على مدى سبع سنوات، ورغم المآسي الإنسانية الكبيرة التي جاءت بالتزامن مع ثورة الشعب السوري، وصلنا الآن إلى مرحلة إعلان القضاء التام على الثورة، وإنهاء الحالة السورية الفريدة التي كانت مختلفة عن جميع الثورات العربية، بعد أن شهدت مشاركة ووجود قوات دول عديدة متصارعة على الأرض السورية، بين حامية ومؤيدة للنظام، وبين داعمة ومؤيدة للثوار.
الثورة انتهت... والمرحلة المقبلة هي مرحلة إعمار ما خلفه الدمار، والعزلة السورية ستنتهي، وتعود سورية لتمارس دورها مع غيرها من الدول العربية في إطار جامعة الدول العربية «الميتة»، وستطوى جميع ملفات الجرائم ضد الإنسانية، وسينسى العالم أن قوات الأسد قد استهدفت المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان، وسيغلق ملف الأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً، ولن يرى العالم سوى المصالح والفائدة من إعمار سورية، وكيف يتمكن كل منهم من تناول الكعكات الاقتصادية، رافعين شعار عفا الله عما سلف.
القضية السورية ذكرتها فقط من باب المثال والتدليل، فهي تثبت خسة العمل السياسي الدولي، الذي لا يكترث بأرواح البشر أو المآسي البشرية، المرتبطة بالحروب أو الحروب المضادة وقمع الثورات، بل إن الاهتمام في المقام الأول يتحدد وفق المصالح خصوصاً الاقتصادية، فالشعب دفع الفاتورة الباهظة بين قتل وتنكيل وتشريد، بينما دمار الدولة سيأتي حتما من يعمره ويعيد الدولة ومرافقها كما كانت في غضون سنوات قليلة، أمام الأهالي الذين فقدوا أحبة، ستظل صور أحبائهم معلقة على جدران البيوت، وستظل ذكرى مرارة الفقد عالقة في العين والقلب والجوارح، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا!