No Script

عمليات عراقية «متعددة» لقفْل كل طرق «داعش» بين سورية والعراق

السباق الأميركي - الروسي في سورية... نحو المواجهة العسكرية

تصغير
تكبير
مصادر خاصة لـ «الراي»: قوات رديفة تتوافد إلى سورية بأعداد كبيرة لدعم الحملة العسكرية باتجاه الحدود العراقية
تتحضّر دمشق وموسكو وحلفاؤهما للبدء بمعركة شرسة متعدّدة الهدف باتجاه الحدود السورية - العراقية (وأخرى باتجاه دير الزور) بالتزامن مع انطلاق معركة «تحرير الصحراء الغربية» العراقية التي أعلن عن بدئها رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وتهدف العملية العسكرية العراقية - مدعومةً من التحالف الدولي - إلى تأمين الحدود العراقية - الأردنية (نحو الرطبة) والحدود العراقية - السورية (نحو القائم بعد تحرير عانة وراوة)، الى جانب العملية الأخرى (غير المدعومة من التحالف) بقيادة «الحشد الشعبي» نحو البعاج لقفل كل الطرق على تنظيم «داعش» بين سورية والعراق، وكذلك لتأمين ظهر القوات الأميركية وحلفائها السوريين الموجودين في معبر التنف الحدودي (بين العراق وسورية). وكذلك تهدف لتأمين تلاقي القوات العراقية التي تنوي التقدم نحو القائم (بعد عانة وراوة) وأخرى أميركية - كردية تتقدم من الجهة السورية نحو القائم أيضاً، ما يضع «داعش» بين فكيْ كماشة لا مفر لقوّاته منها إلا بالقتال أو الاستسلام أو الهروب والاختباء في صحراء الانبار والبادية السورية، أو طلب هدنة مع «القاعدة» في سورية (هيئة تحرير الشام) المهدَّدة أيضاً بالضرب بعد الانتهاء من «داعش» اولاً.

إلا أن هذه المعارك لن تمرّ على موسكو ودمشق وطهران وحلفائهم الذين بدأوا أيضاً معركة عسكرية كبرى (تتوافد قوات رديفة الى سورية بأعداد كبيرة لدعم هذه الحملة العسكرية كما علمت «الراي» من مصادر خاصة) على محاور عدة.

- محور دير الزور حيث أعلنت كلٌّ من موسكو وواشنطن رغبتهما بالتوجه نحو المدينة المحاصَرة (كل طرف على حدة مع قواته الرديفة وبأهداف مختلفة) لفك الحصار «الداعشي» عنها والسيطرة على المنطقة. إلا ان حظوظ أميركا أقلّ من حظ روسيا لأن المدينة تحوي قوات للجيش السوري وحلفائه ولم تسقط طوال أعوام الحرب. ولذلك من المتوقع أن ترتدّ أميركا عن دير الزور وتقبل بالوضع الذي تفرضه موسكو عليها في تلك المنطقة بالذات، وإلا فإن التصادم العسكري هو الحل البديل، وهذا مستبعَد لأن الدول العظمى لا ترغب بالدخول في حرب عالمية من أجل مدينة.

- معبر التنف الذي تتواجد عليه قوات أميركية - سورية (رديفة) مشتركة في منطقة صحراوية شاسعة لا تمثّل إلا معبراً رسمياً بين العراق وسورية. لكن موسكو مصممة على التوجه إليه واستعادته من القوات المحتلّة له، ما يضع واشنطن في موقف حرِج مجدداً سيجبرها إما على الانسحاب منه وإما الإيعاز لقواتها الرديفة بالصمود فيه.

أما مشكلة التنف فهي تتمثل في الدعم اللوجستي للقوات الموجودة على هذا المعبر، إذ ثمة حاجة الى خدمة دائمة مكلفة لدعم القوات بالعتاد والسلاح والمؤنة، لا سيما ان موقعه الجغرافي يمثل تحدياً لكل قوة ستتواجد عليه.

- محور البادية السورية، وهو محور تتقدم فيه - من محافظتي درعا والسويداء - قوات «مغاوير الثورة» السورية المتحالفة مع أميركا وقد احتلت أجزاء كبيرة من البادية. إلا ان سلاح الجو السوري بدأ بقصف هذه القوات لمنْعها من التقدم بأعداد أكبر نحو معبر التنف من الجنوب الشرقي، ما يضع موسكو ودمشق وطهران في خط المواجهة مع الولايات المتحدة وقواتها العسكرية الموجودة على الأراضي السورية.

وهكذا، تحت عنوان «دحْر داعش»، تتشعّب العمليات العسكرية ومواقع التصادم بين القوات الرديفة لكلّ من أميركا وروسيا بما يوحي وكأن ليس فقط هناك تضارب مصالح بين الدولتين العظمييْن، بل تَصادُم عسكري بين قوات واشنطن وموسكو وحلفائهما (أو من خلال حلفاء لهما) في سورية، مع العلم أن هناك قوات خاصة لكلا الطرفين تعمل على الأرض لقيادة المعارك والتنسيق مع غرف العمليات وطلب الدعم الجوي.

