعة السكنية، وهي مشكلة العزاب «إناثا وذكورا» وخصوصا في المنازل التي تم اعادة بنائها من جديد وفقا لنظام «الملاحق» و«الشقق» الصغيرة، مضيفا «مشاهد عبور العزاب للطرق السريعة المحيطة بالدسمة وخاصة من بنيد القار اصبح مألوفا جدا».
من جانبه، انتقد محمد يوسف الرشدان بشدة الوضع العام بمنطقة الدسمة وخصوصا في ظل ما وصفه بـ«الاهمال» من قبل المسؤولين اتجاه تعاملهم مع كل الامور السلبية المتعلقة بالخدمات والمرافق التي تهم المواطنين، قائلا «نحن نشكو دائما وعمك أصمخ؟!!»
وتطرق الى بعض ذلك «الاهمال» ومنها حالة وشكل المحال التجارية التي تقع خلف الجمعية والذي اصبح منظرها ليس جميلا نتيجة تهالكها وقدم عمرها، ولفت ان بعض المحال تفتح لساعات محددة وتغلق طوال اليوم، والبعض الآخر منها يفتح يوما ويغلق يومين، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة بناء مول تجاري يضم تحت سقفه كل تلك المحلات أسوة بباقي الجمعيات الأخرى
وأشار الرشدان إلى ان تلك المحال لم يطرأ عليها اي تحديث حتى بعد أن تولت شركة «سيتي سنتر» ادارة الجمعية باعتبار تلك المحال خارج ادارة الشركة، مؤكدا ان «سيتي سنتر» تقوم بشكل متواصل بتوفير كل المتطلبات التي يحتاجها سكان المنطقة من منتجات غذائية واستهلاكية وحتى الكماليات للمستهلكين الذين كانوا يعانون طوال السنوات الماضية من عدم توافر السلع نتيجة المشاكل المادية التي تعاني منها الجمعية انذاك.
وأكد ان ظاهرة مشاهدة العمالة السائبة بين «الفرجان» اصبحت مقلقة جدا، وأضاف ان تلك العمالة تقوم بجولات على كل صناديق القمامة امام المنازل بحثا عن علب «المشروبات الغازية» وألواح «الكارتون» المقوى لتجميعها في اكياس وفي عربات الجمعية من اجل بيعها لاحقا.
بدوره، تساءل أحمد الرقبة عن اسباب نقص المدارس في المنطقة، حيث لا توجد الى يومنا هذا متوسطة وثانوية للبنين، وأضاف أن هذا النقص يشمل ايضا الخدمات الصحية نتيجة عدم وجود مركز صحي يخدم اهالي المنطقة ويوفر عليهم عناء الذهاب والتنقل خلال الفترتين الصباحية والمسائية بين مركزي المنصورية والدعية الصحيين.
وأستغرب الرقبة غياب دور نواب الدائرة عن كامل المشهد الأليم الذي تعيشه المنطقة، وأضاف أن هؤلاء أصبح صوتهم مختفيا داخل البرلمان وخارجه عن كل مايتعلق بالمنطقة، لافتا أن تحميل المسؤولية يجب الاتقتصر على ممثلي الدائرة الحاليين بل يجب ان تشمل السابقين ايضا الذين يتمتعون الى يومنا الحالي بعلاقات كبيرة مع المسؤولين في الدولة.

من واقع الدسمة

19 ألف نسمة

يبلغ عدد سكان الدسمة المتوزعين في قطعها السكنية الـ«6» حسب احصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية نحو 19096 نسمة، متوزعين ما بين 10558 كويتيا و1375 عربيا و6719 اسيويا و299 افريقيا و51 اوروبيا و79 من أميركا الشمالية و12 من أميركا الجنوبية بالاضافة إلى 3 استراليين.


خطوة جريئة

أشاد طلال عيد الرقبة بالخطوة الحكومية التي وصفها بـ«الجرئية» تجاه تخصيص جمعية الدسمة بهدف انقاذ اهالي المنطقة وضمان عدم حرمانهم من اهم مرفق حيوي يميز كل منطقة عن الآخرى من جهة، ويوفر كل المتطلبات والسلع اليومية للاسر من جهة أخرى، متسائلا في الوقت نفسه هل ممكن ان يعيش مواطن في منطقة توجد بها جمعية تعاونية وأفرع خاوية جميع ارففها واركانها من المسلع الغذائية.


إغلاق جماعي

كشف محمد يوسف الرشدان الكثير من المحال المنتشرة بأفرع الجمعية أغلقت بشكل جماعي ومفاجئ وذلك لاعادة طرحها من جديد من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، متسائلا في الوقت نفسه هل يعقل ان يتم اغلاقها بهذا الشكل وحرمان السكان من الخدمات بشكل جماعي؟


عفى عليها الزمن

قال أحمد الرقبة إن كل شيء في المنطقة «عفى عليه الزمن»، وكأننا لانزال نعيش فترة الطفولة، كل شيء على حاله دون تغيير، او تحديث، بل ان المنطقة بدأت تفقد حتى سكانها الذين أخذوا يبيعون منازلهم للعيش في مناطق أخرى تتوافر فيها كل الخدمات الضرورية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي