إن شؤون «الإسكان» وهمومها تكاد تشكل الهاجس الأكبر للمواطن الكويتي البائس، ذلك الذي يستمر في انتظار بيت العمر عقوداً بأكملها!... ويستلم هذا البيت وقد بلغ من العمر ما بلغه، والمراقب لأحوال «الإسكان» في الكويت يهوله ما يحدث تحت جدرانها من تأخير لتنفيذ المشروعات السكنية التي يصل عددها إلى 11 - بناء على آخر التقارير للرعاية السكنية - ولم يبدأ العمل بها، والنتائج الأولية لأعمال الإسكان تشير لوجود تأخير قياسي وهائل مقارنة بما تم بناؤه، كما أن نسب الإنجاز في البناء تسير على خطوات غاية في البطء... فمتى يسكن هذا المواطن بيت عمره؟ وبحسبة متواضعة نجد أن الكويتي يعتبر من بين أكثر المواطنين في العالم انتظاراً للكثير من شؤون حياته، فهو لا يحصل على الوظيفة الا في سن الـ 25 او 26، فينتظر بذلك سنوات محددة حتى يتوظف، ويحتاج بعدها الى سنوات إضافية ليكمل نصف دينه ويقوم بتقديم طلبا للحصول على بيت الحكومة.
وهنا تبدأ مأساة وفصل جديد من الانتظار لهذا البيت الذي يستمر عقودا وسنوات، حتى يصل مستحقه لدوره، وحتى عندما يأتي هذا البيت فإنه يأتي في حدود مساحة ضيقة قدرها 400 متر! والتي لا تواكب حاجة المواطن.
إن أداء الإسكان مقارنة بدولة الرفاه هو أداء سيئ وباهت... فإذا لم يتم بناء البيت الإسكاني بفترة وجيزة ومعقولة، ووفق وجود الوفرة المالية بناء على الوفر النفطي، فكيف هي الحال إن كانت الأحوال غير ذلك... حينها فإن المواطن لن يسكن أبداً مهما طال الدهر!