وتدور رحى الحرب المقبلة على محاور متعددة من دون أن تخرج موسكو عن اتفاق «مناطق نزْع التوتر» الذي أُعلن في أستانة - كازاخستان لأن مناطق البادية السورية والحدود العراقية ومحافظتيْ دير الزور والرقة لا تدخل ضمن نطاق التفاهم الروسي - التركي - الإيراني الذي تم بوجود وفد من الولايات المتحدة.

وقد أعطت موسكو أولوية كبرى «لمعركة الحدود»، لا سيما بعد زيارة قائد «الحشد الشعبي» العراقي فالح الفياض لدمشق وإطلاع قادة «الحلفاء» على الخطة العراقية - الأميركية والبدء «بمعركة الحدود» (التنف والقائم والبعاج) بطلب من واشنطن وخبرائها الموجودين في العراق، ما أشعل جرس الإنذار الفعلي لدى القادة العسكريين الذين اعتقدوا أن هناك عملية كبرى تتحضر لها واشنطن لمرحلة ما بعد الحرب وفرض سيطرتها على مناطق متعددة من سورية ومناطق حدودية مع العراق بهدف التسابق لاحتلال الارض تحت عنوان «دحر داعش»، التنظيم الذي أصبح الجميع يتسابقون للقضاء عليه وهو في مراحله الحياتية الأخيرة «كدولة» احتلّت أراضٍ شاسعة وكسرتْ الحدود في بلاد الرافدين وبلاد الشام.

وتالياً، فإن العملية العسكرية - المتعددة الأهداف - تسعى إلى تأكيد مناطق نفوذ الدول العظمى في سورية ما يوحي بأن أمد الحرب لم يعد طويلاً، من دون إغفال دور تنظيم «القاعدة» في سورية (تحت مسمى هيئة تحرير الشام) الذي لم تنتهِ فصوله بعد. وهذا التنظيم استُبعد من أي اتفاق في سورية، حتى ولو كانت مدينة ادلب التي يشملها جزء من اتفاق «المناطق المحمية» التي وافقت عليها روسيا وتركيا ودمشق وطهران. وقد رفض هذا التنظيم الاتفاق المبرم في أستانة «وأباح دم» كل من وقّع عليه من فصائل المعارضة لأنه بنظر «القاعدة» يهدف الى ضرب التنظيم (في بيانه الأخير).

ليس بجديد على روسيا وأميركا التواجد في بلد واحد والتسابق للسيطرة على أجزاء منه (برلين بعد الحرب العالمية)، إلا أن هذا السباق يؤكد ان بلاد الشام سائرة نحو التقسيم الحتمي.

تبقى معضلة تواجُد هذه القوات الأجنبية على أرض سورية: فقد توعّدت كل من ايران و«حزب الله» ودمشق بأنهم لن يقفوا مكتوفين تجاه «الاحتلال» الاميركي للاراضي السورية. فهل سيكون وجود قوات أميركية في سورية بداية لمرحلة استنزاف وحرب عصابات ضد هذه القوات؟ هل ستسمح روسيا بذلك أم أنها ستمنع أحداً من ضرب اميركا في سورية؟

لدى «محور المقاومة» (حزب الله - ايران - دمشق) أهداف متعددة وعمل طويل في سورية يبدأ بتواجد القوات الاسرائيلية على الحدود السورية الجنوبية، ويمرّ بتهديد «داعش» و«القاعدة» (الذي لن ينتهي بانتهاء هؤلاء عسكرياً في سورية)، ويعرّج على القوات الاميركية الموجودة في سورية، ما يدل على ان استقرار الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال.

انهيار مفاوضات القابون

«الجزيرة» - انهارت أمس المفاوضات بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري بشأن حسم مصير حي القابون الدمشقي.

وذكرت مصادر ميدانية أن قوات النظام عمدت فور توقف المفاوضات إلى شن هجوم من محاور عدة في حي القابون بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف.

وكانت المعارضة المسلحة والنظام قد اتفقا اول من امس بشكل مبدئي على وقف النار في القابون تمهيداً لـ «تهجير» المقاتلين والأهالي إلى الشمال السوري ومناطق أخرى، أسوة ببقية المناطق المحاصرة التي تخرج تباعاً عن سيطرة المعارضة.

وقال مصدر في المعارضة إن الخيارات أمام مقاتليها تتمثل بخروج من يرغب منهم إلى الشمال السوري أو الغوطة الشرقية، أما من يريد البقاء في الحي فسيكون عليه الانضمام للميليشيات التابعة للنظام.

إجلاء الدفعة التاسعة من مُهجّري حي الوعر

عمان - كونا - جرى، أمس، إجلاء الدفعة التاسعة من المسلحين وأفراد عائلاتهم المُهجّرين من حي الوعر في مدينة حمص وسط سورية.

وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح نقلته وكالة الانباء السورية «سانا» ان هذه الدفعة تشمل 1500 شخص، من بينهم نحو 400 مسلح.

وأضاف ان اعداد الخارجين في الدفعات الاخيرة تراجع عن الدفعات الاولى، موضحاً ان الدفعة العاشرة والاخيرة سيتم إجلاؤها في 20 مايو الجاري.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي