No Script

إيناس مصالحة وبشرى الترك في عرض أوبرالي يوقظ لندن من سباتها

«فراشة الحرير» تضيء على جرائم الشرف في المجتمعات الشرقية

تصغير
تكبير
وسط زحام الأخبار والتقارير الصحافية في وسائل الإعلام الغربية حول القتل والدمار في العالم العربي والشرق الأوسط، انتجت فنانتان عربيتان، هما مغنية الأوبرا الفلسطينية القديرة إيناس مصالحة والمؤلفة الموسيقية اللبنانية المعروفة بشرى الترك، أوبرا جرى تقديمها في عرض خاص للنقاد في لندن، لتطلق صرخة قوية لتظهر للرأي العام البريطاني والعالمي، حقيقة أن العرب قادرون على تقديم إنتاج حضاري وثقافي للبشرية جمعاء، وليسوا هواة قتل وسفك دماء الأبرياء مثلما يجري تصويرهم في وسائل الإعلام.

فبالتعاون مع مجلس الفنون الإنكليزي المدعوم من الدولة و«مهرجان نور» للثقافة والفنون في بريطانيا جرى العرض الخاص الذي حضره عدد كبير من النقاد وممثلي وسائل الإعلام لأوبرا «فراشة الحرير»، التي تحكي قصة جريمة شرف قُتلت فيها فتاة شرقية، وذلك لتسليط الضوء على العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية، التي تُشكّل إلى حدٍ ما حاضنة للعنف والإرهاب الذي أصبحت تعاني منه البشرية جمعاء، ولم يعد مُقتصراً على شعب واحد أو منطقة بعينها.


قام بتأليف كلمات الأوبرا وقصائدها إلينور نايت، المتخصصة في كتابة النصوص الأوبرالية، فيما ألّفت موسيقى الأوبرا الموسيقية اللبنانية المقيمة في بريطانيا بشرى الترك، التي اشتهرت في مجال الإبداع الموسيقي، وبرزت في شكل خاص العام 2013، عندما اختارتها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي)، ضمن 100 امرأة من جميع أنحاء العالم، وفي مجالات تخصص مختلفة، على اعتبار أن كل واحدة منهن ساهمت في مجالها بإحادث تغيير ما لمصلحة البشرية.

الأوبرا قُدّمت باللغة الإنكليزية وهي مبنية على دور واحد تؤديه إيناس مصالحة، ابنة الجليل، التي برزت في عروضها الأوبرالية على مدى السنوات العشر الماضية، خاصة ضمن فرقة الأوركسترا الفيلهارمونية الألمانية في برلين، والعروض الأخرى في لا سكالا في إيطاليا ونيويورك. ولفتت مصالحة أنظار العالم إليها عندما اختارها رئيس بلدية الناصرة السابق رامز جرايسي لتقدم عرضاً أوبرالياً تم نقله تلفزيونياً في جميع أنحاء العام احتفالاً بزيارة البابا بنديكت السادس عشر إلى المدينة في العام 2009.

وتمثّل مصالحة في الأوبرا بصوتها الجميل والقوي دور الأم، والدة الفتاة ضحية جريمة الشرف.

واستندت إلينور نايت في تأليفها نص الأوبرا إلى قصة حقيقية وقعت في بريطانيا قبل سنوات قليلة، حيث قامت إحدى عائلات اللاجئين الأجانب، وهي كردية، بقتل ابنتها في جريمة شرف، حيث تبيّن أن الأم نفسها شاركت في عملية القتل، رغم أنها هي بنفسها ضحية من ضحايا اضطهاد المرأة في المجتمع الكردي، مما هزّ المجتمع البريطاني بشدة. واستعانت نايت بمعلومات وفرّتها منظمة حقوق المرأة الإيرانية والكردية في بريطانيا عن جرائم الشرف التي تعاني منها نساء الشعبين في الوطن أو في المهجر، حيث وفقاً لهذه المنظمة بلغ عدد الاعتداءات على النساء من أصل إيراني وكردي في العام 2011 فقط الى 3000 اعتداء.

وصاحبت مصالحة على خشبة مسرح القرن العشرين في حي نوتنغ هيل (وسط لندن) فرقة أوركسترا «انسمبل زار» وشارك في إخراج العرض مايكل موكسهام وماريا كوريباس، وصمم ديكور الأوبرا وأزياءها مصممة الأزياء المعروفة جوليا سكريميري.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي