No Script

نافذة... الأمل

جائزة «ساويرس» وأخواتها!

No Image
تصغير
تكبير

للجوائز بريق يسطع ضياؤه في سماء المبدعين.. فتشرق شمس الإبداع من جديد!
أعلنت منذ أيام نتائج جائزة «ساويرس» الثقافية، التي تعد من أهم الجوائز في مصر، لأنها تتسم بالمصداقية والشفافية، وهذا هو ما يميز أي جائزة ذات ثقل، ويجعل أي قلم حر يحرص على المشاركة فيها، وينال شرف الفوز بلقبها، فقد سجلت في شهادة ميلاد عمر الجائزة الذي تجاوز 13 عاماً، أسماء أدبية مهمة أكدت احترامها في الوسط الثقافي، وهذا ما ترجمه عدد الأدباء المشاركين في هذه الدورة الذي وصل إلى 608 مشاركين، بين من قدموا روايات، مجموعات قصصية، سيناريوهات، نصوصا مسرحية، وكتب نقد أدبي.
أكثر ما كان لافتاً حقاً، ودالاً على أهمية الجائزة، تصدر فرع كبار الأدباء هذا العام النسبة الأكثر مشاركة، بواقع 185 رواية!
إن جائزة «ساويرس» التي انطلقت من مؤسسة «ساويرس للتنمية الاجتماعية»، لصاحبها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، المحب للفن والأدب والداعم له، وتقديم ما يليق به، هي نموذج ناجح لمؤسسة خاصة تدعم الثقافة والمثقفين، حتى وإن كانت على مستوى محلي، وهي خطوة مهمة ليشعر الأدباء الكبار الذين أثروا الساحة الأدبية بأن هناك من يقدر أعمالهم، ويلقي الضوء عليها، ويدعم مسيرة الإبداع كي يتسنى لأصحابها أن يعطوا المزيد، وأن يدفعوا الأدب نحو مراتب عليا، فينعكس ذلك على القارئ متعة وجمالاً ومعرفة. كما أنها تشكل دفعاً للمواهب الصاعدة إلى الأمام، وتفسح في المجال لجيل المبدعين الشبان أن ينطلقوا في سماء الإبداع نجوماً تتألق.
وجائزة ساويرس، هي واحدة من العديد من الجوائز المهمة المماثلة، سواء على المستوى العربي أو العالمي التي تشكل مبادرة شخصية من اصحابها رجال الأعمال، فمن هؤلاء من كان صاحب إبداع، مثل جائزة «العويس للإبداع» التي تشجع الباحثين والدارسين، وتكرم الأدباء والمفكرين والعلماء العرب، والتي أسسها الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس، وأطلقها عام 1987 ولا تزال مستمرة، وقد دعمت كبار الكتاب العرب، وفي سجلها أسماء لامعة. وجائزة «الشيخ سالم العلي للمعلوماتية» على مستوى الوطن العربي، التي أسسها الشيخ سالم العلي، رئيس الحرس الوطني الكويتي، عام 2001، لدعم علوم المعرفة الإلكترونية وتطوير القدرات البشرية في مجال التنمية المعلوماتية, وأيضا «جائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية» التي أسستها الكاتبة الكويتية ليلى العثمان، وتقدمها للمبدعين الجدد من الشباب الكويتيين كل عامين.
وأبرز الجوائز التي تقترن بأسماء أصحابها، «جائزة نوبل»، أهم جائزة عالمية من الناحية المادية والمعنوية، وهي حلم كل كاتب وعالم في العالم، يتوج بها تاريخ إبداعه وإنتاجه وعطائه. إنها عرس الجوائز ومسكها وفخرها، وقد انطلقت أيضاً بمبادرة شخصية من الأب الروحي للجائزة مخترع الديناميت السويدي الفريد نوبل عام 1901، في مجالات عدة حيوية ومهمة بالنهوض بالبشرية (الأدب، الكيمياء، الفيزياء، الطب، والسلام).
ولا نستطيع أن نعدد كل الجوائز التي تحمل أسماء رجال أعمال أو متمولين، تحركت داخلهم نخوة العطاء الإنساني، وفكروا في أن يتركوا أثراً طيباً لهم في هذه الحياة، فتوجوا أسماءهم بما يفخرون به ويؤدي إلى أن تفتخر بهم البشرية. هؤلاء أفراد أحبوا أوطانهم، بل منهم من تخطى حب الوطن إلى حب البشرية بأكملها، وكان دعم الإبداع والمبدعين غايته، والارتقاء بذوق وثقافة الجنس البشري هدفه، فـ «الإبداع لا وطن له» كما قال عبقري التلحين الموسيقار الألماني بيتهوفن الذي أهدى البشرية ما يدغدغ الروح، ويحلق بالمستمع إلى فضاء الأحلام الجميلة.
إن الفنون والآداب والعلوم ما هي إلا مصابيح تنير دروب البشرية، وتهديها لتصل إلى جنائن الحضارة والتطور والرخاء، فكلما زاد احترام الأمم لإبداعات أبنائها وعباقرتها وأعطتهم حق قدرهم، كان ذلك مؤشراً للتقدم والرقيّ.
كل فرد أو مؤسسة تبادر لدعم إبداع ما تشكل ما يشبه الجناح الآخر الذي يحتاج إليه المبدع ليحلق في سماء عطائه، فالنوم على الأمنيات، واتباع السلبية، والاعتماد على الغير، لا تحقق أي تقدم، فإذا أردنا أن نغير العالم نحو الأفضل علينا أن نبحث عن مبدعينا وعباقرتنا، ونقدم لهم كل الدعم الممكن ليثبتوا وجودهم، ويقدموا على مزيد من العطاء، من أجل الوصول إلى مجتمع حاضر بقوة بين مجتمعات العالم، هنا تكمن مسؤولية رجال الأعمال الذين إذا عجزت الدولة أثبتوا أنهم قادرون على تحويل المال إلى محرك قوي وطاقة فعّالة في دعم المجتمعات والصعود بها إلى مراتب عالية.
نحتاج إلى مئات الجوائز لدعم أصحاب الفكر والعلم والفن، فكلما زادت المشاعل تنورت العقول، وصرنا أكثر حضوراً وتميزاً في هذا العالم الواسع.

* كاتبة كويتية
Amal.randy@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي