No Script

قدمتها «باك ستيج جروب» ضمن فعاليات «أيام المسرح للشباب»

«سير أنجلو»... النكران بعد تغيّر الأحوال

تصغير
تكبير

لا شيء يبقى على حاله، ومن كان محباً في الأمس، تتحوّل لهفته إلى نكران في ليلة وضحاها.
«سير أنجلو» واجه الأمر نفسه، وقصته قدمتها مسرحياً فرقة باك ستيج جروب على خشبة مسرح الدسمة مساء أول من أمس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب الثاني عشر، والذي تنظمه الهيئة العامة للشباب حتى 13 مارس الجاري.
طرح نص «سير أنجلو» قضية مهمة متواجدة في مجالات عدة، لكن لها حساسيتها في المجال الفني تحديداً، إذ تختصر قصة سير انجلو، الممثل العجوز الذي تميّز في مجاله طوال حياته وكان حاصداً للجوائز، لكنه بعد أن يكبر وتتغير الأحوال تدريجياً في الفن، ينزوي على نفسه لقلة الطلب عليه، ما يجعله يشعر بالخذلان والنكران. ويحاول الممثل أن يعود إلى مجده لكنه يصطدم بعدم جدوى ما يفعل.
العرض لم يحصر دقائقه في هذه القصة فقط، بل طرح قضايا أخرى، منها العطاء وحب العمل والتمسك بالحلم مهما مرت السنوات.
السينوغرافيا خدمت العرض رغم بساطة النص، فساهم الديكور والموسيقى والإضاءة في إبراز أحداث العمل. كما بدا واضحاً الانسجام والتفاهم بين الممثلين.
المسرحية من تأليف وإخراج عبدالله جاسم العلي، إشراف عام لمحمد راشد الحملي، وبطولة كل من عبدالله العلي، علي الريس، أحمد الهاجري، عبدالله وليد، هادي كرم، عبدالعزيز السعدون، عيسى جمعة، إسماعيل كمال ومحسن الحداد.

الندوة التطبيقية
بعد العرض، عقدت ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة وأدارتها الممثلة سماح. وكان المعقب الرئيسى للندوة عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية أستاذ مادة قسم التمثيل والإخراج الدكتور ايمن الخشاب، بمشاركة مؤلف ومخرج وبطل المسرحية عبدالله العلي.
بدأت مديرة الندوة الفنانة سماح بإعطاء نبذة عمن معها في المنصة، وخصت بالشكر الهيئة العامة للشباب وكل القائمين على المهرجان. ومن ثم تحدث الخشاب، فأشاد بالبداية بقدرة عبدالله العلي في التأليف وعدم أخذه لنص جاهز، لافتاً إلى أنه لم يلجأ إلى «ثيمات مطروقة»، بل إنسانية عامة ليست كما اعتدنا عليها وتتمثل في استحضار ممثلين عرب مع أميركا.
كما تطرق إلى ما يميز العرض، وهو الصدق الفني الناتج عن انفعال المخرج المؤلف الممثل العلي للمأساة التي يعيشها، وأشار إلى أنه رأى فيه روح شخصية «سير انجلو». وأبدى الخشاب إعجابه بالحضور المجازي لتشارلي شابلن عندما أخذ الطفل من يديه ليقوده إلى الأضواء والفن، ووصفه بالمشهد البديع.
من زاوية اخرى، انتقد الخشاب حركة الديكور غير المرنة، إلى جانب إصرار عبدالله على قيامه بالأدوار الثلاثة على الرغم من نصيحته له بعدم فعل ذلك. وقال إنه كان يفضل أن تكون المسرحية تحت مسمى آخر وهو «ليلة رحيل سير أنجلو»، لأن «الأحداث كلها تدور في يوم واحد، وهو يوم رحيله»، لافتاً إلى أن هناك بعض المشاهد التي كان يفضل الاستغناء عنها، «فمنذ لحظة موت سير أنجلو وما تلاها من مشاهد، لم يضف شيئا للمسرحية، كمشهد دخول التابوت الذي كان في بداية العرض المسرحي وأيضاً لقاء الصحافي مع المخرج.
بعد ذلك، فتحت عريفة الندوة سماح المداخلات للحضور، وأتت الآراء مختلفة حول العرض.

جلسة حوارية
ضمن فعاليات المركز الإعلامي للمهرجان، أقيمت صباح أمس جلسة حوارية تحت عنوان «الرؤية النقدية لأهم الملامح الإخراجية لمسرح الشباب العربي» في قاعة الديوان بفندق كراون بلازا، تحدث فيها الناقد المصري محمد الروبي وأدارها الزميل مفرح الشمري.
استهل الروبي حديثه قائلاً: «المسرح العربي خلال السنوات العشر الماضية، وخلال السنوات المقبلة عنده مجموعة من الملامح ويمر عبر لحظات مفصلية».
وأضاف «هذا الأمر يؤثر عليه، فنحن نعيش مرحلة ما بعد الربيع العربي التي لها انعكاس على الحالة الفنية والمسرحية وأيضاً يتضمنها نوع من الاهتزاز وعدم الوضوح، حيث كان هناك مفصل وهو مسرح الستينيات، وما زلنا نستذكر تلك المرحلة وبعدها جيل مسرح السبعينات، حيث طرح العديد من الأسئلة والتي تحتاج إلى الإجابات».
وتابع «كما نبحث عن الهوية في المسرح العربي التي تتضمن أشكالنا الخاصة، ونثبت للآخرين أن لدينا مسرحاً، وأتصور أن إحدى تلك المراحل قد أصيبت باهتزاز شديد عبر الربيع العربي بطرح أسئلة جديدة، ومن تلك الملامح المهمة أيضاً التي تنعكس على حالة المسرح، حالة الرفض والسخط واهتمام الشاب العربي بمسرح الصورة، لأن المسرح منذ نشأته يعتمد على الصورة، وهو يهتم بالفرجة والرؤية وغيّب المضمون».
وتناول الروبي موضوع الكتابة المسرحية «التي أصبحت تتجه إلى الكتابة الجماعية، وهو أمر محمود كون المسرح جماعياً ويكون مرتبطاً بالجهد الجماعي»، لافتاً إلى موضوع «عدم الاهتمام بالممثل، الذي يعتبر أهم عنصر في المسرح، وجعل الاتجاه نحو السينوغرافيا أكثر من الممثل نفسه».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي