No Script

رواق

الزواج الثاني للأقوياء... الضعفاء يخونون زوجاتهم!

تصغير
تكبير

روت لي إحدى الصديقات حكاية مفادها أنها في بداية زواجها صحبها زوجها - تلبية لدعوة صديقه وزوجته - وبعد تلبية الدعوة غضبت منه لاصطحابها إلى دعوة من زوجة ثانية!
تقول إن زوجها سألها: تعرفين زوجته الأولى، وحينما ردت بالنفي أجاب متسائلا: إذاً شنو المشكلة؟
لم تقتنع، لكنها «فوتت»، ثم ذهبت معه إلى دعوة ثانية سرعان ما اكتشفت أنها من زوجة ثانية، ثم تكررت الدعوات وتكرر الموقف فسألت زوجها: لماذا كل الدعوات من زوجات ثانيات ولماذا كل أصدقائك متزوجون من ثانية؟


فردّ عليها رداً غريباً ومخيفاً كما وصفته حين قال: الزواج الثاني للأقوياء... الضعفاء يخونون زوجاتهم!
تابعت وهي تروي قلقها وأرقها وهي تتأمل زوجها وأصدقاءه، جميعهم في منتصف العمر، ناجحون في أعمالهم، بل قياديون في مجملهم، وهم مرتاحون مادياً واجتماعياً، يتمتعون بالوسامة والمعشر الحلو، لديهم ما يميزهم ويجعلهم يستقطبون عشرات الفتيات، إذا أرادوا اللعب، لكنهم ارتبطوا بزوجات يشبهونهم لتميزهم، ولو ظهرن في أشكال غير جذابة، أو تفوقت عليهن الزوجة الأولى شكلاً وعمراً ومكانة اجتماعية!
ثم عبرت عن هلعها من أن يلحق زوجها أصدقاءه وهي تستفسر عن سبب الزواج الثاني، لتكتشف أنه كان مبكراً واكتشف الزوج متأخراً عدم إكمال زوجته نصفه الثاني ولا ربعه حتى!
قالت حمدت ربي أن زوجي «القوي» تزوجني متأخراً، وعندما تمر مدة مشابهة على زواجي ويقرر قراره «القوي» سيكون كبر وشاب و«ختير»، ولن يلتفت إليه أحد، لكنها لا تنكر أنها بقيت خائفة وهي تتأمل كلامه: الزواج الثاني للأقوياء...الضعفاء يخونون زوجاتهم!
اكتشفت صديقتي المرتبكة أن الخيانة سهلة، لأنها عابرة ولو تكررت، لكن الزواج الثاني قرار غاية في الصعوبة، لأنه يتحدى المجتمع وأهل الزوج والزوجة وأهلها، وربما أهل الزوجة الثانية والبيئة المحيطة، ويبدو كصراع أو قصة حب مستحيلة إذا اكتملت ارتاح الطرفان بخروجهما من المعركة بوضوح وخسائر أقل، ومن دون ظلم للزوجة الأولى والأبناء بالتصرفات المستهترة والعلاقات العابرة!
وبعد سنوات من المعاناة والخوف على مصيرها ومصير أبنائها تذكّرت أنها هي في الأصل زوجة ثانية لأن زوجها سبق له الزواج مبكراً من زوجة أولى، انفصل عنها وتزوجها، واكتشفت أنها النقيض للأولى في كل شيء شكلاً ومضموناً!
فخلصت إلى نهاية واحدة: اكتشاف فشل الزواج مبكراً والطلاق للأقوياء... الضعفاء يستمرون طويلاً في زواج فاشل لا يتحملون فيه سوء اختيارهم، ولو قرروا متأخراً إصلاح ما يمكن إصلاحه بزواج ثانٍ!
أخيراً: جميع ما سبق تجربة فردية من دون تعميم ربما تشكّل ظاهرة محدودة في محيطها، لكن ليس هناك قاعدة تشجّع على الزواج الثاني أو الطلاق ولا تتهم الذين لم يتزوجوا على زوجاتهم أو يطلقوهم بالخيانة...
في المقابل لا تدافع عن الزوجة الثانية، ولا تتهم الزوجة الأولى، ولكن لكل شخص محيطه وطبيعته واحتياجاته...«لا تحكموا على الناس... احكموا على ظروفهم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي