No Script

ألوان

إسماعيل فهد إسماعيل

No Image
تصغير
تكبير

فقدت الكويت أحد أبنائها الابرار الذي قدم الكثير في مجال الابداع الادبي، وبالتحديد في مجال الرواية التي قدمته كأسم كويتي مميز في الوطن العربي.
ولم يكن إسماعيل فهد إسماعيل مجرد أديب عادي في الحركة الثقافية الكويتية، بل كان مميزا مؤثرا في الكثير من الأسماء الكويتية التي لديها ميول للكتابة، ومن لم يتأثر به إنما عمل على عرض بعض كتاباته عليه لأخذ المشورة وهذا أمر بات عرفا بين ابناء الصنعة الادبية، ولعله كان يعرض بعض كتاباته على اصدقائه الذين يثق بهم ليجس مدى تفاعلهم مع روايته قبل الشروع في طباعتها.
وقدم إسماعيل سلسلة من الروايات منها رواية في (حضرة العنقاء والخل الوفي ورواية طيور التاجي ورواية الشمس في برج الحوت ورواية الكائن الظل ورواية مسك ورواية الحبل ورواية كانت السماء زرقاء)، وروايات اخرى صنعت له مكانة مرموقة في عالم الرواية محليا وخليجيا وعربيا.
ومن بين رواياته المميزة «احداثيات زمن العزلة» و تتكون من سبعة اجزاء، واهم ما فيها انها تقوم بتوثيق الكثير من الاحداث التي مرت بها الكويت ابان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت في عام 1990م، كما انها المرة الاولى التي يتناول بها البيئة الكويتية بشكل مباشر كما اخبرني احد الادباء المهتمين بأدب اسماعيل فهد اسماعيل، واضاف قائلاً لي ان تلك الرواية تعكس بعض الصفات التي قد يلتقطها القارئ الذكي حول شخصية اسماعيل فهد اسماعيل لانه عادة لا يقدم شخصيته في الادب الذي يكتبه ولكن ربما لان الرواية لها ظروف خاصة فلم يجد مانعا من ان يبوح بقلمه عما بنفسه حول بعض الامور.
وكانت تجمعني بالاديب الراحل علاقة ود واحترام ولا أدعي انها كانت صداقة عميقة، الا انني عرفت من خلال آرائه في شتى القضايا انه ذو فكر نير كما انه واثق من نفسه ولا ينفك في التعبير عن إيديولوجيته، التي ينتمي اليها بهدوء من دون ان يتشاجر مع احد كما انه لم يغير قناعاته بتاتا رغم ان الظروف المحيطة في بعض السنوات لم تكن تسانده، الامر الذي جعله حديث الوسط الثقافي في الكويت.
وعلى الصعيد الأدبي، فان هناك الكثير من الاسماء التي تعاملت وتأثرت بأسلوب إسماعيل، بل إن هناك صديقا لي وهو اديب كويتي يعرف دقائق الامور في الوسط الادبي الكويتي اكد لي ان هناك مجموعة من الادباء خرجوا من جلبابه الادبي وهم انواع عدة، فمنهم من تنازل عن اسلوبه ليقوم بتقليد إسماعيل لدرجة التطابق لكنه فشل فبات كاتبا باهتا، وهناك من تأثر به بعمق منذ بداياته لكنه ظل متأثرا به الى ان اصبح كبيرا في السن وكان قد اصدر روايات عدة، لكنه لم يستطع ان يصنع له اسلوبا خاصا به لانه بات يسير خلف اضاءات إسماعيل في حلكة الصحراء الادبية، وهناك اسماء ستجد صعوبة في تقديم الجديد المفيد في عالم الرواية لانها كانت ترفض الخروج من جلباب إسماعيل الادبي، وقلة هي التي تأثرت به وكان لها اصرار على ان تكون بصمتها مميزة بيد ان هناك اسماء معروفة في كتابة الرواية وهي لا تقدم ادبا قريبا فنيا من ادب إسماعيل.
ولا ننسى ان الاديب الراحل كان له صالون ادبي يلتقي فيه بالعديد من الشخصيات المبدعة داخل وخارج الكويت يحضره جمهور من المواطنين والمقيمين، وكان يشكل اضافة الى النشاط الثقافي في الكويت.
لا استطيع ان اتعمق في ابعاد روايات اسماعيل فهد اسماعيل الانسانية والاجتماعية وفي ابعاد النفس البشرية والصراعات المختلفة عبر الاحداث التي تتصاعد ثم تعود للهدوء من باب ان الاحداث لا بد من ان تكون لها نهاية.
لست مؤهلا للحديث عن ادب اسماعيل فهد اسماعيل لان هناك النقاد الذي يمتلكون الادوات التي تساعدهم في كشف كنوز اسماعيل فهد اسماعيل الادبية وفي تسليط الضوء على بعض الامور الفنية في بناء الرواية التي ارى انها من اصعب انواع الكتابة وهي بحاجة الى موهبة وثقافة وصبر وليس كما صرح احد ادعياء الادب الذي قال اكتشفت ان كتابة الرواية عملية سهلة!.
ان الاثر الذي تركه إسماعيل كبير وعميق في عالم الرواية ولعله يشكل مدرسة فنية وجدت الكثير من التلاميذ وهو على قيد الحياة ولسوف تأتي اجيال اخرى تدرس في مدرسته الابداعية كما اتمنى من النقاد الالتفات الى رواياته بشكل اكبر.
ان الاسماء العربية في العواصم العربية المبدعة في مجال الرواية معروفة وقلة ما تجد اسما خليجيا الا انني على ثقة من ان اسماعيل استطاع ان يفرض نفسه عبر إبداعاته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي