No Script

الاستعداد للحرب

تصغير
تكبير

يقول الكواكبي: «الاستعداد للحرب يمنع الحرب».
وبلا شك أن لهذه العبارة جانبا كبيرا من الصحة، يُصدّقه الواقع والحقائق.
امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي كان رادعا للولايات المتحدة وحلفائها من شن أي حرب على كوريا، بل جعل ترامب يسعى لمعاهدة صلح مع الكوريين.


وقعت حروب عسكرية عدة بين الهند وباكستان، واستطاعت الهند امتلاك السلاح النووي، مما جعل باكستان تحت التهديد الهندي.
لكن سرعان ما تمكن الجيش الباكستاني من تصنيع السلاح النووي، والذي بدوره جعل الهند تفكر ألف مرة قبل أن تحاول شن حرب أو عدوان على الأراضي الباكستانية.
أطرح هذا الموضوع ردّا على أولئك الذي هاجموا حماس وقوى المقاومة الفلسطينية، والذين أطلقوا صواريخهم تجاه الأراضي المحتلة، بعد عملية التسلل والتجسس التي قامت بها وحدة خاصة تابعة للجيش والاستخبارات الإسرائيلية في مدينة خان يونس في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد القائد القسامي نور بركة ومجموعة من رفاقه، بالإضافة إلى قتل قائد المجموعة الإسرائيلية وإصابة بعض فريقه.
بعض هؤلاء يسخر من صواريخ المقاومة فيسميها: مفرقعات، أو مواسير حديد... إلخ، وأنها لا تُلْحق أي ضرر بالإسرائيليين.
وبعض دعاة التخاذل والهوان، يتباكى على دماء الأطفال والنساء، بحجة أن صواريخ القسام هي المتسببة في قتلهم نتيجة ردة الفعل الصهيونية.
لقد استطاعت صواريخ المقاومة ردع الجيش الإسرائيلي صاحب أقوى الجيوش في المنطقة، وتمكنت المقاومة الفلسطينية من تمريغ أنوف القادة الصهاينة في التراب، وحملت وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان إلى تقديم استقالته.
صورايخ المقاومة جعلت الصحف الإسرائيلية تهاجم قادتهم، ففي صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قال الكاتب الإسرائيلي مائير عوزيئيل: «إن الجولة التصعيدية الأخيرة في غزة أسفرت عن تحقيق حماس لإنجاز حالة ردعية أمام إسرائيل»، وقال متسائلا: «هل الردع لصواريخ حماس ما زال فعّالا، سيجيب الكل بنعم، لكن الحقيقة أن ردع حماس هو الذي ما زال ساري المفعول»، وأردف قائلاً: «من يصدق أن 460 صاروخا سقطت على المدن الإسرائيلية»؟
الحق ما شهد به الأعداء، وما تحدث عنه الكاتب الإسرائيلي هو تعبير حقيقي عن حالة الردع التي حققتها صواريخ القسام.
فالقبة الحديدية التي أُنشئت للتصدي للصواريخ لم تصب إلا 10 في المئة من أهدافها، مما أدى إلى تحطيم العديد من المباني وإلحاق خسائر مادية كبيرة، ناهيك عن الإصابات البشرية، ودفعت صواريخ المقاومة مئات الآلاف من الإسرائيليين للهروب إلى الملاجئ، كما عطلت الدراسة عندهم لأيام.
إن أصابع أبطال حماس - وإخوانهم في المقاومة - لاتزال على الزناد، ولن تتركه حتى تتمكن من تحرير كل الأراضي المحتلة.
وهم يستحقون منا الدعم والمناصرة، لا التآمر والتخاذل.
فتحية كبيرة لسلاح المقاومة الذي تمكن من ردع العدو الصهيوني، وهو تطبيق عملي لمقولة: «الاستعداد للحرب يمنع الحرب».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي