No Script

وجع الحروف

سرقوك... وليتك تسلم!

تصغير
تكبير

نفهم الرضا الوظيفي? ومفاهيم الرضا الآخرى من جوانب العلوم الإنسانية والمؤسساتية.
نعلم أن إدارة المؤسسات لا يجب أن يُكلف بها سوى الكفاءات عبر معايير معروفة وطرق اختيار سليمة.
ونعلم أن كل «دينار» تصرفه، يجب أن يكون له مردود سواء على المستوى الفردي أو مشاريع المؤسسات.


الحاصل أن لا شيء مما ذكر أعلاه قد نلاحظه، ولو بالخطأ قد تم تطبيقه وإن وجد فإنه نادر ما يحصل وربما عبر المصادفة.
جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف دروس في غاية الأهمية شملت كل شؤون الحياة، التي يبحث عنها كل صالح يعيش على أرض الوطن الكويت المعطاء... كويت الإنسانية.
في بعض منها، يقال إن الله عز شأنه إن أحب المؤمن ابتلاه وحبب الناس إليه وغيرها من العلامات، التي تشير إلى رضا المولى عز شأنه عن الفرد.
وسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟ فقال: تعطيهم ولا تأخذ منهم? ويؤذونك ولا تؤذيهم? وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم قضاء مصالحك... قيل له: صعبة يا إمام! قال: وليتك تسلم؟!
من منا يريد أن يسلم من الناس؟
أجزم أن الجميع يتمنى أن يتحقق له ذلك، وزد عليه حصوله على رضا الرب، لكن من الدروس الآلهية والمواعظ والعبر التي جاءت في القرآن والحديث الشريف وقصص الخلف الصالح نفهم الصعوبة، وندرك سبب هلاك الأمم وكلها لو بحثت فستجد الفساد ورموزه يقفون خلفه إضافة إلى «الرويبضة»!
توقف عند قول الله عز وجل في محكم تنزيله: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
تمعن في سمو العدالة في الإسلام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه? وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد? وأيم الله? لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
نعيش مفارقات عجيبة ومشاهد تتكرر... المواطن البسيط «طرق المعاش»، يطبق عليه القانون بحذافيره ولو على بضعة دنانير، وغيره يسرق حلم البسطاء ويتقدم الصفوف ولا يقترب منه أحد.
ينال البعض الأذية ولا يتفوه بحرف واحد? نعطي وغيرنا النصيحة ونعين من يأتي طلبا للمساعدة... ويأتيك من يتهمك في نيتك!
ولنقل إن «الرويبضة» وهو «الفرد التافه»، الذي يقرر ما ينبغي عمله قد ذكر بجانب ما جاء في الآية الكريمة والحديث الشريف، وقول الإمام أحمد بن حنبل لا يروق لهم لربما إنهم يقتدون بالغرب.
حتى المؤشرات الغربية والمعايير الغربية لا يستحسنونها ويتجاهلونها بعلم منهم، وفوق هذا ليتك تسلم على «معاشك» وسكنك الذي تنتظره سنوات طوالا!

الزبدة:
هل نحب قياديينا، في ضوء الفشل تلو الآخر في المشاريع وقضاء حاجات الناس؟
هل من يعقد الاجتماع تلو الآخر، يفهم في شؤون إدارة مؤسساتنا وما يتطلع له المواطن البسيط؟
لا أظن شيئاً من هذا متاحا أو نستطيع بلوغه، في ظل التركيبة القيادية الحالية، وعلو كعب الفاشينيستات ومشاهير السوشيال ميديا وغاسلي الأموال... فأي قدوة تبقت لنا!
وضع الوطن ومؤسساته وحقوق المواطن البسيط، يلخص قولاً واحداً لا ثاني له: «لقد سرقوك... وليتك تسلم».
قد يكون المقال فلسفي النمط، يخاطب العقول النيرة والحكماء من أبناء جلدتنا، بعد أن تزاحمت الأخبار المؤلمة من ممارسات في غاية السوء، ولا يكاد يوم يمر إلا ونحن نتابع كارثة جديدة.
يسرقون كل شيء... لا مردود استثماريا مجديا، ولا تنويع لمصادر الدخل? لا تعليم? لا صحة? لا تأمين? لا طرق? لا قيادات تعين وفق معايير احترافية، ونحن نتكئ في كل زاوية من دواوين الكويت و «هات تحلطم»!
أليس منكم رجل رشيد ؟... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي