No Script

نفسياسي

أن تكون خطيراً... وأن تمارس خطورتك!

تصغير
تكبير

للباحث في علم النفس الإكلينيكي في جامعة تورونتو الكندية البروفسور جوردون بيترسون، العديد من الآراء المثيرة للجدل، بدأت في الظهور للعلن منذ قاد بقوة حركة ناهضة لتشريع قانون طالبت به الجمعيات المؤيدة للمثليين الجنسيين في كندا، والتي طالبت بفرض مخاطبتهم بألفاظ يختارونها هم أنفسهم للإشارة إلى هويتهم الجنسية، فكان أن ظهرت آراء «بروف» بيترسون للعلن، والتي تفيد بأن القوى المؤيدة للمثلية الجنسية، تريد أن تخلق ثقافة تمنع من خلالها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالهوية الجنسية، ومن عاش منا في تلك البلدان يدرك كم أن رأيه سليم في ما يخص هذه النقطة تحديداً، إلا أن «البروف» بيترسون لم يتوقف في أفكاره وطرحها عند هذه النقطة، بل انطلق محلقاًفي فضاء التواصل الاجتماعي ناشراً العديد من الآراء التي قد نتفق معه في بعضها، ونختلف في الآخر، حاله حال غيره!
من أكثر ما شد انتباهي من أفكار بيترسون هو تركيزه على النظرة السوداوية للعالم، وأن عملية التوازن بين أفراده تقوم على  عناصر عدة أحد أهمها هو الخوف، نعم الخوف، ويقصد بذلك خوف الفرد منا من غيره، لأسباب شتى ما قد يدفع الشخص لتجنب الصراع مع أشخاص معينين، خوفا من قدرتهم على مواجهتهم له... وبقوة، وهو ما أسماه البروف «القدرة على أن تكون... خطيرا»!
لا يقصد البروف أن يوجه الناس لممارسة العنف ضد بعضهم البعض، ولكنه يدعوهم لإبراز قدرتهم الكامنة على أن يكونوا أشخاصاً خطرين، وهم بذلك يفرضون أحد أهم عناصر معادلات الاحترام في مجتمعاتهم، فمن دون تملكك للقدرة على أن تكون شخصاً خطيراً فستكون مأمون الجانب بشكل يجعل الاعتداء عليك وعلى حقوقك محتملا بل ومتوقعا!


في الواقع العملي، لا أراني متفقاً مع البروف في هذه النظرية أيضاً، فمع وجود الكثير من النصوص الدينية التي تدعو للعفو واللين وما أشبه، تجد نصوصاً دينية تؤكد على إبراز الغلظة والقوة، وكما في النصوص الدينية تجد الشيء ونقيضه، تجدها أيضاً في النصوص الشعبية من أمثال وغيرها، فساحة العمل العام تتطلب من الإنسان أن يظهر قدرته على المواجهة، أو أن يكون خطيراً بتعريف «البروف»، كما يوصي «البروف» مستمعيه بعدم الاكتراث بمن يتهم من يظهر شراسته أحيانا بأنه متعصب أو عصبي أو غير مرن أو ما أشبه من أوصاف، فمهما أطلق عليك الناس مثل تلك الأوصاف فهي أفضل من وصفك بالضعيف و»المسيكين» و»حليو»، وما أشبه من أوصاف قد نصف بها من لا ينافسنا في ساحة العمل العام!
في المحصلة... خير لك أن تمتلك في نفسك القدرة على أن تكون شخصاً خطيراً... «بس مو شرط تسويها دايماً»!   

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي